عبر 6 رسومات بيانية.. رحلة مثيرة في أزمة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري
حدث الكثير منذ أن اجتمعت دول العالم في باريس خلال COP21 عام 2015 واتفقت على اتفاقية لمكافحة تغير المناخ.
حتى الآن، صدقت 196 دولة على اتفاقية باريس للمناخ أو انضمت إليها بطريقة أخرى، هذه الدول الموقعة تمثل أكثر من 96٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ من خلال الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية هذا القرن أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة ومواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.
تتضمن الاتفاقية التزامات من جميع البلدان لخفض انبعاثاتها والعمل معًا للتكيف مع آثار تغير المناخ. إذا لم يف بلد ما بالتزاماته بموجب اتفاقية باريس، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف قدرة الاتفاقية على العمل بفعالية وتقويض الثقة في النظام.
على الرغم من عدم وجود عقوبات محددة، فإن عدم الامتثال قد يؤدي إلى مزيد من الفشل في الوفاء بالالتزامات المتعلقة بحجم الانبعاثات. يعتمد امتثال الدول للمعاهدات الدولية إلى حد كبير على الاحترام المتبادل وحسن النية وضغط الأقران والإنصاف و الديناميكيات الأوسع التي تم إنشاؤها.
لفهم الصورة الأوسع عن الملوثين الرئيسين والمتسببين في الأزمة، قمنا بتحليل البيانات الصادرة عن معهد الموارد العالمي (Climate Watch) سواء كانت انبعاثات تاريخية أو حديثة بعد التوقيع على اتفاقية باريس والتي تتضمن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال الفترة بين 1990 و2020. كما قمنا بتحليل البيانات وفقا للقطاعات للتعرف على أكثر القطاعات المتسببة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
الملوثون الكبار
يساهم الملوثون العشرة الكبار في عام 2020 حوالي 62% من إجمالي الانبعاثات العالمية والتي وصلت إلى 46187.28 طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون خلال نفس العام، بينما تشارك 183 دولة أخرى مجمعة بحوالي 38% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
بحسب بيانات معهد الموارد العالمية (Climate Watch) خلال الفترة بين 1990 و2020، كان ذيل قائمة الدول العشر مختلفا ولكن الملوثين الثلاثة الأوائل ظلوا كما هم خلال ثلاثة عقود زمنية وهم الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند، حيث تمثل انبعاثات الـ3 مجتمعة بحوالي 45% من إجمالي الانبعاثات العالمية عام 2020.
على سبيل المثال عام 1990 كانت قائمة الدول الأكثر تسببًا في الانبعاثات هي الصين والولايات المتحدة الأمريكية، والهند، وروسيا، وإندونيسيا، والبرازيل، واليابان، وألمانيا، والمملكة المتحدة وأوكرانيا.
ولكن في عام 2010 استطاعت كل من المملكة المتحدة وأوكرانيا خفض انبعاثاتها، لتدخل لقائمة الملوثين العشرة بدلا منهم كندا وإيران، وكذلك ألمانيا التي خفضت انبعاثاتها بحجم قليل نسبيا بعد 2015 لتحل محلها المملكة العربية السعودية.
ولكن حافظت ست دول على وجودها ضمن قائمة الملوثين الكبار خلال ثلاثة عقود وهم الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند وروسيا وإندونيسيا والبرازيل واليابان.
خلال الفترة بين 1990 و2020 زادت انبعاثات الملوثين العشر الكبار بحوالي 56% فبعد أن كانت حوالي 18.521 ألف طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عام 1990 أصبحت حوالي 28.848 ألف طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عام 2020.
ظلت الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر مساهمة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال الفترة بين 1990 و2000، حتى تراجعت لتحتل المركز الثاني بعد الصين في 2005 لتصبح الصين المساهمة الأكبر منذ ذلك الحين حتى وصلت نسبة انبعاثها فقط من انبعاثات الدول العشر الكبرى في 2020 إلى 43 %، والولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 18% ثم الهند بنسبة 11%.
تليها روسيا بنسبة 6%، ثم إندونيسيا والبرازيل كل واحدة منها بنسبة 5%، ثم اليابان بنسبة 4%، وإيران وكندا بنسبة 3% لكل واحدة، ثم الدولة العربية الوحيدة في قائمة الملوثين وهي المملكة العربية السعودية بنسبة 2%.
القطاعات الأكثر تلويثًا
يسهم قطاع الطاقة بأكثر من ربعي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حوالي 75% عام 2020، بعدما كانت نسبة مساهمته عام 1990 حوالي 71%. يليه قطاع الزراعة التي تصل نسبة مساهمته لـ 12% عام 2020 بعدما كان 15% عام 1990، ثم قطاع العمليات الصناعية الذي وصل نسبة مساهمته إلى 7% عام 2021 بعدما كانت 3% عام 1990، ثم يليه قطاع استخدام الأراضي والحراجة الذي وصلت نسبة مساهمته في 2021 إلى 3% بعدما كان 6% عام 1990، ثم يليه قطاع النفايات الذي وصلت نسبة مساهمته إلى 3% عام 2021 بعدما كان 4% عام 1990.
منذ بدء إعداد التقارير الخاصة بحجم الانبعاثات في عام 1990، ظل قطاع الطاقة - بما في ذلك توليد الكهرباء والتدفئة وكذلك الاستخدامات النهائية في المباني والنقل والتصنيع والبناء - أكبر مساهم في انبعاثات غازات الدفيئة على أي قطاع آخر، حيث يمثل 75٪ من الانبعاثات العالمية في 2020. ومع ذلك ، فقد تباطأ نمو انبعاثات الطاقة منذ عام 2013 ، وزاد بنسبة 4٪ فقط خلال السنوات الخمس الماضية وفقا لتقرير صادر عن معهد الموارد العالمية.
وفقا للبيانات الصادرة عن معهد الموارد العالمية، فإن نمو الانبعاثات الإجمالية قد تباطأ على مستوى العالم من عام 2013 إلى عام 2019، حيث زاد بمعدل 0.8٪ سنويًا، مقارنة بمتوسط 1.7٪ منذ عام 1990.
حدث هذا التباطؤ في النمو حتى مع نمو الاقتصاد العالمي خلال نفس الفترة وأثبت 21 دولة بالفعل أن فصل الانبعاثات عن النمو الاقتصادي أمر ممكن. في عام 2020، انخفضت الانبعاثات العالمية بنسبة 4.9٪ نتيجة لوباء COVID-19، مما جعله أكبر انخفاض في الانبعاثات منذ عام 1960 (العام الأول للبيانات المتاحة لهذا المصدر).
ومع ذلك، في عام 2021، نمت الانبعاثات مرة أخرى بسرعة ، لتصل إلى زيادة بنسبة 0.1 ٪ عن قيم 2019، مما يدل على أن الانبعاثات لا تزال في اتجاه تصاعدي، مما يوضح الحاجة إلى زيادة الإجراءات المناخية لرؤية فصل النمو الاقتصادي وانبعاثات الكربون.
الغازات الدفيئة
تعرف وكالة البيئة الأمريكية الغازات الدفيئة على أنها مجموعة من الغازات الطبيعية أو بشرية المنشأ، والتي تمتص الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض، ويؤثر بقاء هذه الغازات في الغلاف الجوي على مستوى توازن طاقة الأرض، وتتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري، يتم وصفها على أنها تعمل مثل الجدران الزجاجية لبيت زجاجي. تتكون الغازات الدفيئة من عدة غازات أهمها الميثان وثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز والغازات المفلورة.
وفقا للبيانات، نجد أن نسبة ثاني أكسيد الكربون زادت من 71% من إجمالي الغازات عام 1990 إلى نسبة 73% عام 2020. يليه الميثان الذي نقص من عام 1990 بنسبة 21% إلى 18% عام 2020، وأكسيد النيتروس الذي ظل على نفس وضعه بين الفترة 1990 و 2020 بنسبة 7% والغازات المفلورة (غازات صناعية المنشأ) التي زادت من 1% عام 1990 إلى 3% عام 2020.