مجلة فرنسية: تدخلات قطر وتركيا تفاقم الأزمة الليبية
المجلة أكدت أن "قطر وتركيا تدعمان جماعة الإخوان الإرهابية، التي تسيطر على بعض القطاعات في الدولة، ما يعزز الانقسام.
اعتبرت مجلة "أورينت 21" الفرنسية أن تدخلات تركيا وقطر تزيد من تمزق ليبيا، حيث إنها تزعم التدخل لحل الأزمة، لكنها تعد وسيطا غير محايد لا يقدم مبادرات مباشرة.
وأشارت المجلة إلى أن "قطر وتركيا تدعمان جماعة الإخوان الإرهابية التي تسيطر على بعض القطاعات في الدولة، ما يعزز الانقسام، بينما تدعم إيطاليا مليشيات طرابلس، فيما تتعامل فرنسا مع الملف الليبي بانفرادية".
- فوزي المنصوري: قطر وتركيا تخططان لسيطرة الإخوان على ليبيا
- صراع إيطالي فرنسي على النفوذ بطرابلس الليبية.. وعجز أممي
وتحت عنوان "ليبيا رهينة فرنسا وإيطاليا"، أشارت المجلة الفرنسية إلى أنه وبعد مرور أعوام على اتفاق الصخيرات عام 2015، بإجراء الاستفتاء الدستوري خلال 12 شهرا ثم الانتخابات العامة، الذي كان من المقرر أن يكون في سبتمبر/أيلول عام 2017، لم يتحقق شيء في ظل تناحر الوسطاء والدخلاء.
تركيا وقطر والإخوان
حذرت المجلة الفرنسية من أن تركيا وقطر لديهما نفوذ قوي في طرابلس، عن طريق مواليهما من جماعة الإخوان الإرهابية ومليشياتهما في تحالف "فجر ليبيا"، مشيرة إلى أن هؤلاء الدخلاء يعززون من الانقسامات في البلاد، خصوصا أن حكومة السراج قريبة من تنظيم الإخوان.
ونقلت المجلة الفرنسية عن دبلوماسي فرنسي، لم تسمه، قوله إنه "من الصعب أن نتصور في ظل هذه الفوضى، أن ينجح أحد هؤلاء الوسطاء في حل الأزمة الليبية"، مضيفاً أن "المؤتمر الذي دعت إليه إيطاليا الشهر المقبل، لا نعرف من سيحضره، وماذا سيدور خلال هذا المؤتمر في ظل هذه التوترات؟".
من جانبه، قال جليل حروشي المراقب للشأن الليبي، إن "أي محاولة لتحقيق الاستقرار في ليبيا أمر مثير للسخرية حتى تكون هناك مبادرات جدية مباشرة".
الوسيط الفرنسي
وأوضحت المجلة الفرنسية، أن "باريس تتخذ إجراءات منفردة، لتكون لها اليد العليا في ليبيا، بزعم تحقيق الاستقرار".
وأشارت إلى أنه "في 25 يوليو/تموز 2017 دعت باريس الأطراف الفاعلة في ليبيا في مدينة سان كلو قرب باريس في مواجهة وهمية، في ظل تحيز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تلك المبادرة إلى أحد الأطراف، وهو رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، على الرغم من أن مستشاري قصر الإليزيه يؤكدون أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر هو الرجل الوحيد الذي بإمكانه توحيد صفوف البلاد".
وأضافت أن "سياسة الصوت الواحد لدى باريس لم تتوقف عند ذلك فحسب، بل إن فرنسا الوحيدة التي تصر على إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري، رغم أن وضع البلاد الأمني لا يسمح بذلك".
ونقلت المجلة الفرنسية عن أحد المستشارين السابقين لوزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان قوله: "إن عملية برخان -عملية جارية لمكافحة التمرد في منطقة الساحل الأفريقي- مكلفة للغاية لباريس، والحل الوحيد لوضع حد لهذه العملية هو تحقيق الاستقرار في ليبيا".
وأشارت المجلة إلى أن "مستشارين من وزارة الخارجية الفرنسية قدموا إلى الرئيس ماكرون حلاً للأزمة الليبية، متمثلاً في المشير خليفة حفتر، لكنه لم يتخذ خطوات لذلك".
الوسيط الإيطالي
في المقابل، أشارت المجلة الفرنسية إلى أن "الإيطاليين يقفون بجانب مليشيات طرابلس"، موضحة أن "القضاء على التنظيمات الإرهابية ومطاردتها في الصحراء لا تشكل لإيطاليا أهمية، ولكن هدفها الأساسي هو وضع حد لتدفق المهاجرين على الجانبين".
ودللت المجلة على ذلك، بأنه "في عام 2016 انخفض تدفق المهاجرين على الساحل الإيطالي من قبل ليبيا، وذلك بدعم ضمني من الاتحاد الأوروبي، بالتفاوض مباشرة مع المليشيات المسؤولة عن حركة المرور لمنع التهريب"، مشيرة إلى أن "إحدى المليشيات في صبراتة اعترفت بأنها تلقت أموالا من إيطاليا لوقف تجارة التهريب وتخفيض تدفق المهاجرين".
وتابعت المجلة: "استراتيجية المفاوضات المباشرة مع المليشيات كانت بالتنسيق مع السفارة الإيطالية في طرابلس، التي استمرت رغم إغلاق معظم السفارات الغربية في ليبيا".
ولفتت المجلة الفرنسية إلى أنه ليس من المستغرب أن تدعم روما "كارتل طرابلس" الذي يضم 4 مليشيات في العاصمة الليبية، وتعد الذراع اليمنى للسراج، خلال الاشتباكات التي بدأت في نهاية أغسطس/آب الماضي.
وأوضحت المجلة أنه "خلال هذه المعركة الدبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا، فإن باريس فشلت في إقناع المجتمع الدولي بإجراء الانتخابات في موعدها، كما فشلت أيضاً المليشيات التي تدعمها روما في تحقيق مكاسب على الأرض، خاصة أن نية إيطاليا المصلحة الشخصية وليست مصلحة الليبيين".
وتابعت: "المواجهة بين الأشقاء الأوروبيين سجلت فشل الاتحاد الأوروبي في أن يكون وسيطا في الأزمة الليبية"، مضيفة أن "تعيين الأمريكي ستيفان ويليامز مساعدا للمبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة عزز من الشكوك حول قدرة الأمم المتحدة في تسوية الأزمة".