شمس.. إذاعة فلسطينية تضيء النور للمكفوفين
سمية خطاب، تعاني من إعاقة بصرية كلية، لكنها تفخر بنجاحها مع زملائها في إطلاق أول إذاعة للمكفوفين في العالم العربي
جمعهم القدر بفقد البصر؛ لينشروا النور والدفء عبر إذاعة "شمس"؛ الأولى التي يديرها بالكامل مجموعة من أصحاب الهمم.
تفخر سمية خطاب، التي تعاني من إعاقة بصرية كلية، بنجاحها مع زملائها في إطلاق أول إذاعة للمكفوفين في العالم العربي.
وقالت خطاب لـ"العين الإخبارية" إن إذاعة شمس باتت بيتها الثاني، وتعمل فيها معدة ومقدمة برامج، مشيرة إلى أن الإذاعة تبنت حلم ذوي الإعاقة، لكي يصل صوتهم إلى الجميع.
وانطلقت إذاعة شمس، مطلع العام الجاري، من قطاع غزة، وتوفر تغطية إعلامية شاملة على مواقع التواصل الاجتماعي، معتمدة على أجهزة الصوت الحديثة، والتسجيل، والبث المباشر في مجال الإعلام المسموع، وتمثل أول إذاعة يديرها مكفوفون في العالم العربي، وفق القائمين عليها.
أما المذيعة وردة الشنطي، البالغة من العمر 27 عاماً، وتعاني أيضا من إعاقة بصرية، فتعمل معدة ومقدمة برامج في الإذاعة.
كما أن لها تجربة مميزة في العمل الإعلامي من المجلات إلى الإذاعات، وحتى العمل التلفزيوني الذي بدأته مؤخراً عبر تقديم برنامج تلفزيوني على شاشة تلفزيون فلسطين بعنوان من "زاوية أخرى"، وهو يناقش موضوعات الأشخاص ذوي الاعاقة وقصص نجاحهم في الحياة من زاوية إبداعية.
وقالت "الشنطي" لـ"العين الإخبارية": "لدي تجارب إذاعية عدة قبل التحاقي بإذاعة شمس، وطموحي الاستمرار حتى أحقق انتشاراً أوسع يشمل المنطقة العربية، إذ أمتلك وزميلاتي موهبة ومهارات متقدمة جداً".
وأكدت أن إذاعة شمس تجربة استثنائية، كونها تجمع عدداً من أصحاب الهمم فاقدي البصر، ولكنهم مالكون للبصيرة، لينقلوا رسالتهم للمجتمع بأسره.
وأشارت إلى أنها منذ البداية كان لديها شغف بالإعلام، قائلة: "كنت أول طالبة من ذوي الإعاقة البصرية تدرس الصحافة والإعلام بغزة، لأوصل رسالة إلى المجتمع أننا قادرون على الدفاع عن حقوقنا المهمشة من السلطات جميعها، والمجتمع المحلي".
ويوضح عمرو الحاج مدير إذاعة شمس لـ"العين الإخبارية"، أن الإذاعة تعد أحد إنجازات رابطة الخريجيين المعاقين بصريا، وجاءت فكرتها لتوعية الجمهور بحقوق ذوي الإعاقة وإبراز إمكاناتهم للمجتمع والدفاع عن حقوقهم وتدريب المعاقين من خريجي الصحافة والإعلام على أداء الأدوار الاعلامية المختلفة.
وبدأت الإذاعة بثها التجريبي في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وبدأت بثها الرسمي في الأول من يناير/كانون الثاني 2020 بباقة برامج توعوية وثقافية واجتماعية وتربوية وتخلو من البرامج السياسية؛ بحسب الحاج.
وذكر الحاج، وهو كفيف أيضا، أن الإذاعة تقدم برامج؛ مثل "برايل أون لاين"؛ لتعليم أهالي المكفوفين على لغة برايل، وبرنامج "من حقي"، و"أنا ريادي" الذي يعرض قصص نجاح للمعاقين، وبرنامج "افهمهم صح"، وبرنامج مسابقات وغيرها من البرامج الهادفة.
وأشار إلى أن الإذاعة تتناول قضايا مجتمعية عامة، لكنها تحرص على إضفاء صبغة ذوي الإعاقة عليها، وتركز على المكفوفين دون أن تغفل قضايا كل فئات ذوي الإعاقة الأخرى.
ويتشكل فريق العمل بالإذاعة من 8 عاملين، منهم 5 مكفوفين و3 مبصرين.
ويوضح الحاج أن المكفوفين منهم 3 مذيعات ومذيعان وممنتج إلى جانبه "مدير الإذاعة"، ومذيعة واحدة مبصرة إضافة إلى مهندسي الصوت.
وقال: "نحاول التغلب على مشاكل كثيرة مثل الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، ونقص التمويل المالي".
وذكر أن الإذاعة حملت اسم شمس لتكون الشمس التي تنير وتدفئ المجتمع، خصوصا ذوي الإعاقة بما تقدمه من برامج هادفة وذات رسالة سامية.