تنسيقية النازحين بالسودان لـ«العين الإخبارية»: سلطة بورتسودان لا تعبأ بمعاناتنا رغم جهود الهدنة
استياء شديد وخيبة أمل، شعور ينتاب السودانيين في مخيمات النزوح مرده عدم اهتمام "سلطة بورتسودان" بمعاناتهم ووقوفها حجر عثرة أمام جهود الهدنة.
الناطق الرسمي باسم التنسيقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان آدم رجّال، عرض في حديث مع "العين الإخبارية" جانبا من صورة الكارثة الإنسانية التي يحياها النازحون، منتقدا "تصاعد الخطاب العدائي من قبل قيادات الجيش السوداني وحلفائه، ضد مبادرات السلام التي تطرحها دول الرباعية"، فضلاً عن تحريضهم المتكرر لقواتهم بضرورة الاستمرار في الحرب مهما كانت كُلفتها الإنسانية.
رجّال قال: "لقد بدا لنا واضحاً في معسكرات النازحين والفارين من جحيم الحرب، أن السلطة في بورتسودان، لا تعبأ بالكارثة الإنسانية التي حلّت على السودانيين بسبب الاستمرار في الحرب".
وأضاف: "كلما توسم النازحون خيراً في الجهود الدولية والإقليمية الساعية لإرساء "هدنة" للأغراض الإنسانية، خرج عليهم جنرالات الجيش السوداني وحلفائهم في السلطة، بتصريحات تزيد من اشتعال الحريق، ثم تعصف بكل آمالٍ يدخرها النازحون بغية الخروج من هذا النفق المظلم".
ودعا المتحدث باسم التنسيقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان، المجتمع الدولي والإقليمي، لممارسة أقصى الضغوط والعقوبات لإجبار الأطراف المتشددة في "سلطة بورتسودان"، على قبول الهدنة الإنسانية التي تسمح بمرور الدواء والغذاء والمساعدات، لآلاف النازحين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في واقعٍ انسانيٍ مأساوي لم يشهده العالم من قبل.
الإغاثة قبل السياسة
وأوضح المتحدث باسم التنسيقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان، آدم رجّال، أن الأوضاع الإنسانية في معسكرات النزوح، خصوصاً دارفور، تزداد سوءاً كلما استمرت الحرب يوماً واحداً.
وأكد رجّال أن كل النازحين لم يعد يهمهم أي شيء، غير وجود هدنة حقيقية تمكنهم من الحصول على الغذاء والدواء.
وقال رجّال: "نحن في التنسيقية العامة، نؤكد على دعمنا وتأييدنا لخارطة طريق الرباعية، ونثمن كل الجهود الدولية والإقليمية الداعية لإرساء هدنة تُوقف إطلاق النار، وتُمكن المنظمات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية، من الوصول للمدنيين الذين أرهقتهم الحرب وضاعفت من معاناتهم الإنسانية".
وتساءل عن جدوى تمسك قيادات الجيش السوداني وحلفائه بشروط تعجيزية لتبرير رفضهم للهدنة، قائلا: "نحن لا نرى أي مبرر لتقديم السياسة على الإغاثة، فإن كان قادة الجيش تهمهم السيادة الوطنية، مثلما يدعون، لكان عليهم لازماً إيقاف الحرب فوراً، وقبل أن يصبح شعبهم مشرداً في معسكرات النزوح، منتظراً رحمة الغذاء من منظمات الإغاثة".
تيار إخواني ضد الهدنة
وبحسب وسائل إعلام سودانية بينها صحيفة "الراكوبة"، أشارت مصادر سياسية إلى وجود محاولات لإفشال أي هدنة إنسانية، بدعم من تيار الإخوان وقوى أخرى رافضة لوقف الحرب.
وكان وزير المالية في سلطة بورتسودان، جبريل إبراهيم المحسوب بالانتماء الفكري على جماعة الإخوان، شدد خلال زيارة له لمخيم للنازحين، على عدم وجود أي هدنة أو تفاوض مع قوات الدعم السريع، داعياً للاستمرار في الحرب حتى استعادة كل المناطق التي تسيطر عليها "الدعم السريع".
وأتت تصريحات جبريل إبراهيم متسقة تماما مع التوجه العام لقيادة الجيش السوداني الذي عبر عنه وزير الدفاع حسن كبرون، في أعقاب مناقشة مجلس الأمن والدفاع مقترح الهدنة المقدم من الرباعية الدولية، حيث أكد حينها، أن الجيش السوداني سيواصل القتال ضد قوات الدعم السريع.
وفي سياق ذي صلة، أوردت صحف محلية تصريحات لمساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، أكد خلالها على "الحسم العسكري" ضد قوات الدعم السريع وعدم التراجع عن موقف الجيش في تفكيكها، حتى في ظل مبادرات دولية لوقف الحرب، مثل مقترح "الرباعية الدولية" التي تضم والإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة.
وطبقاً لمراقبين تحدثوا سابقاً لـ"العين الإخبارية"، فإن العطا ومن خلفه تيار داخل الجيش، يتبنّى خطابًا ينسجم مع أجندة تنظيم الإخوان، الذي تمكن عبر السنوات من إعادة تثبيت نفوذه داخل المؤسسة العسكرية، وتحويلها إلى أداة سياسية تُدار بالتحكم عن بُعد لخدمة أهداف التنظيم.
أبرز مبادئ الرباعية
في موازاة ذلك، تبرز "العين الإخبارية" أهم ملامح المبادئ المشتركة لإنهاء الصراع في السودان، التي توافقت عليها دول الرباعية.
- سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ضرورية للسلام والاستقرار.
- لا يوجد حل عسكري مجد للصراع، واستمرار الوضع الراهن يسبب معاناة غير مقبولة ومخاطر على السلم والأمن.
- يجب على جميع أطراف النزاع تسهيل الوصول السريع والأمن للمساعدات الإنسانية، دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، من خلال جميع الطرق اللازمة، وحماية المدنيين، وفقاً للقانون الدولي الإنساني، والتزامهم بموجب إعلان جدة والامتناع عن الهجمات الجوية والبرية العشوائية.
- مستقبل الحكم في السودان يقرره الشعب السوداني من خلال عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية، ولا يخضع لسيطرة أي طرف متحارب.
- دعا وزراء خارجية الدول الأربع، لهدنة إنسانية لثلاثة أشهر بصفة أولية، لتمكين الدخول السريع للمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء السودان، مما يؤدي بشكل فوري إلى وقف دائم لإطلاق النار، ثم يتم إطلاق عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية وإبرامها في غضون تسعة أشهر لتلبية تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مستقلة بقيادة مدنية، تتمتع بشرعية ومسؤولية واسعة النطاق، وهو أمر حيوي لاستقرار السودان على المدى الطويل والحفاظ على مؤسسات الدولة فيه.
- إن مستقبل السودان لا يمكن أن تمليه الجماعات المتطرفة العنيفة التي تنتمي أو ترتبط بشكل موثق بجماعة الإخوان المسلمين، التي أدى نفوذها المزعزع للاستقرار إلى تأجيج العنف وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTIg جزيرة ام اند امز