لم يشهد العالم استراتيجيات للكذب والخداع بهذا الكم الذي جلبه النظام القطري إلى المنطقة من خلال أهداف مريبة، خاصة في المجال الإعلامي
لم يشهد العالم استراتيجيات للكذب والخداع بهذا الكم الذي جلبه النظام القطري إلى المنطقة من خلال أهداف مريبة، خاصة في المجال الإعلامي عندما وظفت قطر هذا الإعلام في محاولة منها لتفكيك قيم الاستقرار في المنطقة، ولعل كم الخداع الذي جلبته قطر عبر جزيرتها وبوقها الإعلامي لم يعد يوازي كم التصديق الذي كان يطمح إليه النظام القطري.
أصبحت العلاقة بين الأخبار الكاذبة والنظام القطري علاقة طردية؛ فكلما زادت كمية الأكاذيب في الإعلام أو السياسة في الأخبار كانت قطر وراء هذه الأكاذيب، وهذا ما يخشاه النظام القطري الذي أصبح مصدرا رسميا للأخبار الكاذبة التي أصبحت أيضا من السهل نقضها كونها فاقدة لأي شكل من المصداقية
اليوم لا ينفك النظام في قطر وعبر قنوات إعلامية متعددة منها ما هو مرتبط بقنواتها الفضائية أو حتى بالإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي من تكثيف كميات كبرى من الأخبار المغشوشة عبر محاولة توظيف كل ما من شأنه أن يعطي تلك الأخبار ولو درجة بسيطة من المصداقية.
عندما تشاهد برنامجا على الجزيرة أو تتابع ظاهرة مفبركة يقودها النظام القطري على قنوات الإعلام الجديد تدرك أن الفكرة الفلسفية التي تتبعها هذه الوسائل تقوم على وضع الخبر في نقطة صغيرة داخل دائرة كبيرة من الأكاذيب التي تدور في عملية إعلامية ترتكز على فلسفة افتراء الأكاذيب وتكرار الخبر أولا ثم جلب كل التعليقات المستجدة التي يحدثها نشر الخبر، ليتم تغليف الأخبار الكاذبة بأكاذيب مستجدة.
عمل ممنهج ومتعمد للتضليل يقوم به النظام القطري بهدف خلخلة العقلية الخليجية والعربية عبر الترويج للكذب من خلال منهجية إعلامية شهيرة تقوم على فكرة أنك إذا لم تستطع إقناعه فأربكه، ولعل المتابع للكذب الذي يبثه النظام القطري على الأنظمة الخليجية تحديدا يدرك أن هذا النظام يحاول بكل قوة أن ينشر عشرات الأخبار الكاذبة والمزيفة يوميا ويقوم بضخها على شكل دفعات، ويوظف الكثير من المستأجرين والكثير من التقنيات الحديثة من أجل نشر الأخبار الكاذبة في أكبر مساحة من المتلقين، ولكن السؤال المهم الذي يخشى نظام الحمدين مواجهته يقول: ما الذي يخشاه النظام القطري في نهجه الإعلامي؟
يدرك النظام القطري أنه لا يملك أي ورقة يمكن أن تضمن له أنه قادر فعليا على تمرير تلك الخدع والوسائل إلى العقلية الخليجية أو العربية، لأن هناك فرقا بين التلقي والتشكيك وبين التلقي والتصديق، فهناك الكثير من الثغرات التي سقط بها النظام القطري، وأصبحت سمة خاصة به، ولعل من أهم هذه الثغرات أن الشعوب العربية أصبحت تدرك أن المال السياسي هو الوسيلة الوحيدة التي يتبناها النظام القطري في سبيل بناء منظومته الإعلامية المخادعة.
ما يخشى النظام القطري إدراكه أن ألاعيبه لن تستمر طويلا، فخلال عقدين من الزمن أصبحت القنوات الإعلامية التي يتبناها أو يملكها النظام القطري مجرد منصات لترويج القصص الخيالية والأكاذيب، واليوم أدرك كل فرد في منطقة الخليج أن هناك رابطا ذهنيا بين الكذب وقطر، فأصبحت العلاقة بين الأخبار الكاذبة والنظام القطري علاقة طردية؛ فكلما زادت كمية الأكاذيب في الإعلام أو السياسة في الأخبار كانت قطر وراء هذه الأكاذيب، وهذا ما يخشاه النظام القطري الذي أصبح مصدرا رسميا للأخبار الكاذبة التي أصبحت أيضا من السهل نقضها كونها فاقدة لأي شكل من المصداقية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة