تصريحات إيرانية تهاجم الحراك الشعبي لأبناء الشعب العراقي وتصف المظاهرات بالفتنة والمؤامرة.
الآلاف من المتظاهرين يجوبون شوارع العراق شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.. مطالبين بتحقيق العدالة الاجتماعية.. وإنهاء الفساد والمحسوبية.. والقضاء على النفوذ الأجنبي داخل بلادهم.. مطالب مشروعة.. قابلتها تصريحات إيرانية تهاجم الحراك الشعبي لأبناء الشعب العراقي.. تصريحات تصف المظاهرات بالفتنة والمؤامرة تارة.. وأخرى تقلل من قيمة تلك التحركات تارة أخرى.
جاءت بداية ذلك الهجوم الإيراني على مظاهرات العراقيين.. عبر تغريدة للمرشد الإيراني علي خامنئي الذي وصف مظاهرات الشعب العراقي الأخيرة بمؤامرة من قبل الأعداء.. مضيفا أنهم يريدون خلق انقسام، لكنهم يفشلون، ومؤامرتهم ليس لها تأثير.. وهي تصريحات تقلل من قيمة الحراك الشعبي العراقي.. وتكشف عن حقيقة ذلك التدخل الإيراني الفج في الشأن الداخلي لبلاد الرافدين.
أما الإعلام الإيراني فذهب كعادته للهجوم على ذلك الحراك.. متهما المتظاهرين بتنفيذ أجندات إسرائيلية وأمريكية في المنطقة.. فهذا الإعلام لا يرى تلك التجمعات الحاشدة المطالبة بوقف تدخل طهران في شؤون البلاد.. ولم يسمع ذلك الهتاف المطالب بخروج إيران من أرض الفرات.. لكنه اكتفى بإلقاء اتهامات العمالة على العراقيين الرافضين للفساد الذي خلفه الملالي وأذنابه في واحدة من أغنى البلدان العربية ورابع أكبر مصدر للنفط في العالم.
لم يكتفِ النظام الإيراني بالهجوم على المظاهرات وتخوين المتظاهرين.. لكنه أطلق يد مليشياته الإرهابية الحرس الثوري وأذنابها من المليشيات الطائفية كسرايا الخرساني والكتائب التابعة لمليشيات الحشد الشعبي الإرهابية.. لتقتنص المتظاهرين وتطلق عليهم الرصاص الحي.. بعدما رفعوا لافتات وصورا مناهضة لخامنئي وإيران.. وكأن الشعب العراقي ممنوع من إبداء رأيه والمطالبة بتحسين أوضاعه المعيشية.. إذا لم يكن المرشد الإيراني راضيا عن ذلك.
الملالي وأتباعه لم يتعظوا من مشاهد حرق المتظاهرين للعلم الإيراني خلال حراك شعبي مشابه العام الماضي.. فهم يعتبرون العراق محافظة أو ولاية تابعة لنظام ولاية الفقيه.. غير آبهين بذلك الاعتراض الشعبي العراقي على سياسات طهران المباشرة في البلاد.. أو غير المباشرة عبر حلفائها من المليشيات والفصائل والسياسيين المؤسسين لمنظومة الفساد بالبلاد.