دراسة: تقدير مخاطر الزلازل في شمال مصر يحتاج إلى «النظارة الصحيحة» (خاص)
أوضحت دراسة علمية جديدة أن تقدير مخاطر الزلازل في شمال مصر يشبه تماما اختيار النظارة المناسبة للرؤية.
ولفتت الدراسة التي تنشرها دورية "جورنال أوف أفريكان إيرث ساينس" الشهر المقبل، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها، أن استخدام نموذج واحد لجميع الحالات قد يعطي صورة غير دقيقة عن الخطر الحقيقي للزلازل، تماما كما لا توجد نظارة واحدة لكل المسافات.

ويُعد شمال مصر منطقة حيوية تضم بنية تحتية مهمة واستثمارات كبرى في السياحة والطاقة والنفط والغاز، ورغم أن النشاط الزلزالي فيها منخفض إلى متوسط، فإن تقييم المخاطر يظل تحديًا بسبب قلة تسجيلات الزلازل القوية، ما يدفع الباحثين إلى الاعتماد على نماذج حسابية مطوَّرة في مناطق أخرى.
ويوضح الباحثون من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في الدراسة أن نماذج تقدير الخطر الزلزالي تشبه النظارات، حيث يوجد نظارة للرؤية القريبة، وأخرى للرؤية البعيدة، ولا يمكن لنوع واحد أن يؤدي الغرضين معا.
وبعد مقارنة التوقعات مع تسجيلات حقيقية لزلازل وقعت في المنطقة، أظهروا أن نموذج معدل لتقدير الخطر الزلزالي يعرف باسم (ASK14) يعمل بكفاءة عند المواقع القريبة من مصدر الزلزال (حتى 50 كيلومترا)، تماما كنظارة القراءة التي تعطي صورة واضحة عن الأشياء القريبة.
بينما أثبت النموذج المعدل (ASB14) دقة أعلى عند المسافات الأبعد من 50 كيلومترا، مثل نظارة الرؤية البعيدة.

وفي المقابل، أظهر نموذج آخر (Zea06) أداءً ضعيفا، ما يجعله غير مناسب للاستخدام في شمال مصر.
وتؤكد الدراسة أن اختيار "النظارة الصحيحة" في حساب المخاطر الزلزالية يساعد على حماية المباني والبنية التحتية، ويمنح صناع القرار والمهندسين تقديرات أكثر واقعية، بعيدا عن التهويل أو التقليل من الخطر.