أطفال الأنابيب.. سلاح روسيا لمواجهة انخفاض عدد السكان
منذ 2019، أصبح من الممكن الخضوع لعمليات التلقيح بالأنابيب في العيادات الخاصة ثم الحصول على تعويض للنفقات من أجل تقليل وقت الانتظار.
تقدم الخدمات الصحية الروسية التلقيح الصناعي بالأنابيب مجاناً، لتجنب حدوث انخفاض جديد في معدل المواليد.
وانخفض عدد سكان روسيا إلى 142.9 مليون في 2010 مقارنة بـ1991، عندما انهار الاتحاد السوفيتي وكان عددهم حينها 148.3 مليون، إلا أن هذا العدد ارتفع مجدداً وأصبح اليوم 146 مليون نسمة.
ويتوقع أن ينخفض عدد سكان روسيا ما بين 4 إلى 12 مليوناً بحلول 2035، فقد ولد من هم في العشرينات من العمر، فيما كانت البلاد تشهد تراجعاً هائلاً في عدد المواليد وحالة من عدم اليقين الاقتصادي، لذلك هناك عدد أقل من الأشخاص الذين سيصبحون آباء جدداً، وفي الأشهر العشرة الأولى من 2019، انخفض عدد السكان بحوالي 260 ألف شخص، وهو أكبر تراجع خلال السنوات الـ11 الماضية.
وتعد زيادة معدل المواليد أولوية أساسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي جعل هذا الأمر أحد بنود خطابه الموجه إلى الروس، في يناير/كانون الثاني؛ حيث قال إن "روسيا وآفاقها التاريخية تعتمدان على عدد الروس الموجودين".
وطرح بوتين سياسات عدة تهدف إلى تشجيع الناس على إنجاب الأطفال منذ وصوله إلى السلطة في 2000، وأعلن زيادة إعانات الأطفال والمخصصات المقدمة للأسر في مقابل كل طفل جديد، لمساعدة البلاد على "الهروب من المصيدة الديموجرافية"، ودعا إلى زيادة معدل المواليد إلى 1.7 طفل لكل امرأة بحلول 2024 مقارنة بالرقم الحالي البالغ 1.5، والعلاج بتقنية التلقيح بالأنابيب هو جزء من هذه الاستراتيجية.
وتبلغ كلفة التلقيح الصناعي بالأنابيب في العيادات الخاصة 100 ألف روبل (1600 دولار) ولا يشمل ذلك كلفة الحيوانات المنوية والبويضات، وهذا السعر يساوي أكثر من 3 مرات متوسط الأجر الشهري في روسيا، لكن منذ 2013 بدأت الحكومة تمويل عملية التلقيح في الأنابيب التي تعد أكثر علاجات الخصوبة فعالية بمعدل نجاح يصل إلى حوالي 30%، بموجب نظام تأمين صحي إلزامي، وارتفع عدد عمليات التلقيح التي تمولها الدولة سنوياً من 46 ألفاً إلى 78 ألفاً بين 2016 و2018، وفقاً لوزارة الصحة.
والهدف هو الوصول إلى 90 ألف مولود في السنة بحلول 2024، ما يجعل روسيا رائدة في هذا المجال، وفقاً لأرقام الجمعية الروسية للتكاثر البشري، وغالباً ما تكون هذه الإجراءات مرهقة جسدياً وتؤدي إلى 25 ألفاً إلى 30 ألف ولادة سنوياً، ما يمثل حوالي 2% من إجمالي الولادات.
ومنذ 2019، أصبح من الممكن الخضوع لعمليات التلقيح بالأنابيب في العيادات الخاصة، ثم الحصول على تعويض للنفقات من أجل تقليل وقت الانتظار.
وقالت الدكتورة أولجا سيروفا في عيادة بالاشيكا الخاصة إن "عدد عمليات التلقيح ازدادت 3 مرات تقريباً، بفضل التمويل الحكومي"، وتابعت: "هذه السياسة تعزز معدل المواليد، وتأتي كجزء من مشروع الحكومة الذي يستهدف التركيبة السكانية".