"تسمم الطلاب" يؤجج نار احتجاجات إيران.. مظاهرات أمام المدارس
مع بداية الأسبوع وإعادة فتح المدارس اليوم السبت، كشفت تقارير النقاب عن تكرار مسلسل التسمم الغذائي في العديد من مدارس إيران.
تسمم الطلاب الذي انتشر بشكل سريع في أرجاء البلاد دفع العديد من أولياء الأمور للتظاهر أمام عدد من المدارس، الأمر الذي دفع البعض لوصف ما يحدث بأنه "صب لزيت جديد على نار الاحتجاجات" التي تشهدها البلاد منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
التسمم المتسلسل للطلاب بدأ في إيران قبل 3 أشهر، لكن في الأيام والأسابيع الأخيرة ازداد بشكل كبير، ودخلت الدول الغربية على الخط، حيث طالبت ألمانيا بإجراء تحقيق سريع بشأن هذه القضية، وأعلنت الأمم المتحدة تأييدها للطلب الألماني، مشددة على ضرورة إجراء تحقيق شفاف ومستقل.
وأعلن مسؤولون في وزارة الصحة الإيرانية ووسائل إعلام رسمية، اليوم السبت، إصابة أكثر من 250 طالبا بحالات تسمم في عدة مدن إيرانية، وسجلت همدان غرب إيران أعلى حصيلة بإصابة 79 طالبة، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا".
وفي مدينة باكدشت التابعة لمحافظة طهران، تم تسجيل إصابة 66 طالبة بالتسمم، وفي قم (وسط) سجلت 47 إصابة بالتسمم جديدة بعدما سجلت خلال الأيام الماضية قرابة 800 حالة.
ومحافظة زنجان (شمال غرب) أصيبت 33 طالبة، بحسب رئيس جامعة العلوم الطبية بالمحافظة "حسن بختياري"، مضيفاً أن "جميع المصابات تم نقلهن إلى المستشفى".
وسجلت محافظة خوزستان (جنوب) إصابة 19 طالبة بالتسمم في مدرسة ثانوية، بحسب الجامعة الطبية في المحافظة.
وأشارت وكالة أنباء "تسنيم" إلى أن عدد الطالبات اللاتي أصبن بالتسمم تجاوز 280 شخصاً اليوم السبت، مشيرة إلى أن بعض المدن سجلت إصابات لكن لم يتم الإعلان عنها حتى اللحظة.
وانتشر نبأ وفاة طالب إثر تسمم في مدرسة "الإمامة" بمدينة بكداشت جنوب طهران، فيما نفت العلاقات العامة للتعليم في مدن محافظة طهران الخبر.
احتجاجات أمام المدارس
وشهدت بعض المدن الإيرانية احتجاجات أمام عدد من دوائر التربية والمدارس، على خلفية مسلسل إصابات الطالبات بالتسمم.
وأظهرت مقاطع فيديو لمحتجين في أصفهان وسط إيران، وهم يرددون شعارات أمام وزارة التربية في المحافظة من بينها "أمن المدرسة حقنا".
وأظهرت مقاطع فيديو أيضا تجمعا للعائلات أمام المباني التعليمية في مدن إيران المختلفة، بما في ذلك طهران وأصفهان وأردبيل.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان الإيراني، غدا الأحد، جلسة لمناقشة ظاهرة تسمم الطالبات، بحضور وزير الصحة الإيراني بهرام عين اللهي.
وأعلنت بعض المنظمات المرتبطة بالمعلمين تظاهرها في 7 مارس/آذار الجاري أمام مبنى المجلس في طهران والإدارات العامة للتعليم في مدن مختلفة.
وفي غضون ذلك، ألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي باللوم على "الأعداء" في تسميم مئات الطالبات في 30 مدرسة.
وقال: مع تقدم البلاد ازدادت الأعمال العدائية أيضا، وآخر مثال على ذلك هو محاولة خلق جو من انعدام الأمن في المدارس، وخلق جو من القلق بين الأسر، والذين يستهدفون نفسية المجتمع بهذه الذريعة لا يهتمون بصحة الطلاب وأسرهم وهدفهم إثارة الشغب والفوضى في البلاد.
وصرح مهدي إسماعيلي، عضو لجنة التربية في البرلمان، أن هذه القضية أصبحت قضية أمن قومي، مضيفا: "مرت شهور منذ بداية هذه الأحداث الغريبة والمؤلمة، لكن لم يتم العثور على جذره بعد، ويستمر التحقيق مع الوزراء من قبل مختلف اللجان والمؤسسات الأخرى في البرلمان".
ومنذ 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أصيب نحو ألفي طالب إيراني، بينهم 400 في بروجرود، وأكثر من 800 في طهران، و400 في أردبيل، وعشرات الطلاب في تبريز وبعض المدن الأخرى بالتسمم، حالات التسمم حدثت في 14 مقاطعة حتى الآن.