روسيا والانسحاب من سوريا.. غادر جنود القيصر وبقيت قواعده
موسكو أعلنت استخدام صواريخ "إسكندر" لأول مرة في سوريا والمنطقة في إطار استمرار استخدام سوريا كميدان لتجارب الأسلحة الجديدة
كشف الجيش الروسي عن القطع والمنشآت العسكرية التي سيبقيها في سوريا، تزامنا مع إقرار موسكو توسيع قاعدتها البحرية في طرطوس؛ ما يؤكد البقاء الروسي طويل الأمد هناك.
- "الانسحاب الروسي".. رحيل عن سوريا أم تغيير في التكتيك؟
- روسيا وطرطوس السورية.. خطة ترسيخ الأقدام منذ 1971
ووفق ما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية، مساء الجمعة، فإن وزير الدفاع سيرجي شويجو بلغ الرئيس فلاديمير بوتين بأنه سيبقي مركز المصالحة الروسي "حميميم" بمدينة اللاذقية، والقاعدتين الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس و3 مجموعات من الشرطة العسكرية الروسية في سوريا.
وتنتشر الشرطة العسكرية الروسية في مدن مثل حلب تحت ذريعة حفظ الأمن وفض الخلافات بين الأهالي وتقديم المساعدات.
وأضاف شويجو خلال لقاء بوتين مع قيادات وزارة الدفاع وقادة الدوائر العسكرية والأسطول الشمالي أن بقاء القواعد العسكرية في روسيا يأتي وفقا لـ"الاتفاقيات الدولية" في إشارة للاتفاقيات الموقعة بين موسكو ودمشق.
وصادق البرلمان الروسي، الخميس الماضي، على اتفاق لتوسيع المنشآت العسكرية الروسية في طرطوس السورية لتكون قاعدة بحرية روسية دائمة.
وعن سحب القوات الروسية من سوريا، قال إنه هذا القرار "تم تنفيذه".
وهذا السحب يخص جزءا من القوات الروسية وليس جميعها.
وسبق أن صرح شويجو بأن موسكو استخدمت 48 ألف جندي من جيشها في الحملة العسكرية بسوريا منذ بداية تدخلها العسكري هناك عام 2015.
صواريخ إسكندر
من ناحية أخرى، كشف وزير الدفاع الروسي، الجمعة، عن أنه تم استخدام منظومة الصواريخ التكتيكية العملياتية "إسكندر" خلال الحملة الروسية بسوريا، إضافة إلى صواريخ "كاليبر"، و"توشكا —أو"، و"إكس —55" وغيرها.
وهذه المرة الثانية التي تعلن فيها روسيا استخدام صواريخ "إسكندر" خارج روسيا، بعد أن أعلنت استخدامها لأول مرة مايو/أيار الماضي استخدامها في مناورات طاجكيستان.
وبدأت موسكو بتسليح نفسها بمنظومات "إسكندر" عام 2006، ويبلغ مداها 500 كم، وتطلق صواريخ يتم التحكم بها طوال مسارها، ويمكن استخدام هذه المنظومة لإطلاق صواريخ "إر-500" عالية الدقة.
كما يمكن تزويد صواريخ منظومة "إسكندر" برؤوس نووية، وقت الحاجة
وكانت بداية التدخل العسكري الروسي الواسع في سوريا حين خصصت دمشق في عام 1971 قطعة أرض لدخول سفن الأسطول الروسي إلى طرطوس، ووفرت الحرب في سوريا بداية من 2011 فرصة سانحة لتوسيع روسيا تواجدها في سوريا وعلى ساحل البحر المتوسط؛ معلنة التدخل العسكري المباشر عام 2015 لدعم النظام السوري.
وتحرص موسكو باستمرار على اقتناص الفرص لتوسيع هذا النفوذ بناء على مصالح اقتصادية، ولمنافسة الأسطول الأمريكي السادس وحاملات الطائرات الأمريكية المرابطة في البحر المتوسط، والقادرة على الوصول إلى شطر روسيا الأوروبي بصواريخ "توما هوك".
وهذا العام كشف نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف عن هدف آخر للتدخل الروسي العسكري وهو أن بلاده تتخذ من سوريا ميدانا لاختبار أسلحتها الجديدة والفتاكة.
واستدل على ذلك بأن بلاده اختبرت ما يزيد على 600 سلاح ومعدات عسكرية جديدة في معارك سوريا.