عقلانية ماكرون.. الواقعية السياسية تقود فرنسا لصف الرياض
تقارير إعلامية فرنسية تحدثت عن إعجاب ماكرون بشخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودعمه استراتيجية في التنمية والتحديث.
حللت صحيفة "شالنج" الفرنسية السياسة التي ينتهجها الرئيس إيمانويل ماكرون في منطقة الشرق الأوسط، ودوافع تعاطيه مع الأزمة اللبنانية، بالوقوف في صف السعودية في مواجهة إيران، وأرجعت الصحيفة ذلك إلى السياسة الواقعية التي ينتهجها ماكرون وتفضيله سياسة الرياض على طهران.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى الدور الذي أداه الرئيس الفرنسي في الأزمة اللبنانية ودعوته لرئيس الوزراء سعد الحريري إلى باريس، وذلك عقب محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان"، لافتة إلى سياسة الواقعية التي ينتهجها، وتغليب المصلحة العامة".
أيقونة السياسة الواقعية..
وأكدت الصحيفة الفرنسية إلى أن "سياسة ماكرون على الصعيد الخارجي تميل إلى الواقعية، حيث يضع في الاعتبار المصالح الاقتصادية والسياسية لبلاده، فمنذ وصوله إلى قصر الإليزيه يتحدث إلى الجميع، وبدا ذلك واضحا من خلال العلاقات التي أقامها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب توليه السلطة على الرغم من انتقاده لانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ، في الوقت نفسه، استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر فرساي.
وأوضحت الصحيفة أنه فيما يتعلق بإدارة الأزمة اللبنانية، برع الرئيس ماكرون في اختيار الشخصية المناسبة لحل الأزمة، حيث تحدث إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وندد بالتهديدات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في لبنان"، مشيرة إلى أن هذا التصرف يرجع إلى مجموعة من الأهداف يسعى ماكرون إلى تحقيقها، وهي "تعزيز العلاقات بين باريس والرياض، التي تعد من أهم مستوردي الأسلحة الفرنسية، ومحط اهتمام لجميع الرؤساء الفرنسيين منذ جاك شيراك، وبدا ذلك في خطاب ماكرون الذي أكد على الصداقة الفرنسية السعودية".
وتابعت الصحيفة أن الرئيس ماكرون "يريد أن يفتح الأبواب أمام العالم العربي للانفتاح على العالم"، حيث أشاد بالإصلاحات التي تشهدها المملكة تحت قيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان".
وذكّرت الصحيفة أيضا بتصريحات وزير الخارجية جان- إيف لو دريان، خلال زيارته الثامنة للرياض في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والتي شجب فيها نزعة الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط، وأشاد بالصداقة الفرنسية السعودية، والإصلاحات التي تشهدها المملكة.
وعقدت الصحيفة مقارنة بين سياسة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند تجاه المملكة، وبين السياسة الحالية لماكرون، موضحة أن "هولاند قام بزيارة السعودية 3 مرات فقط، خلال السنوات الـ5 التي تولاها، في حين أن ماكرون حرص على توطيد العلاقات مع المملكة خلال خطاباته، وزيارته السريعة للرياض الأسبوع الماضي".
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف الثاني من تلك الزيارة هو اغتنام الفرصة لإظهار الفريق الذي انحاز إليه الرئيس الفرنسي في المنطقة، وهو الرياض بدلا من طهران، حيث اقترب من مواقف دونالد ترامب تجاه إيران، على الرغم من أنه يخطط لزيارة الأخيرة قريبا"، موضحة أنه هناك هدف آخر، في الوقت نفسه لم يلتفت إليه أحد، وهو أن ماكرون يسعى من خلال استراتيجيته الجديدة لاستعادة التأثير الفرنسي في لبنان على الخصوص، وكذلك توسيع الدور الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط".
وكان ماكرون أكد، الجمعة الماضية، أن "إيران أساءت تفسير موقف بلاده "المتوازن" في المنطقة العربية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن على طهران التوقف عن نشاطاتها العدائية بالمنطقة"، مشيرا إلى أن "سياسة فرنسا تركز على عدم الانحياز لطرف بين السنة والشيعة، وأضاف أنه يريد من إيران إيضاح استراتيجيتها الخاصة ببرنامج الصواريخ البالستية".
فيما لفتت محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية إلى أن "ماكرون معجب بشخصية الأمير محمد بن سلمان"، معلنا "دعم باريس لاستراتيجية التنمية التي أطلقها ولي العهد السعودي (رؤية 2030)، ومرحبا بخطابه الانفتاحي لنشر الإسلام المعتدل".
وأشارت المحطة إلى تغريدة الرئيس الفرنسي على حسابه الشخصي بـ"تويتر" والذي نشر مقطع فيديو، خلال مصافحته لولي العهد السعودي، وعلق عليه قائلا: "الحوار مع جميع المحاورين لبناء عملية سلام دائم".
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز