رمضان في إثيوبيا.. جولة لـ"العين الإخبارية" بمدينة السلام والمآذن (صور)
مع اقتراب شهر رمضان يتسابق أبناء قومية سلطي في جنوب إثيوبيا إلى طلب العفو من الوالدين وينظمون جلسات أسرية.
وما أن يأتي شهر رمضان إلا وتجد الأسر تنتظم في إفطارات جماعية ويتبادلون الأدوار في تجهيز الإفطار، فيما تتصدر القهوة مشهد الأطباق الرمضانية.
"سلطي" إحدى قوميات شعوب جنوب إثيوبيا، وتعود أصولها إلى جزيرة العرب قبل أن تحط رحالها في منطقة هرر شرقي إثيوبيا، لتنتقل منها إلى إقليم شعوب جنوب إثيوبيا في منطقة أطلق عليها مؤخرا محافظة سلطي، لها طقوسها وعاداتها الخاصة خلال شهر رمضان.
وضمن استعدادات مسلمي إثيوبيا لشهر رمضان، أجرت "العين الإخبارية" زيارة إلى مدينة ورابي المعروفة بمدينة "السلام والمآذن"، رئاسة محافظة سلطي للتعرّف على استعدادات رمضان وكيف يستقبل سكان المنطقة خاصة أريافها الشهيرة بعاداتها الفريدة وترحيبها الخاص بالشهر الفضيل.
وعبّر الشيخ عبدالهادي أحمد برهان، رجل أعمال من قيادات منطقة سلطي عن سعادته بقدوم شهر رمضان المبارك، وقال إن محافظة سلطي تعد من المحافظات ذات الأغلبية المسلمة في جنوب البلاد، وتتميز بعاداتها الإسلامية، مشيرا إلى أن 95% من سكان المحافظة مسلمين.
وتعد محافظة سلطي واحدة من 4 مناطق لها إدارة خاصة بالإقليم الجنوبي، وتقطنها إحدى قوميات إثيوبيا ذات الأغلبية المسلمة.
وأوضح برهان، وهو أيضا أحد مؤسسي المحافظة، أن مدينة ورابي بمحافظة سلطي جنوبي إثيوبيا تتميز بطقوس خاصة لاستقبال شهر رمضان الفضيل، ولقومية سلطي عادات وتقاليد في شهر رمضان أبرزها الإفطارات الجماعية والتفرغ للعبادة رجالا ونساء حيث تمتلئ المساجد وتزدحم الطرقات ومراكز التعليم الديني لحضور حلقات الذكر والدروس الإسلامية.
ويحتفل شعب سلطي سنويا بيوم الثقافة والتراث، والذي يصادف الأول من أبريل/نيسان من كل عام ويستمر لأربعة أيام تتخلها برامج ثقافية وعروض فنية وشعبية ومعارض تراثية وندوات تعريفية يستعرضون خلالها ثقافة وعادات وتراث شعب سلطي.
وأضاف أن مدينة واربي ومعظم مدن وقرى محافظة سلطي تتحول إلى وجهة دينية وتتغير كل مظاهر المنطقة بالشعارات الدينية، واصفا المدينة وكأنها مكة المكرمة لحركة الناس ذهابا وإيابا للمساجد ودور العبادة والعلم.
وأشار إلى أن المساجد تتحول إلى مأوى للفقراء والمحتاجين خلال شهر رمضان لتوافر جميع وجبات الإفطار والسحور.
وتحدث برهان عن تاريخ مدينة ورابي التي تبعد عن العاصمة أديس أبابا نحو 170 كيلومتراً، وقال إن المدينة نشأت قبل 50 عاماً تقريباً، لكنها نالت شرف أن تكون رئاسة محافظة سلطي قبل 21 عاماً.
وحول أبرز العادات والتقاليد لدى قومية سلطي خلال رمضان، حدثتنا أمينة شكرالله، التي تعمل في مكتب السياحة والثقافة بالمنطقة، مستعرضة دور المرأة في قومية سلطي، وقالت إن الأمهات في سلطي يتهيئن لشهر رمضان بتجهيز المنزل وإعادة ترتيبه قبل 3 أيام.
أوضحت لـ"العين الإخبارية"، أن أهم شيء في إعداد الوجبات الرمضانية هو التواصل مع الجيران للتنسيق في إعداد الإفطار الجماعي وتبعا لذلك ترتب الأطباق الرمضانية في المنزل، وأضافت أن كل سيدة منزل تبحث عن الأسرة التي ستفطر معها من جاراتها وإذا لم يوجد تفطر مع المسافرين أو أي شخص قادم من المسجد عقب صلاة المغرب.
وقالت شكر الله، إن جلسة الافطار يتم إعدادها بشكل دائري يتناوب عليها الجيران شريطة عدم الاختلاط بين الرجال والنساء وهذا جزء من ثقافة شعب سلطي.
تنظيف المساجد
بدوره قال حسين سيد، إن سكان الأرياف بمحافظة سلطي يبدأ استقبال رمضان بحملات النظافة التي تنتظم بالمساجد قبل أسبوع من حلول الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن هذه الثقافة انتقلت الى المدن في منطقة سلطي.
وأوضح سيد وهو مسؤول الثقافة والتراث في المحافظة، لـ"العين الإخبارية"، أن استقبال رمضان لم يقتصر عن نظافة المساجد والشوارع الرئيسية، حيث نجد في الأرياف المزارعين والرعاة يتسابقون في تجهيز الوجبات لأئمة المساجد ويوفرون لهم مخزون شهر رمضان بالكامل حتى يتفرغ الأئمة والمشايخ وحفظة القرآن لإقامة الدروس وحلقات الذكر وصلاة التراويح.
القهوة سيدة الأطباق الرمضانية
وأكثر ما تعرف به ثقافة قومية سلطي بجنوب إثيوبيا في شهر رمضان، هو شرب القهوة التي تمثل سيدة الأطباق والموائد الرمضانية، وقال إن القهوة هي أهم مشروب حيث يتحلق المصلون يتوسطهم الشيخ وكبار الأئمة ويتبادلون النقاشات حول القضايا الاجتماعية داخل المسجد.
وأضاف أن القهوة تعد في المنزل ركنا أساسيا خاصة في رمضان حيث تجتمع حولها الأسرة.