قناصة الحرس الثوري تؤجج غضب الشارع العراقي
شاب عراقي من أهالي مدينة الصدر يشارك في التظاهرات شاهد العديد من أصدقائه المتظاهرين وهم يقتلون أمامه
لم يتوقف رصاص القناصة من الإيرانيين والمليشيات الذين يعتلون أسطح المباني المرتفعة وسط العاصمة العراقية بغداد وفي المدن الأخرى المنتفضة عن استهداف المدنيين خلال الأيام الـ10 الماضية من التظاهرات السلمية التي يشهدها الشارع العراقي المطالبة بتغيير العملية السياسية وإنهاء النفوذ الإيراني.
سرمد العبودي، شاب عراقي من أهالي مدينة الصدر يشارك في التظاهرات من اليوم الأول لانطلاقتها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، شاهد العديد من أصدقائه المتظاهرين وهم يقتلون أمامه إثر إصابتهم من قبل القناصة المنتشرين في بغداد وفي محيط مدينة الصدر.
وقال "العبودي" الذي لم يتجاوز بعد عامه الثامن عشر، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "إن مليشيات عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراق وبدر وسرايا الخراساني وكتائب الإمام علي تحاصر مدينة الصدر منذ أيام، لاستهداف المتظاهرين من خلال القناصة الإيرانيين".
وأوضح "العبودي"، أن صديقه كان أحد ضحايا القناصة الإيرانيين، حيث أصيب برصاصة في الرأس أردته قتيلا، وتابع قائلا: "لذلك قررت أن أبقى في الشارع لحين إسقاط إيران ومليشياتها في العراق".
وأكد "العبودي" أن رصاص القناصة الإيرانيين لم يستهدف المتظاهرين فقط بل يطال القوات الأمنية العراقية.
وحصلت "العين الإخبارية" من مسؤول أمني عراقي على خريطة وجود القناصين في بغداد أثناء التظاهرات.
وتابع الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه لعملية اغتيال من قبل المليشيات الإيرانية: "بحسب المعلومات التي وصلتني نقلت سيارات مدرعة مظللة تابعة للحشد الشعبي العشرات من القناصين ضمن مجاميع تابعة لها إلى الساحة التي كانت تشهد تظاهرات، كساحة التحرير والوثبة والطيران والمناطق الأخرى التي كان المتظاهرون يتجمعون فيها يوميا، ونشرتهم على الأسطح ومنحتهم الصلاحيات الكاملة لاستهداف أي شخص واستهداف المتظاهرين والقوات الأمنية العراقية، وبالفعل استهدفوا العشرات وقتلوا العديد من المتظاهرين، لأنهم كان يستهدفون الرأس ليفارق الشخص المستهدف الحياة فورا".
وبين المسؤول أن القناصين كانوا ينتشرون على مجموعة من الأبنية، منها مبنى كاتب العدل في منطقة الباب الشرقي، ومستشفى الجملة العصبية، والمطعم التركي، ومول النخيل في شارع فلسطين، ودائرة الضريبة العامة في ساحة الخلاني، وفندق المنصور ميليا، ومحكمة المجلس الأعلى في الرصافة، ومبنى الأسواق المركزية القديمة في حي العدل.
وبحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مسؤول في الاستخبارات العراقية: "لم تتوقف إيران عند استخدام مليشياتها العراقية في قمع المتظاهرين العراقيين، بل وسعت غرفة عملياتها لقمع مظاهرات العراق التي تقع داخل مبنى سفارتها في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، لتشمل مرتزقة لبنانيين من مليشيا حزب الله والحوثيين والأفغان، غالبيتهم قناصة ضمن الوحدة 400 التابعة لفيلق القدس المسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات خارج حدود إيران.
ودمجت إيران هؤلاء مع فرق الموت العراقية من عناصر الحشد الشعبي على شكل مجاميع من الملثمين يرتدون ملابس سوداء وزعوا على المباني المرتفعة المحيطة بساحات المظاهرات في بغداد والمدن العراقية الأخرى، وباشرت هذه المجاميع قنص المتظاهرين وعناصر الشرطة بالرأس بهدف تحريف المظاهرات من سلمية إلى عسكرية، وتوريط الساحة العراقية في حرب أهلية لإنهاء المظاهرات المدنية، كما فعلت في سوريا خلال السنوات الماضية.
في غضون ذلك كشفت إحدى اللجان المنظمة للتظاهرات في بغداد لـ"العين الإخبارية" عن أسماء مجموعة من القناصين العراقيين من عناصر المليشيات بينهم ضابط في "فيلق القدس" جناح الحرس الثوري.
وتضمنت القائمة أسماء ١٠ قناصين وضباط مسؤولين عنهم وهم كل من: "علي حسين الرماحي وهو قناص ضمن صفوف مليشيا الخراساني، ومشتاق طالب مريود قناص تابع لمليشيا عصائب أهل الحق، وشعوب طلب أبو آية قناص من ميليشيا الخراساني، وحسن حيدر خداد ضابط رصد في مليشيا الخراساني، وعلي محسن قنبر قناص في مليشيا الخراساني، وحسين هليل حيدر ضابط رصد في مليشيا عصائب أهل الحق، ويوسف أفضل عبادات ضابط ارتباط من فيلق القدس، والعميد الركن أحمد عزيز علوان العامري قيادي في مليشيا بدر مسؤول عن مقتل عدد من المتظاهرين، وآزاد إبراهيم مسؤول لواء حماية رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وميثم حسين الملقب بميثم ابن مديرة قناص في ميليشيا كتائب الإمام علي".
وفي السياق ذاته، أوضح النائب العراقي فائق الشيخ علي، في تغريدة بعنوان "إيران تقنصنا!" نشرها على صفحته في "تويتر"، "لم يعد الأمر خافياً على أحد، فإمام جمعة طهران قالها بصريح العبارة مختزلاً سياسة دولته: اقتلوا عملاء أمريكا المتظاهرين العراقيين".
وتابع شيخ علي: "المتظاهرون والقوات الأمنية في سوح الالتحام معاً، لا يقتل أحدهما الآخر.. لكن القنّاصة الأعداء الذين اعتلوا السطوح يقنصونهم معاً".