أول اعتراف جزئي بـ"الخطأ".. مطب بوتين يعرقل سيارة ميركل
لأشهر طويلة، تعرضت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، لضغوط سياسية وإعلامية ضخمة، للإقرار بخطأ سياسة "استرضاء روسيا".
المستشارة السابقة صمدت طوال هذه الفترة في وجه الضغوط، ورفضت بشكل قاطع الإقرار بأخطاء في التعامل مع روسيا والرئيس فلاديمير بوتين (70 عاما)، ونفت استهانتها بالرئيس الروسي.
صحيح أن ميركل اعترفت بأخطاء في سياستها تجاه موسكو، لكنه اعتراف جزئي، جاء في مقابلة للمستشارة مع صحيفة "تسايت" الألمانية العريقة، إذ قالت إنها "لم تفعل كل شيء بشكل صحيح في سياستها تجاه روسيا".
وفيما يتعلق بالفترة التي أعقبت استيلاء بوتين على شبه جزيرة القرم الأوكرانية في ٢٠١4، قالت ميركل: "لقد تم طرد روسيا من مجموعة الثماني (رابطة أهم القوى الاقتصادية)، وتمركزت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في دول البلطيق وتم اتخاذ قرار باستثمار ٢ في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في الدفاع".
وتابعت: "لكن كان يجب أن نتفاعل بسرعة أكبر مع عدوانية روسيا"، مضيفة: "لم تصل ألمانيا إلى هدف إنفاق 2٪ من الناتج المحلي في الدفاع ولم ألق خطابًا حماسيًا حول هذا الأمر كل يوم أيضًا".
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، فإن ميركل تعترف بهذه الكلمات، وبلغة واضحة، بأنها لم تتفاعل بشكل مناسب مع التهديد الذي تشكله موسكو عقب ضم شبه جزيرة القرم.
وعلى الرغم من الضم الروسي لشبه جزيرة القرم والاضطرابات في دونباس شرقي أوكرانيا في عام 2014، رفضت المستشارة بشكل قاطع، توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
وفي صيف عام 2021، وفي اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (44 عامًا) ، أعلنت ميركل أنها سترفض أي شحنات أسلحة إلى كييف.
ووفق بيلد، كانت ميركل تعتقد أن أوكرانيا لا يمكنها الصمود عسكريا ضد روسيا وأن الأسلحة الغربية لن تغير أي شيء، ما يعكس "سوء تقدير تاريخي".
وحول خط أنابيب نورد ستريم 2 الذي كان مقررا أن ينقل الغاز الروسي لألمانيا، قالت ميركل في تصريحاتها لـ"دي تسايت"، إنه ليس لها علاقة تقريبًا بخط أنابيب الغاز، حيث تقدمت الشركات المعنية بطلب للحصول على التصريح، وليس الحكومة الفيدرالية.
ومضت في حديثها: "كان من شأن رفض خط الأنابيب أن يؤدي في رأيي إلى تدهور خطير في مناخ العلاقات مع روسيا".
صحيفة بيلد خلصت من قراءة المقابلة، إلى أن الضغط الشعبي يجبر ميركل على قبول الانتقادات الأولية لسياستها تجاه روسيا على مدار 16 عاما قضتها في السلطة، لكن لا تزال المستشارة بعيدة عن النقد الذاتي المفتوح.