مطالبات لترامب بتصنيف قطر وتركيا راعيتين للإرهاب
مسؤول أمريكي سابق بالبنتاجون طالب إدارة الرئيس الأمريكي بإدراج الدول التي تحتضن الإرهاب مثل قطر وتركيا، على قائمة الدول الراعية للإرهاب
طالب الباحث الأمريكي مايكل روبين، إدارة الرئيس دونالد ترامب بإدراج الدول التي تحتضن الإرهاب مثل قطر وتركيا وباكستان، على قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وحذر روبين من أن استعداد وزارة الخارجية الأمريكية لغض الطرف عن رعاية الحلفاء المزعومين للإرهاب يقوض الحرب ضده.
وفي مقال رأي نشره موقع "واشنطن إكزامينر" الأمريكي، قال روبين، وهو باحث مقيم في معهد "أمريكان إنتربرايز" بواشنطن، ومسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، إنه "منذ عام 1979، احتفظت وزارة الخارجية بقائمة للدول الراعية للإرهاب.
ويحدد عملية التصنيف 3 قوانين هي قانون إدارة الصادرات لعام 1979، وقانون مراقبة تصدير الأسلحة، وقانون المساعدة الخارجية".
- باحث أمريكي: حل أزمة قطر بالتقارب مع الخليج وليس تملق تركيا وإيران
- باحث أمريكي: قطر تشكل تهديدا على أوروبا وبريطانيا
وأضاف روبين: "إذا ما حدد وزير الخارجية أن دولة (قدمت على نحو متكرر الدعم لأعمال الإرهاب الدولي) فإنها تدرج في القائمة، وليبيا والعراق وجنوب اليمن وسوريا كانوا أعضاء مؤسسين في القائمة، وانضمت إليهم كل من كوبا وإيران وكوريا الشمالية في الثمانينيات، وفي عام 1993، أضاف وزير الخارجية وارن كريستوفر السودان الذي استضاف آنذاك (زعيم القاعدة الراحل) أسامة بن لادن".
وأوضح الباحث أن وزارة الخارجية قامت خلال السنوات القليلة التالية، بإزالة معظم الدول: حيث غادر اليمن الجنوبي القائمة في عام 1990، عندما لم يعد له وجود بعد توحيد اليمن.
وأزيل العراق بعد الإطاحة بصدام حسين. وأزالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس كلا من ليبيا وكوريا الشمالية بقدر ما؛ لأن كل دولة تخلت عن الإرهاب، وفي الأغلب من أجل دفع مبادرات دبلوماسية ظاهرية.
وعمل وزير الخارجية جون كيري، بحسب روبين، على نحو مماثل فيما يتعلق بكوبا، وفي الوقت الراهن، تبقى إيران وسوريا والسودان مدرجة في القائمة، ومن المرجح أن يقوم وزير الخارجية ريكس تيلرسون بإزالة السودان قريبا.
وتابع المسؤول السابق بالبنتاجون: "تقلص قائمة الدول الراعية (للإرهاب) في ضوء تفاقم الإرهاب، ومعظمه بدعم من حكومات، يبرز كيف أن الاعتبارات الدبلوماسية الذاتية قصيرة الأجل تفسد ما ينبغي أن يكون أداة للضغط على الدول لوقف استخدام الإرهاب".
واعتبر أنه حان الوقت لإعادة قائمة الإرهاب إلى غرضها الأصلي، وهو تصنيف الدول التي تحتضن الإرهاب، بغض النظر عما إذا كانوا حلفاء للولايات المتحدة أم لا.
ويقول روبين إنه من المؤكد أن إيران وسوريا تستحقان أن تكونا على القائمة، لافتا إلى أن رايس أزالت كوريا الشمالية لكل الأسباب الخاطئة، وينبغي لإدارة ترامب تصحيح هذا الخطأ، ولكن، ماذا عن البلدان الأخرى التي لم تدرج على الإطلاق في القائمة ولكنها تستحق أن تكون؟
قطر شريان حياة للإرهاب
يقول روبين: "هناك قطر.. ليس هناك شك في أن الدولة الخليجية الغنية بالغاز لم تصبح فقط المصرف الرئيسي لحركة حماس، ولكنها تمول أيضًا أشد الجماعات المرتبطة بالقاعدة تطرفا في سوريا وليبيا، وتوفر شريان الحياة لجماعة الإخوان في مصر، وتمول رئيس تركيا المحب للإرهاب. وقناة الجزيرة عربي، وهي محطتها الفضائية الرئيسية، متورطة بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية قبل الهجمات في العراق".
وأردف أنه في الوقت الذي وقعت فيه قطر على بيان جدة عام 2014، الذي تعهد باتخاذ إجراءات صارمة ضد التمويل الإرهابي لتنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، فإنها فشلت في التقيد بالتزاماتها.
وطالب الباحث الأمريكي بألا تكون قاعدة العديد الجوية التي تستأجرها الولايات المتحدة في قطر، وأصبحت غير ضرورية الآن لتلبية احتياجاتها الاستراتيجية، سببا لتجنب تصنيف الدوحة.
ورأى أنه يجب على وزارة الخارجية أن تحمل الدوحة مسؤولية قراراتها وإجراءاتها. وإذا اعترضت السلطات القطرية سيكون بإمكانها الاستفادة على نحو أفضل من خلال وقف تمويل الإرهاب؛ بدلا من إنفاق ملايين الدولارات على جماعات الضغط التابعة للولايات المتحدة والإعلانات التلفزيونية والإنترنت.
تركيا وإمدادات داعش والقاعدة
وتابع: "ننظر إلى تركيا: تحت حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، مكنت ووفرت الإمدادات لتنظيم "داعش"، والمجموعات التابعة لتنظيم القاعدة داخل سوريا".
وقد كشف تسريب "ويكيليكس" لصهر أردوغان أنه كان متواطئا بشكل عميق في تجارة النفط غير المشروعة مع داعش. وعندما اجتاح "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" شمال مالي، انحاز سفير تركيا إلى جانب تنظيم القاعدة على حساب المظليين الفرنسيين الذين تدخلوا لاستعادة النظام.
واستطرد روبين بالقول إن دعم أردوغان لحماس واسع وشخصي، وقبل 3 سنوات، تسربت تسجيلات يبدو أنها تشير إلى أن مكتب أردوغان كان يستخدم الخطوط الجوية التركية المملوكة للدولة لتهريب الأسلحة إلى عناصر جماعة "بوكو حرام"، الذين يرهبون نيجيريا. والآن، كشفت الجمارك النيجيرية مجددا أخرى شحنة من الأسلحة التركية.
واستدرك أنه سواء كانت عضوا في حلف شمال الناتو أم لا، فإن تركيا تتطابق مع التعريف القانوني الأمريكي لرعاية الإرهاب، وقد شاركت على نحو متكرر في مثل هذا السلوك.
وطالب روبين الإدارة الأمريكية بتصنيف تركيا دولة راعية للإرهاب وإذا اشتكى المسؤولون الأتراك فيتعين على وزارة الخارجية أن تقول لهم: إن السبيل للتغلب على الأزمة هو تغيير سلوك تركيا، وأن خفة اليد لم تعد تفي بالغرض.
باكستان تتسامح مع الإرهاب
ووفقا للباحث، فإن باكستان أيضا نجت من قائمة الدول الراعية للإرهاب لفترة طويلة جدا، حيث يدعم قادة أجهزة الاستخبارات المشتركة الباكستانية طالبان صراحة.
وأضاف أنه ليس من المعقول أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عاش في أبوت آباد، دون علم السلطات الباكستانية العليا بذلك. معتبرا أن إسلام آباد ما زالت تتسامح مع مجموعة من الجماعات الإرهابية مثل جماعة "جيش محمد" التي قامت بتجنيد مفجر "تايمز سكوير"، وحركة "عسكر طيبة" المسؤولة عن هجوم 2001 على البرلمان الهندي وذبح سياح في عام 2008 في فندق بمومباي.
ونوه روبين إلى أن الحملات التي تقوم بها الحكومة الباكستانية في بعض الأحيان على هذه الجماعات غير حقيقة.
وقال إنه حتى بالنسبة لأبرز الإرهابيين، فإن السجون الباكستانية لها أبواب دائرية. ربما قدمت إدارتا جورج بوش وباراك أوباما تنازلات لإسلام آباد، لأنهما أرادتا تعاون باكستان اللوجيستي في أفغانستان، لكنهما لم تنجحا. وغض الطرف عن تكاليف دعم باكستان للإرهاب يكلف أرواح عشرات الأمريكيين، في الوقت الذي يتلقى زعماء باكستانيون مليارات الدولارات الأمريكية.
ويرى الباحث والمسؤول السابق بالنتاجون أنه حان الوقت لمساءلة باكستان، وإذا رغبت باكستان في النجاة من العقوبات، فعليها أن تسجن الإرهابيين على أراضيها، وأن توقف أي تمويل وتجهيز لهم.
الأصدقاء ليسوا أصدقاء
وحذر من أن استعداد وزارة الخارجية لغض الطرف عن رعاية الحلفاء المزعومين للإرهاب يقوض الحرب على الإرهاب، ويقود رعاة الإرهاب إلى الاعتقاد بأنهم يمكن أن يفلتوا دون عقاب.
وأكد أن الوضع الآن سيكون مشابها لوزارة الخارجية في عهد الحرب العالمية الثانية التي تنحني إلى الوراء لتجاهل الفظائع الألمانية واليابانية؛ خشية أن تعادي قادتها أو تقوض آفاق إجراء المحادثات.
واختتم روبين بالقول: ينبغي ألا تكون السياسة الخارجية محصنة من الحس السليم، فمن الأفضل دائما أن نبني الأمن الوطني على الواقع بدلا من الخيال، وإذا اتضح أن الأصدقاء ليسوا أصدقاء، فليكن كذلك.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg
جزيرة ام اند امز