الحديث «الغاضب» الذي أدلى به حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر الأسبق، يكشف عمق الخلل والإحباط الذي يحيط بساسة الدوحة.
الحديث «الغاضب» الذي أدلى به حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس وزراء قطر الأسبق، الصانع الثاني، بعد الأمير السابق حمد بن خليفة، للفتن، يكشف عمق الخلل والإحباط الذي يحيط بساسة الدوحة.
شرّق وغرّب ابن جبر، في حواره مع صحيفة «التليغراف» البريطانية، لكن الأمر الذي لاحظه المحرّر البريطاني هو «أن حمد بن جاسم لا يحتاج إلى أن يحثُه أحد على الكلام عن السعودية، فهو لا يتوانى عن إدانة تصرفاتها».
كيف حصل بعض قادة «القاعدة» على تسهيلات قطرية، أو إيواء؟ كما حصل مع المخطط الأول لهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، الباكستاني المولود في الكويت، خالد شيخ محمد، والأمن الأمريكي يعلم أين كان يقيم خالد شيخ بإحدى مزارع قطر، تحت الرعاية الرسمية
سبب غضب الملياردير القطري الساكن بأحد أفخم عقارات لندن، هو أن السعودية تحول بين جماعته في قطر، وحصول «علاقة طبيعية» بالمنظومة الخليجية، ولو استثنينا عمان، والكويت لحدّ ما، فإن دولة الإمارات ومملكة البحرين لديهما مشكلات حقيقية مع قطر بصرف النظر عن الموقف السعودي، بل إن الموقف السعودي ضد نظام قطر تأخر عن مثيله الإماراتي والبحريني، للتاريخ، لكن حمد بن جبر لديه تأويله الخاص للتاريخ، كما حاول في «تمييع» موضوع التآمر القطري مع المجنون الأخضر معمر القذافي، بالصوت، هو ورئيسه حمد بن خليفة، ضدّ السعودية، ورحم الله الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي تجاوز هذه المصيبة المرصودة.
كابر وغالط حمد بن جاسم بن جبر، حول علاقة النظام القطري بالجماعات المتطرفة، «الإخوان المسلمين» وفروعها، «جبهة النصرة القاعدية»، رموز التطرف السعودي، سلمان العودة ومحمد حامد الأحمري، الأخير منح الجنسية القطرية، وغيرهما من رموز الثقافة «الإخوانية» المعادية للدولة السعودية، خاصة بعد الربيع العربي المزعوم. وما خفي كان أعظم، بل ما ظهر أيضاً.
بكل براءة الأطفال، يسأل ابن جبر، عن الأدلة على مساعدة قطر للإرهابيين والمتطرفين، ولضيق المساحة ولأنه يقيم في أوروبا، وعبر نفق المانش البريطاني الفرنسي، سيجد هناك ليس دليلاً واحداً، بل كتاباً كاملاً يرصد إفساد قطر بالدولة الفرنسية، بل أوروبا كلها، وهو كتاب «أوراق قطرية» كتبه مؤلفان، هما الفرنسيان كريستيان تشينو، وجورج مالبرونو، لعل الملياردير المثقف حمد بن جاسم يستمتع بمطالعة الكتاب في أوقات فراغه بعقاره اللندني الساحر!
حمد بن جاسم، حسب كلام الصحيفة البريطانية، اعترف بعلاقة قطر بالجماعات المتطرفة: «نعم، هناك روابط، ولكن يمكنني أن أُشير إلى أنه من بين الخاطفين الـ19 الذين قاموا بتفجير البرجين التوأمين، 15 منهم كانوا سعوديين».
وأضاف: «كم عدد السعوديين في (داعش)؟ معظمهم من السعودية».
السؤال هو: من كان يدعم هؤلاء بالمال والإعلام والمخابرات، من ذلك الوقت حتى اليوم؟
كيف حصل بعض قادة «القاعدة» على تسهيلات قطرية، أو إيواء؟ كما حصل مع المخطط الأول لهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، الباكستاني المولود في الكويت، خالد شيخ محمد، والأمن الأمريكي يعلم أين كان يقيم خالد شيخ بإحدى مزارع قطر، تحت الرعاية الرسمية.
حقاً، يسري على كلام الوزير القطري المثل العربي «رمتني بدائها وانسلّت».
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة