العتابا لون من ألوان الغناء في الشرق، يسمى أبوذية في العراق، وعتابا في الشام، والعتابا من العتاب، منفى العشاق، وملاذُ القلوب المكسورة، مقامُ الآه في الغناء.
العتابا لون من ألوان الغناء في الشرق، يسمى أبوذية في العراق، وعتابا في الشام، والعتابا من العتاب، منفى العشاق، وملاذُ القلوب المكسورة، مقامُ الآه في الغناء.
حنينٌ لأحبةٍ لم نلقهم بعد، وبوحٌ للمعشوق المحلوم، رغبة بالعودة لطفولة الإحساس بالأشياء، وهذا شائعٌ في بلادنا.
والعتابا دمعة صالح العلي على زوجته وأبنائه.. المجد في عينيّ سلطان الأطرش.. غربة المتنبي.. حيرة ابن عربي.. صبوة أبي فراس.. وضجر السهروردي المقتول
شيء من كل هذا هي العتابا.. الحب بغير وصال.. الخيبة بلا ضغينة.. الانكسارات المشتهاة.. والهزائم العاطفية الماجدة وهل مجّد التاريخ هزائم غير تلك منذ سطر قيس بن الملوح اسمه في صحائف العشاق؟
العتابا.. ركن أصيل من الإرث الوجداني في هذا الشرق المتعب.. مطبوعٌ في لحنه ومعانيه بالأسى الذي خيم على أهل هذه المنطقة منذ سيطر الأعاجم عليها.. صليبيون ومماليك وعثمانيون حاولوا تجريف ثقافتها
إرثٌ غير مادي.. ليس لداعش أو النصرة أو لمخلّفات الغزو العثماني العقيم ومن خلفهم من أرباب العولمة أن يطالوه.. كما طالوا الأوابد التدمرية أو الحضرية في سوريا والعراق. طالما أن العتابا ما زالت تُشجي قلوب الفتية والشبان.. فما هذا الحزن الذي لا ينقضي؟ وما هذا الحب الذي لا يشيخ؟