العطس والإثارة الجنسية.. علاقة يرصدها البحث العلمي
العطس يشير إلى حدوث نوع من الاضطراب في التنفس، لكن أبحاثا حديثة ربطته بالإثارة الجنسية.. ما التفاصيل؟
العطس عادة عبارة عن رد فعل طبيعي من الجسم لطرد شيء ما دخل الأنف وأدى لتهيج أغشيتها، ويقول المتخصصون إنه عبارة عن انفجار هوائي سريع وتلقائي ويشير إلى حدوث نوع من الاضطراب في التنفس أو حساسية نتيجة وجود شيء ما داخل الأنف أو الحلق.
لكن الجديد كما تشير دراسة حديثة أجراها طبيبان بريطانيان هو أن العطس قد يرجع لسبب آخر، ألا وهو الإثارة الجنسية لدى بعض الأشخاص.
وكشفت الدراسة عن أنه نتيجة "لاضطراب معين في إشارات المخ" فإن بعض الأشخاص يحدث لديهم نوع من التداخل في الإشارات ما يجعلهم يعطسون عندما تمر بخواطرهم أفكار تتعلق بنشاط أو علاقة جنسية.
وقام عالمان بريطانيان هما محمود بوتا، طبيب الأنف والأذن والحنجزة بمستشفى وكسهام بارك، وهارولد ماكسويل، الطبيب النفسي بمستشفى وست ميدلسكس الجامعي، بدراسة هذه الظاهرة المثيرة للدهشة بعد التعرف على حالة مريض كان يتعرض لنوبات عطس عنيفة عندما تراوده خواطر حول علاقات جنسية.
وتوصل الطبيبان كذلك إلى 17 حالة مشابهة لذكور وإناث عبر غرف الـ"شات" وصالات المحادثة في شبكة الإنترنت فضلا عن 3 أشخاص يتعرضون لنوبات من العطس بعد هزة الجماع "الأورجازم".
ويقول القائمان على الدراسة إن "نتائج أبحاثنا تشير إلى أن هذه الظاهرة أكثر شيوعا مما هو معروف ولكنها غير منتشرة ربما لأن من يتعرضون لها يعتقدون أنه أمر مثير للخجل ويفضلون عدم التطرق إليه"، كما يعتقد الطبيبان أن هذه الحالة المرضية، إذا تم اعتبارها كذلك، هي نتيجة لعيب يؤدي إلى تداخل في إشارات المخ.
ويرى بوتا وماكسويل أن هذا الإضطراب يقع في منطقة مستقلة بالجهاز العصبي خارجة عن سيطرة الإنسان، وهي تتولى بشكل غير إرادي "تنظيم ضربات القلب والهضم والحركة الخاصة بحدقة العين وغيرها من الأنشطة الحيوية".
وتعتقد الدراسة أن التعرض لـ"اضطراب في إشارات المخ" ينجم عنه "تداخل" في الإشارات يؤدي ببعض الأشخاص إلى العطس عندما تمر بخواطرهم أفكار تتعلق بنشاط أو علاقة جنسية.
ويؤكد البريطانيان أن المرجعيات الطبية حول هذه العلاقة بين العطس والجنس شبه معدومة باستثناء إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية في 1972، وأشارت إلى هذه الحالة بشكل عارض عندما تناولت حالة رجل (69 عاما) كان يعاني من نوبات عطس عنيفة بعد هزة الجماع.
كما بحث بوتا وماكسويل في دراستهما حالة بعض الأشخاص الذين يعطسون عقب تناول وجبة طعام دسمة.