دمشق والأكراد يتقاذفون لهيب معركة جديدة بالرقة
مستشارة بشار الأسد صرحت باستعداد دمشق لاستعادة الرقة، فيما هددت مليشيا كردية بأنها سترد "بعنف" على ذلك
"معركة الرقة لم تنته".. هذا خلاصة التصريحات التي يتقاذفها فيما بينهم أطراف الصراع في سوريا الذين يتسابقون الآن على من يسيطر على المدينة الاستراتيجية بعد إعلان "تحريرها" من تنظيم داعش الإرهابي.
فمن جانبها قالت بثينة شعبان، مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد للشؤون السياسية، إن الحكومة لن تتخلى عن مدينة الرقة التي سيطرت عليها "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن.
وحول إعلان "قوات سوريا الديمقراطية" وهي تجمع ذي غالبية كردية، أن الرقة باتت جزءاً من "سوريا اللامركزية"، أي خارج نطاق سيطرة دمشق، قالت بثينة: "كل شيء خاضع للسوريين وللحوار بين السوريين"، غير أنها شددت على أنه "لا يمكن أن يكون هناك حوار حول تقسيم أو قطع جزء من البلاد أو الفيدرالية كما يسمونها".
وأضافت أن ما حدث في كردستان العراق "ينبغي أن يكون درساً" للقوات الكردية في سوريا.
وهي تبعث في ذلك برسالة إلى الأكراد في سوريا بأن محاولة تحويل الرقة إلى نظام الحكم الذاتي ثم السعي لفصلها عن سوريا على غرار إقليم كردستان العراقي ستنتهي بالفشل.
وساندها في ذلك مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بقوله إن "القوات السورية وحلفاءها سينتزعون مدينة الرقة قريباً".
من ناحيتها، قالت "قوات سوريا الديمقراطية" إنها سترد "بعنف" على أي محاولة من الجيش السوري الحكومي لفرض قوته بالرقة.
وفي تصريحات مستشار القيادة العامة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" ناصر حاج منصور لموقع "كردستان 24" قال: "قواتنا تتجنب الاصطدام بقوات النظام السوري، ولا تريد إراقة الدماء، لكنها مستعدة للرد العنيف على أي محاولة من جانب قوات النظام بفرض واقع جديد أو السيطرة على الرقة".
وسيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكياً على الرقة أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد 3 أعوام من إعلان سيطرة داعش عليها.
ويطمح الأكراد من تصديهم لمعركة الرقة إلى الحصول على دعم أمريكي ودولي يمكنهم من توسيع نفوذهم على الأراضي ذات الكثافة الكردية في شمال سوريا، لإقامة كيان يحكمه الأكراد على غرار ما هو جارٍ في إقليم كردستان العراق.
وكما يثير هذا حفيظة دمشق وحليفتها إيران، فإنه يثير أيضاً حفيظة تركيا التي تخشى توسيع النفوذ الكردي؛ ما يقوي من شوكة الأكراد في تركيا.
وعلى هذا الأساس، فمن المتوقع تدخل تركي لمنع سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على المدينة؛ ما يستدعي مجدداً مشهد الصراع في مدينة حلب شمال سوريا عام 2016، والتي تجمع فيها أطراف الحرب (الجيش السوري الحكومي وحلفائه سوريا وإيران، وفصائل المعارضة وحلفائها تركيا والولايات المتحدة، وداعش).