صفقة "أبقار" قطر.. دعاية صاخبة اصطدمت بعاصفة سخرية
محاولة يائسة من نظام الحمدين لتحدي المقاطعة العربية التي حرمتها من منتجات الألبان السعودية انقلبت عليها بعاصفة من السخرية.
لم تكن الصفقات القطرية لشراء آلاف الأبقار بهدف سد حاجة السكان من الحليب الطازج فحسب، ولكن محاولة يائسة لتحدي المقاطعة العربية مع إصرار حكام الدوحة على سياسة المكابرة واستمرار دعمهم للتنظيمات الإرهابية.
وفي 5 يونيو/ حزيران الماضي قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين، علاقتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة بعد ثبوت دعمها للإرهاب واحتضان وتمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة.
صفقة أبقار قطر التي وصفت بأنها أكبر عملية شحن جوي للأبقار في التاريخ تسببت في عاصفة سخرية رغم أن الدوحة كانت في البداية تستخدمها في دعاية صاخبة، ولكنها جاءت بنتيجة عكسية فيما بعد.
فمن "الأبقار الطائرة" إلى "أبقار وحليب الصحراء"، مرورا بـ"الأبقار العائمة"، دفعت مشروعات تربية الأبقار التي تقيمها قطر في قلب الصحراء بدون مراعي أو مساحات خضراء وسائل الإعلام العالمية إلى السخرية من هذه المشروعات التي تخالف الطبيعة وتكلف الدوحة أموالا طائلة.
وكالة "بلومبرج" الأمريكية التي وصفت هذه الصفقات بأنها "أكبر جسر جوي بقري في التاريخ"، أشارت إلى أن عملية نقل الأبقار إلى قطر ستستغرق 60 رحلة جوية عبر خطوطها الجوية، لافتة إلى أن البقرة الواحدة تزن 590 كيلو جرامًا.
وتحت عنوان "قطر تضم حليفًا جديدًا لأزمتها الدبلوماسية.. 4 آلاف بقرة" قالت مجلة "سليت" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، إن قطر، التي تخضع لمقاطعة دبلوماسية واقتصادية، سترحب بـ4 آلاف من الأجانب آكلي العشب خلال الشهور المقبلة للمساعدة في توفير الحليب الطازج بعد توقف الإمدادات من السعودية.
وسلطت وكالة "رويترز" الضوء على الصعوبات التي تواجه مزرعة أبقار في صحراء قطر، ونقلت عن عامل نيبالي قوله إن "العمل أصبح بلا توقف ولقد تعبنا.. الأبقار تعبت أيضا".
وأشارت الوكالة إلى أن اقتراب درجات الحرارة من 50 درجة مئوية جعلت الأبقار تعاني من الحر بما يتسبب في قلة إنتاجها من الألبان، ولا سيما مع نقص الأعلاف والمكملات الغذائية التي كانت تأتي من الإمارات وتوقفت مع استمرار المقاطعة.
في تقرير بعنوان "قطر تستورد البقر بالطائرات لمواجهة نقص الحليب"، قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن قطر تخطط لاستيراد 4 آلاف بقرة لتغطية 30 إلى 35% من احتياجات البلاد للألبان.
وبحسب "سي إن إن" سيأتي البقر من المجر وهولندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا، لتخفيف نقص الحليب.
أما قطع قناة "الجزيرة" القطرية بثها، لنقل مراسم وصول دفعة من الأبقار وصلت إلى قطر، أثار سخرية عارمة في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين دشنوا عبر "تويتر"، هاشتاق "وصول بقر قطر"، و"قطر تحتفل بوصول البقر"، وعلقوا ساخرين من خروج أمير قطر تميم بن حمد برفقة كبار نظام الحمدين لاستقبال الشحنة التي تضم حوالي 3 آلاف بقرة لمطار الدوحة، قادمة من الولايات المتحدة.
ولكن مع مرور الأيام سرعان ما أثبتت التجربة فشلها بعد الخطأ الكبير الذي ارتكبه نظام الحمدين بجلبه هذه الأبقار دون دراسة للمناخ والطبيعة التي يجب أن تعيش فيها هذه الأبقار القادمة من أستراليا والولايات المتحدة وأوروبا، وأدرك القائمون على هذه المشروعات الفاشلة أن معظم تلك الأبقار لا تدر حليبا كافيا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.