العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين ولدت قوية ومتينة وزادت صلابة مع مرور الوقت ليتشاركا معا هموم المنطقة وقضاياها.
"تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، أو بعض الناس كل الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت".. مقولة شهيرة نطق بها الرئيس الأمريكي الراحل إبراهام لنكولن قبل عشرات السنين، للتأكيد على أن الخداع لا يدوم طويلا، ولا بد أن يأتي عليه يوم ويتبخر ليصبح لا وجود له.
وهنا تتبادر إلى ذهني تلك الحملات الإعلامية المضللة والزائفة، التي هرولت إليها وسائل الإعلام القطرية المدفوع منها والمأجور في محاولة قديمة جديدة لإضعاف وتفكيك التحالف "السعودي-الإماراتي" في رهان خاسر على انهياره، ومن يظن ذلك فهو واهم، فالعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين ولدت قوية ومتينة وزادت صلابة مع مرور الوقت، ليتشاركا معا هموم المنطقة وقضاياها، وتغلفها الرؤى الموحدة في الملفات كافة، لتحقيق أمن واستقرار الأمة العربية.
التلاحم والتنسيق السعودي الإماراتي صلب وباقٍ وممتد ويزداد قوة وتميزا، ليستمد قوته وتميزه من عدة عوامل، منها الرؤية المشتركة للتحديات التي تواجه الدولتين، والعمل معاً في خندق واحد ضمن استراتيجية للمساهمة في حفظ الأمن القومي الخليجي والعربي
فالمحاولات القطرية البائسة كالعادة لن تنجح أمام الصرح السعودي الإماراتي العظيم، ومنه تلك الذراع الراسخة والثابتة والمتمثلة في تحالف جماعي مع الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، أسباب عدة كفيلة بأن تدفع الدوحة وإعلامها المضلل إلى هجوم الضعيف الذي لا حيلة له إلا نشر شائعات بائسة لزعزعة علاقات متجذرة ضاربة في عمق التاريخ، متمسكة بعقيدة الأخوة التي لا تقبل الزيف أو التجمل.
هدف قطر الظاهر كالشمس في وضح النهار هو خدمة لمشروعها الفوضوي الهدام، لفرضه على منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة، التي ما دأبت على أن تلفظه ويلفظها لترتمي في أحضان الأعداء بغية الحماية تارة والاستنجاد تارة أخرى، لتظل تعوي هنا وهناك على أمل أن يلتفت إليها الداني قبل القاصي، ولكن ستبقى هكذا تعوي، والقافلة تسير بخطى ثابتة ومتشابكة ومتماسكة نحو هدف سامٍ وثمين وهو تحقيق صالح المنطقة ووأد طالحها.
فالتلاحم والتنسيق السعودي الإماراتي صلب وباقٍ وممتد ويزداد قوة وتميزا، ليستمد قوته وتميزه من عدة عوامل، منها الرؤية المشتركة للتحديات التي تواجه الدولتين، والعمل معاً في خندق واحد ضمن استراتيجية للمساهمة في حفظ الأمن القومي الخليجي والعربي، فكما تحرص المملكة العربية السعودية على الاستقرار وسلامة المنطقة من كل العابثين، تشاركها دولة الإمارات في هذا الحرص.
وما يجري في اليمن اليوم شاهد على عظمة الصرح "السعودي الإماراتي" الشامخ منذ بداية تأسيس التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الذي قام منذ تشكيله في عام 2015، بدور تاريخي ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وعمل ولا يزال يعمل من أجل يمن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار، وكل ما يحقق مصالحه في حاضره ومستقبله.
زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمملكة العربية السعودية والتي تأتي بعد يومين على دعوة الرياض في 10 أغسطس الحالي إلى اجتماع عاجل للفرقاء اليمنيين، في بلدهم الثاني السعودية، أكد فيها أن السعودية هي الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ليعرب سموه عن تقديره الكبير للحكمة التي أبدتها المملكة العربية السعودية في دعوة الأطراف اليمنية في عدن إلى الحوار في المملكة، مؤكداً أن هذه الدعوة تجسد الحرص المشترك على استقرار اليمن، وتمثل إطاراً مهماً لنزع فتيل الفتنة وتحقيق التضامن بين أبناء الوطن الواحد.
زيارة تحمل في طياتها رسالتين
الرسالة الأولى: في منتهى الأهمية، عنوانها أن دولة الإمارات قلبا وقالبا مع المملكة وأنهما عينان في رأس واحد، لتؤكد حقيقة راسخة أن المصير واحد والتحديات تحتاج إلى ضرورة التكاتف والتماسك والدعم المتبادل.
والرسالة الثانية؛ التي أربكت حسابات الإعلام القطري وأبواقه المأجورة بعد أن أصبحت دعوة الرياض في 10 أغسطس الحالي، للفرقاء اليمنيين دعوة "سعودية إماراتية" مشتركة، قطعت الطريق أمام أعداء البلدين الشقيقين.
وأستدل على ذلك بحديث معالي الدكتور أنور قرقاش حين قال إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة مميزة للسعودية الشقيقة، ولقاءات الأخوة الصادقة مستمرة، نمضي بها معا قدما بثقة، وعزوتنا السعودية بقيادتها وشعبها، وإن تحالف الخير السعودي الإماراتي يعد الركن الأساسي في هندسة الاستقرار المنطقة العربية.
وفي نهاية مقالي هذا أحب أن أختمه ببيت شهير خطه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدته "تناغم" التي رسم فيها متانة العلاقات السعودية الإماراتية بحروف من ذهب، ختمها بالقول:
الله يديم الود ويديم الإحسان
وتحيا السعودية ويحيا شعبها
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة