أين يستقر بوتفليقة عقب الاستقالة.. الجزائر أم سويسرا؟
إذاعة فرنسية قالت إن بوتفليقة لديه عدة خيارات، أبرزها سويسرا، مشيرة إلى أنه هناك عدة أسباب تجعل جنيف الاختيار الأول للرئيس المستقيل.
أثارت وسائل إعلام فرنسية عدة تكهنات حول مقر إقامة الرئيس الجزائري المستقيل، عبدالعزيز بوتفليقة، متساءلة أين سيقضي المتبقي من حياته.. داخل بلاده أم يستكمل رحلة العلاج في الخارج؟
وبعد عدة أسابيع من مظاهرات شعبية حاشدة في الجزائر، شهدت تقديم بوتفليقة استقالته في 2 أبريل/نيسان الجاري، من المقرر أن يجتمع البرلمان، الثلاثاء، لتسمية الرئيس الجديد للمرحلة الانتقالية.
وتحت عنوان "بعد الاستقالة هل سيقيم عبدالعزيز بوتفليقة في سويسرا؟"، كشفت إذاعة "يورب 1" الفرنسية في تحيق استقصائي، أن بوتفليقة، الذي استقال بعد 20 عاماً من السلطة، لديه عدة خيارات لقضاء حياته، أبرزها سويسرا، مشيرة إلى أنه هناك عدة أسباب تجعل جنيف الاختيار الأول لبوتفليقة.
- صحيفة سويسرية: بوتفليقة يعاني مشاكل بالتنفس والأعصاب
- مستشفى بوتفليقة بجنيف يشكو من مظاهرات ومكالمات مزعجة
العلاج في مستشفى
ذكرت "يورب 1" أنه وفقاً لعدة مصادر مقربة من بوتفليقة، فإن بوتفليقة سيعود إلى جنيف؛ حيث يثق كثيراً في طبيبه الذي يباشر علاجه منذ سنوات؛ حيث كان الرئيس المستقيل بتلقى العلاج بالمستشفى الجامعي في جنيف قبل إعلانه للترشح لولاية خامسة منذ 24 فبراير/شباط حتى 9 مارس/آذار الماضيين.
وتداولت وسائل إعلام حينها تقارير حول هشاشة الوضع الصحي لبوتفليقة، ووضعه تحت الأجهزة بالعناية المركزة في جنيف.
وأشارت التقارير إلى أن حياة بوتفليقة الصحية مهددة بشكل مستمر جراء خلل في نظام الأعصاب لديه، فيما أفادت صحيفة "لاتريبين دو جنيف" السويسرية بأن بوتفليقة دخل المستشفى الجامعي بجنيف باسم وهوية مستعارة للحفاظ على خصوصيته.
السرية والخصوصية
من بين الأسباب التي تدفع بوتفليقة للعودة مرة أخرى إلى جنيف، هو المناخ العام الصحي في سويسرا، للحفاظ على الحياة الخاصة بعيداً عن وسائل الإعلام الصاخبة كما هو الحال في فرنسا وإيطاليا.
الخصوصية والحماية تدفع الأثرياء ونجوم السينما والقادة السياسيين خاصة في أفريقيا الذين لا يريدون الكشف عن هويتهم، الذهاب إلى سويسرا، بحسب الإذاعة الفرنسية.
من جانبه، قال جون زيجلر، أحد المقربين بوتفليقة، إنه "من الممكن جداً أن يعود بوتفليقة إلى جنيف، لكونه يعاني من مشاكل صحية، كما سيتمتع بالسرية والخصوصية، خاصة أن إقامته السابقة سارت على ما يرام".
وأضاف زيجلر وهو سويسري خبير في التغذية وأزمات الغذاء أن "جنيف أرض مثالية لأن هناك تتمتع بخصوصية في الحفاظ على سرية الحياة الخاصة".
غرام منذ السبعينيات
بجانب الشعور بالخصوصية، فإن بوتفليقة مغرم بسويسرا، منذ نهاية السبعينيات، وتشير التقارير إلى أن بوتفليقة لم يتردد على سويسرا خلال السنوات الأخيرة للعلاج فحسب، إنما عاش هناك قرابة عقد من الزمان قبل توليه الرئاسة، بعد وفاة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين عام 1978، بعدما كان وزيراً للخارجية وتم إقصائه، إثر اتهامه في قضايا فساد، واختار جنيف آنذاك منفى له".
واعتبرت المعارضة الجزائرية، آنذاك، أن بوتفليقة اختار جنيف، لكونه يملك حسابات مالية في هذا البلد.
قصر برنييه
بدوره، قال مؤسس مسجد جنيف، حافظ ورديري وأحد المقربين من بوتفليقة: "كثيراً ما سمعت من بوتفليقة أنه يشعر بالسعادة بمجرد وجوده في جنيف".
وأضاف: "في كل مرة تحدثنا عما يجري في العالم العربي يكرر بوتفليقة أنه يتمنى أن تكون بلاده مثل سويسرا".
وأكد ورديري أن: "بوتفليقة سينهي أيامه في جنيف في قصر برنييه، الذي اشتراه عام 2008 بنحو 30 مليون فرنك سويسري، على أرض مساحتها 35 ألف متر مربع ببوابات كبيرة وتحيطه أسوار عالية، الأمر الذي كان يزعجه لأن هذه الأسوار تخفي بحيرة جنيف عن الرؤية".
كما يقع القصر على بضع خطوات من مطار صغير، وبالقرب من مستشفى جنيف الجامعي، كما أن عشيرة بوتفليقة معتادين على قضاء عطلاتهم في هذا القصر منذ نحو عشر سنوات.