يرفض ضرائب الإنترنت.. أسرار فوز "دونوهي" برئاسة مجموعة اليورو
وزير المالية الأيرلندي يقتنص الفوز برئاسة المجموعة من الإسبانية ناديا كالفينو وزيرة المالية التي كانت تحظى بدعم فرنسا وألمانيا
فاز الإداري الحذر وزير المالية الأيرلندي، باسكال دونوهي، البالغ من العمر 45 عاما، برئاسة مجموعة اليورو، باعتباره "باني الجسور" بين دول المنطقة الـ19.
ويتولى دونوهي منصبه في توقيت بالغ الحساسية، وتوقيت تواجه فيه القارة الأوروبية أكبر ركود اقتصادي في تاريخها نتيجة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وهو معارض لمشروع قانون الضريبة الأوروبية على شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة "جافا".
وخسرت أمامه ناديا كالفينو وزيرة المالية في الحكومة الإسبانية اليسارية رغم أنها كانت تحظى بدعم فرنسا وألمانيا بسبب رؤية معارضي ترشيحها أنها ليست مؤهلة لمنصب الذي يتطلب تحقيق تسويات بين القوى المالية الكبرى في دول الشمال ودول الجنوب.
كواليس التصويت
وقال دونوهي إن فوزه برئاسة مجموعة اليورو، هو "شرف كبير"، مؤكّداً في المقابل أنّ "التحدّيات كبيرة، لكننا سنواجهها".
وفاز وزير المالية الإيرلندي، الخميس، بالرئاسة في جولة التصويت الثانية التي واجه فيها الإسبانية ناديا كالفينو وزيرة المالية في الحكومة الإسبانية اليسارية التي كانت تحظى بدعم فرنسا وألمانيا.
وأفادت مصادر لوكالة الأنباء الفرنسية، أن كالفينو نالت 9 أصوات من أصل 19 صوتا في الجولة الأولى التي انسحب على إثرها المرشح الثالث، وزير مالية لوكسمبورغ الليبرالي بيار جرامينيا، علما أن الفوز يتطلب نيل 10 أصوات وقد أجري التصويت عبر الفيديو.
ضرائب الإنترنت
وسيتولى دونوهي منصبه الإثنين، وقد سارع إلى تهنئته كل من الرئيس المستقيل للمجموعة البرتغالي ماريو سينتينو الذي يغادر المنصب بعد أداء وصف بالباهت، ورئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاجارد.
ويعتبر الإيرلندي البالغ من العمر 45 عاما إداريا حذرا أعاد بلاده إلى مسار سليم للميزانية بعد ركود شديد.
ودونوهي مدعوم من حزب الشعب الأوروبي الذي يجمع أطياف اليمين في أوروبا، وهو طرح نفسه بأنه "باني الجسور" بين دول منطقة اليورو الـ19.
ويتولى دونوهي رئاسة المجموعة في توقيت بالغ الحساسية إذ يعاني الاقتصاد الأوروبي من تداعيات جائحة كوفيد-19.
وقال دونوهي إن "المواطنين الأوروبيين ينظرون إلى أوضاع اقتصادات دولهم واقتصاد الاتحاد الأوروبي، وباتوا قلقين، متخوفين على مستقبلهم ووظائفهم و مداخيلهم".
وأضاف "لكننا لدينا القدرة، وقد وضعنا الأسس لتخطي هذه التحديات والتغلب عليها".
وأبدى دونوهي الذي تستضيف بلاده المقار الأوروبية لشركات أميركية رقمية كبرى، معارضته لمشروع قانون الضريبة الأوروبية على مجموعات التكنولوجيا الأميركية العملاقة "جافا" (جوجل، أمازون، فيسبوك، آبل).
دور أساسي
ولصوت رئيس مجموعة اليورو الذي ينتخب لولاية مدتها سنتين ونصف السنة وزن في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل إلى جانب رؤساء المؤسسات الثلاث الكبرى للتكتل، أورسولا فون دير لاين (المفوضية الأوروبية) و شارل ميشال (المجلس الأوروبي) وديفيد ساسولي (البرلمان)، ووزير الخارجية جوزب بوريل.
ومهمة رئيس مجموعة اليورو هي ترؤس الاجتماعات الشهرية للوزراء التي تهدف إلى ضمان تنسيق السياسات الاقتصادية الوطنية.. وبدت هذه المهمة بالغة الأهمية خلال الأزمة اليونانية.
وهي على القدر نفسه من الأهمية اليوم بينما يحاول الأوروبيون التشارك في إنعاش اقتصاديات شلها وباء كوفيد-19.
وتتوقع المفوضية الأوروبية، تراجع إجمالي الناتج الداخلي للدول الـ19 التي اعتمدت العملة الموحدة بنسبة 8.7% في عام 2020.
وكانت كالفينو الموظفة الكبيرة في المفوضية، تعتبر الأوفر حظا للفوز بالمنصب لا سيما وأنها كانت تحظى بدعم ألمانيا وفرنسا.
وهي كانت ستصبح لو فازت أول امرأة تترأس مجموعة اليورو، لكنها واجهت "معارضة قوية من الهولنديين ومعسكرهم".
واعتبر المعسكر المعارض للمرشحة الإسبانية أنها ليست مؤهلة لمنصب يتطلب تحقيق تسويات بين القوى المالية الكبرى في الشمال التي تتبع سياسة مالية صارمة من جهة، ودول الجنوب المعروفة بتستاهلها، من جهة أخرى.
وتلعب جنسية رئيس المجموعة دورا كبيرا في هذه العملية التي تأتي بينما يخوض الأوروبيون مفاوضات شاقة لتبني خطة إنعاش واسعة لاقتصاد الاتحاد الأوروبي.
ويتواجه فريقان في هذه المفاوضات.. فمن جهة هناك الدول الأربع التي توصف بـ"المتقشفة"، أي هولندا والنمسا ومعهما السويد والدنمارك، علما أن الأخيرتين خارج منطقة اليورو، وهي متحفظة جدا على الخطة.
ومن جهة أخرى هناك دول الجنوب وعلى رأسها إيطاليا وإسبانيا أكبر مستفيدين من خطة تنص على عملية إقراض أوروبية واسعة.
أما بيار جرامينيا (62 عاما) فهو دبلوماسي معتاد على التسويات وعلى مجموعة اليورو التي يعمل فيها منذ 2013، وهي ثاني هزيمة له بعدما خسر انتخابات العامة 2017 في مواجهة سينتينو.