"البرهان" يقطع طريق الإخوان في السودان
الفريق عبدالفتاح البرهان اتهم عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بقيادة البشير بالسعي لتنفيذ انقلاب عسكري للعودة من جديد إلى السلطة
اعتبر خبراء سودانيون أن تأكيدات رئيس مجلس السيادي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بعدم السماح للانقلاب على مسار المرحلة الانتقالية في البلاد، يعزز الثقة بين القوات المسلحة وقوى الثورة.
وشدد الخبراء على أن هذه التأكيدات ستقطع الطريق أمام تحركات إخوانية مرصودة للعودة إلى السلطة مجددا بانقلاب عسكري على غرار ما فعلوه قبل 3 عقود ماضية عندما قوضوا النظام الديمقراطي.
وفي مقابلة له مع التلفزيون السوداني، اتهم البرهان عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير بالسعي لتنفيذ انقلاب عسكري للعودة من جديد إلى السلطة.
وقال: "هناك ترتيبات لجمع المعلومات للقبض على الأشخاص الذين يرجون لزعزعة الفترة الانتقالية والانقلابات العسكرية، تمهيدًا لمحاكمتهم".
وأشار رئيس مجلس السيادة إلى وجود قوى سياسية، لم يسمها، تحاول خلق خلايا تابعة لها في الجيش بهدف اختراقه.
وأكد البرهان أن القوات المسلحة ملتزمة بحماية الثورة الشعبية ولن تسمح بالانقلاب على مسار الانتقال السياسي في السودان، وهو موقف ثابت.
وأشار إلى أن حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير، هو المتضرر الوحيد من انحياز القوات المسلحة للشعب "لذلك يحاولون الوقيعة وزرع بذور الفتنة.. وكل الدلائل والرسائل التي وصلتنا قالوا فيها إنهم لن يسمحوا بعبور الفترة الانتقالية دون انقلاب".
وتأتي تصريحات البرهان في وقت تشهد فيه الساحة السودانية تحركات إخوانية بائسة لزعزعة استقرار الفترة الانتقالية، مستخدمين في ذلك التظاهرات ومحاولة استمالة عناصرهم داخل الأجهزة النظامية لتنفيذ انقلاب عسكري.
ويرى المحلل السياسي شوقي عبدالعظيم أن رئيس المجلس السيادة قصد وضع رسائل في بريد جماعة الإخوان الإرهابية فحواها أن "القوات المسلحة ترصد تحركاتكم عن كثب"، فبالتالي قطع الطريق أمام محاولة انقلابية على السلطة الانتقالية.
وقال عبدالعظيم لـ"العين الإخبارية" إن الحديث المتكرر للبرهان حول التزام القوات المسلحة بحماية الثورة وحكومة الفترة الانتقالية يأتي لطمأنة الحلفاء المدنيين وقوى الثورة، وهو ما من شأنه تعزيز الثقة بين شركاء المرحلة الانتقالية.
وشدد على أن الجميع يدرك تماما أن نجاح الشراكة السياسية بين العسكريين والمدنيين عقب عزل البشير، يمثل الضامن الوحيد لعبور الفترة الانتقالية بسلام وتحقيق أهداف الثورة، وأن تصريحات البرهان الأخيرة تصب إيجابا في هذا الاتجاه.
وأشار المحلل السوداني إلى أن هذه الرسائل جاءت في توقيت مهم، وأن التجاذبات التي تشهدها الساحة السودانية كانت بحاجة لمثل هذه التأكيدات المطمئنة.
من جانبه، قال المحلل السياسي ماهر أبوالجوخ، إن تأكيدات البرهان حول عدم سماحهم بالانقلاب على الحكومة الانتقالية تأتي في سياق التزام القوات المسلحة بانحيازها للثورة الشعبية وحمايتها لتحقيق التحول الديمقراطي المنشود.
وأشار أبوالجوخ في حديث مع "العين الإخبارية" إلى أن صدور هذا الحديث من الفريق أول البرهان وهو القائد الأعلى للجيش، سيعزز الثقة بين أطراف السلطة الانتقالية ويجب أن يتبعه بقرارات فورية تجتث كل منسوبي نظام الإخوان البائد داخل الأجهزة النظامية في البلاد.
وأضاف: "رئيس مجلس السيادة قطع الطريق أمام محاولات إخوانية للانقضاض على السلطة الحالية، حيث شهدت الساحة السودانية الفترة القليلة الماضية تحركات من قبل أنصار الرئيس المعزول لتنفيذ انقلاب عسكري".
ونوه إلى أن "تحركات عناصر الإخوان دفعت شركاء الفترة الانتقالية العسكريين والمدنيين لمزيد من التماسك وإعادة ترتيب أنفسهم، إذ أعدوا مصفوفة لإنفاذ مهام المرحلة وأعادوا تشكيل الآلية الاقتصادية للخروج من الضائقة".
ورأى ماهر أبو الجوخ أن رسائل البرهان، يجب أن تتبعها قرارات فورية باجتثاث عناصر الحركة الإسلامية السياسية داخل القوات النظامية لضمان عبور المرحلة الانتقالية بسلام، ولكن التساهل في ذلك ستكون نتيجته الحتمية الفوضى والخراب.