حديث الرئيس الأمريكي عن الأمير محمد بن سلمان وعن المملكة هو مصدر فخر، خاصة ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والانفتاح الاجتماعي.
في قمة دول العشرين في أوساكا، تألق أميرنا الشاب الأمير محمد بن سلمان تألقًا جعل كل الأعناق تشرئب إليه، وجعل كل سعودي أصيل يشعر بالفخر والعزة، وعكس قدراته القيادية المبهرة، ومدى قوة المملكة ومكانتها في المحافل الدولية، رغم ما تتعرض له من حملات إعلامية مغرضة، تحاول النيل منها ومن سمعتها ومن تمكن قادتها على مواجهة عالم اليوم وتحدياتها. أهم ما لفتني في مشاركات الأمير محمد حيويته وجاذبيته وثقته بنفسه، خاصة وهو يمثل المملكة بين أقوى الدول في العالم من حيث الاقتصاد والقوة العسكرية والتفوق الحضاري.
حديث الرئيس الأمريكي عنه، وعن المملكة هو مصدر فخر، خاصة ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية والانفتاح الاجتماعي، إضافة إلى نجاح المملكة في تطويق منابع الثقافة التي تُفرز الإرهاب بقوة وحزم وعزم، فليس في قواميسه مفردة تعني التراجع أو التخاذل، أو إمساك العصى من منتصفها كما كان يردد أصحاب أنصاف الحلول. حربنا على الإرهاب، وعلى منابع ثقافة الإرهاب، هي حرب وجود، إما أن نكون، أو تبقى ثقافة الإرهاب مسيطرة على مجتمعاتنا.
بقي أن أقول إن الأمير محمد، ومواجهاته الشجاعة للتحديات، والمتغيرات، بل والمؤامرات، جعلنا نحن السعوديين في غاية الاطمئنان بأننا نسير فعلا في الطريق الصحيح. إنه -حفظه الله- بمثابة رحمة حلت على بلادنا من السماء.
وكما ظهر من تعليقات الزعماء الذين اجتمع بهم، فقد كانت جهود سموه محل تقدير وإشادة من جميع من اجتمع بهم، في قمة هي قمة القمم في العالم.
وغني عن القول إن قوة الدول اليوم لم تعد فقط في القوة العسكرية، ومدى ما تملكه الدول من إمكانيات حربية وأساطيل، وإنما أصبحت في قوتها الاقتصادية؛ فالاقتصاد اليوم سر تفوق الدول وقوتها ومنعتها. وهذا ما أدركه هذا الأمير الشاب بسعة أفق وتصور كامل حينما أطلق رؤيته 2030 التي تسعى إلى الرقي بالمملكة، وترسيخ مكانتها الاقتصادية، والاستفادة من عوائد النفط في تنويع منتجاتها، لتكون متماهية مع متطلبات العصر وتحدياته، ومن يرصد قرارات المملكة منذ أن اعتلى هذا الأمير الفذ صهوة جواده، فلن تخطئ عيناه أن هناك إصرارًا وتصميمًا وعزمًا على المضي في طريق التنمية الشاملة، وتحطيم كل ما يتعرض لمسيرتنا التنموية من عوائق مهما كانت هذه العقبات كأداء، فلا خيار لنا، ولا بقاء لبلادنا، وأمنها واستقرارها، إلا بالتنمية الاقتصادية والانفتاح والتطبيع مع دول العصر.
نقطة ثانية جوهرية تميزت بها سياسة المملكة، وانعكست بوضوح على لقاءات الأمير في أوساكا، مؤداها التنوع في لقاءاته بزعماء العالم، بحيث لا نكتفي بحليف واحد، مهما كان هذا الحليف قوياً، فالسياسي الحصيف -كما يقول التاريخ- هو ذلك الرجل الذي لا يضع بيضه في سلة واحدة؛ وهذا منهج الأمير محمد عن سابق تصور وتصميم فقد حرص أن تتنوع اجتماعاته بكل الأقطاب، حتى وإن كانت هذه الأقطاب متضادين في توجهاتهم، أو ذوي أجندات مختلفة. قابل الرئيس ترامب، ثم قابل الرئيس بوتين، ورئيسة وزراء بريطانيا، واجتمع بالرئيس الهندي، وغيرهم آخرون، ما يوحي بأن المملكة لديها خارطة طريق، تسير فيها مراكب دبلوماسيتنا برؤية واضحة وتأنٍ وتؤدة، وفي الوقت ذاته مستعدة لتقلبات الأجواء ومجريات الرياح.
والمملكة من ثوابتها وعبر كل تاريخها كانت تضطلع بدور الحفاظ على أسعار النفط في الأسواق العالمية بشكل لا يضر المنتجين ولا يظلم المستهلكين، ولعل هذه المسؤولية هي التي جعلت المملكة ذات وزن كبير بالنسبة لأسعار النفط، الذي هو بمثابة شريان العالم الاقتصادي، الذي دائمًا ما يكون استقراره أساساً لاستقرار اقتصاديات العالم أجمع.
بقي أن أقول إن الأمير محمد، ومواجهاته الشجاعة للتحديات، والمتغيرات، بل والمؤامرات، جعلنا نحن السعوديين في غاية الاطمئنان بأننا نسير فعلا في الطريق الصحيح. إنه -حفظه الله- بمثابة رحمة حلت على بلادنا من السماء.
إلى اللقاء
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة