أصبح الاقتصاد القطري يعاني الأمرين، ووصل لمرحلة وقوع مظاهرة داخل قطر بسبب تأخر صرف أجور عاملين فيها
منذ بداية المقاطعة وحتى الآن تعيش قطر وضعا صعبا في كافة المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية، البعض توقع بعد إعلان المقاطعة وقطع العلاقات من قبل الدول الأربعة أن تعدل قطر من سياستها الداعمة للجماعات الإرهابية بالمنطقة، لكن ما حدث هو عكس ذلك؛ إذ زادت قطر من دعم هذه الجماعات خلال الفترة الماضية بشكل واضح وفاضح، فخلال الأسابيع الماضية فقط:
كشف الأمن الإيطالي عن صاروخ (جو جو) مملوك للمؤسسة العسكرية القطرية بحوزة جماعة يمينية متطرفة، الأمر الذي يجعل العالم يسأل عن سر تكديس هذه الدولة السلاح، على الرغم من وجود قواعد عسكرية أجنبية داخل قطر، كما كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن شريط مسجل يؤكد فيه علاقة قطر بما حصل في الصومال من عمل إرهابي تسبب بوقوع عشرات الضحايا، وقتها أرسلت قطر على الفور مساعدات إنسانية ونقلت ١٢ مصابا صوماليا بطائرة خاصة لعلاجهم كي تبعد الشبهة عنها، وكشفت التايمز أيضا أن قطر ما زالت تدعم جماعات إرهابية حول العالم، ناهيك عن المطالبات الدولية المتزايدة والتي تؤكد ضلوع قطر في تغذية الإرهاب، لا سيما في ليبيا والصومال.
حقيقة لم تترك هذه الدولة خلال فترة المقاطعة وسيلة لوقف المقاطعة إلا وقامت بها، عبر شراء صفقات أسلحة ليست في حاجة إليها مع وجود قواعد عسكرية أجنبية فقط كي تتدخل هذه الدول بالضغط لفك المقاطعة لكنها فشلت
أما فيما يخص الاقتصاد القطري فهو الآخر يعيش وضعا صعبا لعدة عوامل، من بينها انخفاض أسعار الغاز -بعد أن كان سابقا 4.5 أصبح الآن 2.2 - بنسبة أكثر من 50%، والمعروف أن اعتماد قطر على بيع الغاز بشكل كبير، وهو دخلها الأول، ومن المتوقع هبوط أكبر خاصة مع الاكتشافات الكبيرة للغاز، وإلى جانب انخفاض الغاز فهناك تناقص كبير في صندوق قطر السيادي، وتراجع عدة مراكز في سلم أقوى الصناديق السيادية بالعالم، العامل الثالث والمتعلق بصفقات السلاح التي فاقت 120 مليار دولار من دول عظمى، فليست قطر في حاجة إليها، بل هي تشتريها لشراء مواقف دول عظمى، أملا في أن تتوسط لحل المقاطعة ومع ذلك فشلت، هناك أيضاً الدعم الكبير والمهول من قبل قطر لتركيا خاصة مع انهيار سعر الصرف لليرة التركية، تجاوز الدعم أكثر من 25 مليار دولار، هذا إلى جانب وجود التكاليف التي تتحملها قطر من أجل توسيع القاعدة العسكرية الأمريكية، والقاعدة العسكرية التركية على حسابها الخاص، وأخيراً هناك أيضاً الخسائر الفادحة للطيران القطري.
من هنا أصبح الاقتصاد القطري يعاني الأمرين، ووصل لمرحلة وقوع مظاهرة داخل قطر بسبب تأخر صرف أجور عاملين فيها، وبعد كل هذه الخسائر السياسية والاقتصادية هناك تساؤل يلوح في الأفق.. على ماذا تعول هذه الدولة؟
حقيقة لم تترك هذه الدولة خلال فترة المقاطعة وسيلة لوقف المقاطعة إلا وقامت بها، عبر شراء صفقات أسلحة ليست في حاجة إليها، مع وجود قواعد عسكرية أجنبية فقط كي تتدخل هذه الدول بالضغط لفك المقاطعة لكنها فشلت.
تعول عبر قناتها الجزيرة بنشر الأكاذيب والشائعات ضد دول المقاطعة، ومع ذلك لم تستطع الجزيرة من وقف المقاطعة، وكشفت حقيقة الجزيرة للشعوب العربية بدعمها الإرهاب وتغير شعار قناة الجزيرة من شعارنا "المصداقية" إلى شعارنا "كيف نتعمق في الكذب".
وبعد فشل كل محاولات النظام القطري لحل المقاطعة لجأ إلى استخدام ورقة اعتقد أنها وسيلة للضغط على المملكة، وهي بمنع الحجاج القطريين، فأوقفت قطر رابط التقديم لكي يعتقد العالم أن السعودية هي العائق أمام دخول الحجاج القطريين، ومع ذلك فشل المخطط القطري؛ إذ إن المملكة قدمت كافة التسهيلات للحجاج القطريين، بل إن المملكة تسمح لجميع الحجاج من دخول أراضيها على الرغم من وجود خلافات سياسية مع بعضها -إيران أنموذج-، فهل ستمنع الأشقاء القطريين من ممارسة الشعائر الدينية على أراضيها؟
السؤال هنا.. لماذا يا قطر؟
لماذا صرفتم أموالكم بما يفوق 600 مليار ريال قطري خلال عقدين لدعم الجماعات الإرهابية ومشاريع الهدم المعروف بمشروع الإخوان؟ كان بإمكان هذه الأموال أن تصرف على دعم مشاريع ومصانع تنموية في الدول العربية، ولكانت قطر تملك مكانة عالية عند ملايين العرب، لكن للأسف الشديد استخدمت هذه الأموال من أجل الفوضى وتغذية الإرهاب وتسببت بمقتل ملايين العرب، ومع ذلك لا يبدو أنها ستتوقف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة