سودانيون عن دعوات الإخوان للتظاهر: مسمومة وتغذي الإرهاب
خبراء يؤكدون أن دعوات التظاهر أمام قيادة الجيش هي مخطط إخواني 100% ضمن عمل الثورة المضادة للانقضاض على الانتفاضة الشعبية
تحاول جماعة الإخوان الإرهابية في السودان إرباك المشهد السياسي والتشويش على عمل الحكومة الانتقالية وتغذية الإرهاب، بإطلاق دعوات مسمومة لتسيير مظاهرات نحو قيادة الجيش بالخرطوم في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
- مذكرة لـ"السيادي السوداني" تطالب بالقصاص لضباط أعدمهم الإخوان
- تحالف نداء السودان يدعو للسلام وتطهير فساد الإخوان
ويصادف هذا اليوم الذكرى السنوية لانتفاضة "أكتوبر 1964" التي أطاحت بحكومة الجنرال إبراهيم عبود، تحت ما سموه بمليونية "تصحيح مسار الثورة".
لكن المخطط الإخواني الخبيث الذي تم نسجه بغباء يجسد تخبط هذه الجماعة الإرهابية، فضحه وعي الشارع السوداني من الوهلة الأولى بعد أن وجدوا من يقف خلف الدعوات القيادي في حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه زعيم الحركة الإسلامية السياسية الراحل حسن الترابي والمتهم بنشر الإرهاب في الصومال عمار السجاد وإخوان آخرون.
ويقود نشطاء سودانيون حالياً حملة توعوية لعدم التعاطي مع دعوات الإخوان لكونها تسعى لإجهاض الثورة والعودة إلى سدة الحكم، مشددين على ضرورة أن يلتزم الجميع بما يصدر عن تجمع المهنيين السودانيين وقوى إعلان الحرية والتغيير وعدم الالتفات لسواهما.
وفضحت الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي مخطط الفلول الإرهابية، ما دفع بعض المكونات الإخوانية للتبرؤ من دعوة الاحتجاج أمام قيادة الجيش بالخرطوم.
ومن بين تلك المكونات حزب "الترابي" المؤتمر الشعبي، إلى جانب حزب البشير "المؤتمر الوطني"، حيث صرح رئيسه إبراهيم غندور بأنه لم يوجه عضويتهم بالمشاركة في موكب 21 أكتوبر/تشرين الأول المزعوم.
بالمقابل، لا تزال جماعات إخوانية تجاهر بتأييدها هذه المخططات وتدعو للمشاركة الفاعلة فيها، ومنهم ما يسمى بـ"تيار نصرة الشريعة والقانون" الذي يقوده الإرهابي المؤيد لتنظيم داعش محمد علي الجزولي، بجانب القيادي بحزب المؤتمر الشعبي والمتهم بنشر الإرهاب بالصومال عبر حركة الشباب عمار السجاد، لكنهم سيواجهون مصير الفشل الحتمي وفق مراقبين.
ويفسر محللون تبرؤ هذه المكونات الإخوانية من الدعوات الخبيثة رغم تورطهم فيها بأنهم "يرغبون في رفع بعض الحرج عنهم حتى لا يتحملون نتيجة الفشل الحتمي لهذه المخططات، بجانب خداع الشارع السوداني ودفعه للمشاركة".
ويؤكد المحلل السياسي حسن فاروق أن دعوات التظاهر أمام قيادة الجيش هي مخطط إخواني 100%، ويأتي ضمن عمل الثورة المضادة الساعية للانقضاض على الانتفاضة الشعبية التي تمضي بثبات لتحقيق أهدافها بعد أن تم تشكيل مؤسسات السلطة الانتقالية.
وقال فاروق خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "إن المخطط الإخواني يقضي بالاحتشاد أمام قيادة الجيش في الخرطوم استغلالاً لذكرى 21 أكتوبر/تشرين الأول الخالدة في وجدان السودانيين لتوفير غطاء ومبرر لانقلاب عسكري، وصولاً لتشييع ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة ونشر الفوضى في البلاد ولكن هذا لن ينجح".
وأضاف "الشارع السوداني بوعيه استطاع أن يفضح هذا المخطط، فهو يستطيع التمييز بين دعوات الخيانة وتلك التي تأتي لدعم الإصلاح وإسناد ثورة ديسمبر".
وتابع "بالتالي أي نداء للتظاهر يصدر من جهة غير تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير لا قيمة له، ولن يجد أدنى درجة من الاستجابة".
وأشار إلى أن "الدعوات تعكس قلة حيلة جماعة الإخوان وتخبطها، ففي تقديري قد يحيي السودانيون ذكرى 21 أكتوبر/تشرين الأول بمسيرات احتفالية تجوب المدن المختلفة بتنسيق من تجمع المهنيين السودانيين، ولكن لن يكون هناك أي تحركات تلبي رغبات فلول الحركة الإسلامية السياسية الإرهابية".
وقال الصحفي والمحلل السياسي الجميل الفاضل: "إن هذه الدعوات إخوانية رغم محاولات النفي من قبل حزبي المؤتمر الشعبي والوطني، لأن هذا التنظيم باتباع منهج الخداع بإعطاء شعارات تناقض هدفه الأساسي، فقد فعلوا ذلك في الأيام الأولى لاستيلائهم على السلطة بالخدعة الشهيرة (اذهب للقصر رئيساً، وسأذهب للسجن حبيساً) بين الترابي والبشير".
وأضاف الفاضل الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" أن "هذه محاولات إخوانية لامتطاء شعارات الثورة واستغلال المناخ الثوري من أجل إرباك المشهد، وتأجيج الأوضاع من خلال حالات عنف قد تحدث أثناء الاحتجاجات، لتصوير السودان على أساس أنه غير مستقر، حتى يعدل المستثمرون الأجانب من رأيهم بالمجيء إلى البلاد".
وتابع "كل الجهات التي تتولى تنسيق العمل الثوري من تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة أكدت عدم علاقتهم بهذه الدعوات، لذلك فإنها تأتي ضمن أعمال الثورة المضادة، لكنها لن تحقق أهدافها، نسبة لحالة الوعي في الشارع السوداني الذي لن يستجيب لها مطلقاً".
وأشار إلى أن "الحملات التي يقودها فلول الإخوان من على منابر المساجد هذه الأيام على الحكومة الانتقالية، وتكفير بعض وزرائها غرضها التمهيد ليوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الذي يسعون خلاله إلى الانقضاض على الثورة، لكنهم سيفشلون فشلاً ذريعاً".
وخلال مؤتمر صحفي بالخرطوم، الثلاثاء، نفى المتحدث باسم تنسيقية قوى الحرية والتغيير وجدي صالح إصدار القوى أي دعوات للتظاهر في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، داعيا السودانيين إلى عدم الالتفات للشائعات.
وقال: "إن النظام السابق يعمل على نشر الشائعات لإجهاض الثورة السودانية".