تحالف قطر وتركيا يمنح "قبلة الحياة" لميناء حيفا الإسرائيلي
الحكومة الإسرائيلية تخطط لتطوير ميناء حيفا المطل على شرق البحر المتوسط، والسبب تحالف قطر تركيا.. كيف؟
منح التحالف التجاري بين تركيا وقطر قُبلة الحياة للاستثمارات الجديدة التي تخطط الحكومة الإسرائيلية لتطوير ميناء حيفا المطل على شرق البحر المتوسط، نتيجة اعتماد البضائع التركية على الميناء كمحطة ترانزيت رئيسية لنقلها إلى الدوحة.
تصريحات المسؤولين من الجانبين القطري والتركي والمدعومة ببيانات رسمية صادرة عن ميناء حيفا الإسرائيلي، تكشف عن الدور المهم الذي لعبته الدولتان معاً لإنعاش الميناء الذي تمكن في عام 2017 من تحقيق نمو بنسبة 5% عن العام السابق، وتسجيل رقم قياسي بنقل 1.340 مليون حاوية نمطية لأول مرة في تاريخ الميناء.
ويتزامن هذا النمو مع إعلان وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، صراحة تسيير 4 سفن عملاقة شهرياً لقطر، لكونه أفضل البدائل الحالية المطروحة مقارنةً بالنقل الجوي الأكثر تكلفة وأقل أماناً.
وأسهمت هذه الرحلات البحرية المستمرة عن طريق ميناء حيفا في نمو الصادرات التركية للدوحة خلال العام الماضي بمعدل 50% مقارنة بعام 2016، لتسجل مبلغ 750 مليون دولار، في طريقه للزيادة هذا العام.
وتسلك البضائع التركية طريق البحر المتوسط والمرور بميناء حيفاء بدلاً من الطريق البري عبر سوريا أو العراق اللتين تشهدان اضطرابات أمنية.
ودلل وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في حواره مع صحيفة "معاريف" العبرية على الدور التركي المهم في ميناء حيفا، حين أشار إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان قد يهاجم إسرائيل كثيراً، ولكن هجومه علينا لا يمنعه من جعل حجم التجارة عبر حيفا نحو 25% من تجارة تركيا إلى المنطقة.
وهذه النسبة مرشحة للنمو بعد أن أعلن محمد بن أحمد بن توار الكواري، نائب رئيس غرفة قطر، أن حجم التبادل التجاري مع تركيا بلغ 1.5 مليار دولار، مؤكداً أن هذا الرقم مرشح للارتفاع بأكثر من 3 مرات ليصل إلى 5 مليارات دولار في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
وشجع نمو البضائع التركية المتجهة لقطر عن طريق حيفا، إسرائيل على تأكيد جدوى خطة ضخ استثمارات تقدر بـ1.7 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الست المقبلة، لتحسين الطريق التجاري، بحسب دراسة أعدها معهد ليفانت الإسرائيلي للدراسات.
هذا فضلاً عن بناء مرفأين تبلغ تكلفة كل منهما مليار دولار أمريكي، وتديرهما شركتان أجنبيتان إحداهما في حيفا والثانية تبعد 80 كيلومتراً جنوباً في أشدود، ومن المتوقع أن يكون مرفأ حيفا الجديد قادراً على استقبال حوالي 1.5 مليون حاوية في السنة أي ما يعادل ضعف سعته الحالية.
وتتخصص شركات شحن إسرائيلية بميناء حيفا للتعاون مع الشركات التركية، أبرزها شركة "تيران شيبينغ" الإسرائيلية التي تعمل مع "خطوط أكدينيز التركية للنقل البحري"، حيث ترسو سفنها التجارية بشكل أسبوعي في ميناء حيفا.
كما تعمل الشركة الإسرائيلية كوكيل لـ"خط توركون"، وهي شركة تركية خاصة، تعد أكبر شركة شحن على طول الطريق بين إسرائيل وتركيا.