طارق رمضان.. "ندبة" تطيح بقلاع الإنكار
منعرج خطير بالنسبة لـ"واعظ منافق" يضع رمضان مباشرة على قاب قوسين من إدانة يقول محللون فرنسيون إنها ستشكل نقطة ارتكاز بمسار الرجل.
ندبة في مكان حساس من جسد طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، قلبت مسار الأحداث رأسا على عقب، وجعلت قاضي التحقيق بالعاصمة الفرنسية باريس يوجه تهمة "الاغتصاب" لرمضان ويأمر بحبسه.
منعرج خطير بالنسبة لـ"واعظ منافق" كما وصفته الكاتبة الفرنسية كارولين فورست، في كتابها "الأخ طارق.. الخطاب والاستراتيجية والطريقة لطارق رمضان"، يضع رمضان مباشرة على قاب قوسين من إدانة يقول محللون فرنسيون إنها ستشكل نقطة ارتكاز بمسار الرجل.
"ندبة" بمسار حفيد البنا
الصحف الفرنسية التي تتابع قضية رمضان باهتمام خاص، ركزت في معظمها على الندبة التي أطاحت بحفيد حسن البنا، مستعرضة شهادة سيدة فرنسية في الأربعين من عمرها، تقدمت بشكوى ضد رمضان تتهمه فيها بالاغتصاب والعنف.
السيدة التي رفضت الكشف عن هويتها، أطلق عليها الإعلام الفرنسي اسم "كريستيل"، كشفت عن وجود ندبة في مكان حساس من جسد رمضان؛ ما طرح تساؤلات جوهرية عن كيفية علم السيدة بندبة مماثلة مع أن رمضان ادّعى أن لقاءه بها لم يتجاوز الـ20 إلى 30 دقيقة.
حجة دامغة بالنسبة للمحققين الفرنسيين الذين واجهوا رمضان بما كشفت عنه كريستيل، وسألوه كيف يمكن لسيدة لم تلتقِها لأكثر من نصف ساعة أن تعرف بندبة مماثلة، غير أن الأخير اكتفى بالقول: "لا أعرف كيف عرفت".
إجابة صنعت منعرجا بمسار التحقيقات، وندبة شكلت منعرجا بمسار رمضان؛ حيث وجّه له قضاة التحقيق تهمة الاغتصاب، وأمروا بحبسه؛ ما يعني أن الرجل يتحضر لمحاكمة يمكن أن تطيح بجميع قلاعه، وتضعه أمام حجج ضحاياه الدامغة.
إذاعة فرنسا الدولية (إر إف إيه)، نشرت عبر موقعها مقالا بعنوان: "طارق رمضان.. سقوط وجه إسلامي كان مؤثرا بفرنسا"، فيما سلطت مجمل الصحف ووسائل الإعلام الضوء على الندبة التي أطاحت برمضان، مستعرضة تفاصيل شهادة الضحية بهذا الشأن.
تهديد وترهيب
صحيفة "لوبوان" الفرنسية، نشرت مقالا بعنوان "كيف يسكت طارق رمضان ضحاياه والمسلمين المعتدلين؟"، استعرضت فيه أساليب يستخدمها حفيد البنا في تهديد وترويع ضحاياه وجميع من لا يساند موقفه من المفكرين الإسلاميين المعتدلين حول العالم.
ضحية أخرى أعلنت تعرضها للاغتصاب من قبل رمضان، غير أنها لا تزال حتى الآن مترددة في التعاون مع المحققين وتقديم شكوى رسمية، قالت إنه حتى عقب الشكاوى التي تقدمت بها كل من الفرنسية من أصول تونسية هند العياري وكريستيل، نهاية 2017، ضد رمضان، إلا أن الأخير اتصل بها في مناسبتين لتحذيرها.
ونقلت الصحيفة عن الضحية قولها: "لا يوجد غير التهديد والترهيب، بل إن رمضان بإمكانه فبركة رسائل وخطابات باسم محامين يعلمونني بتقديم شكوى ضدي، ويزعمون أنه سيكون عليَّ دفع ثروة لتعويض الأضرار حال توجهت للقضاء"، مشيرة إلى أن هؤلاء المحامين يقولون إنهم يتخذون من باريس أو بروكسل أو جنيف مقرات لهم، في حين أنهم غير موجودين أصلا".
رمضان بإمكانه أيضا الاعتماد على كتيبة إلكترونية تؤمن له شتم وثلب ضحاياه، واستنباط مزاعم بهدف خلق ثغرات تقود نحو التشكيك في روايات الضحايا، واستحضار نظرية المؤامرة التي يتشبث بها أمام المحققين لتبرير الاتهامات الموجّهة إليه.
مؤامرة موهومة كشف عنها الإعلام الفرنسي وحتى السويسري، باستعراضه، العام الماضي، شهادات 4 نساء قلن إنهن تعرضن للاغتصاب من قبل رمضان حين كان يعمل أستاذا للغة الفرنسية بمعهد ثانوي بسويسرا، وغيرهن ممن لجأنَ إلى مواقع التواصل لكشف حقيقة رمضان، ومعظمهن كُن تلميذات عنده، أو توجهن إليه بغرض الحصول على استشارة دينية.
غير أن الكثير من تلك الأصوات خمدت تحت وطأة حملة الترهيب والتهديد التي طالت حتى المفكرين الإسلاميين المعتدلين ممن رفضوا الاصطفاف وراء رمضان في "محنته".
"لو بوان" نقلت عن الباحث محمد شريف فرجاني، تعقيبه حول الجزئية الأخيرة بالقول: "الشتائم؟ لا أكلف نفسي حتى قراءتها".
مد وجزر في قضية تستقطب اهتماما عالميا لافتا، في وقت تتجه فيه الأنظار حاليا نحو محاكمة يرجح مراقبون بأنها ستكون منعطفا حاسما في تعامل الرأي العام الدولي مع أمثال رمضان ممن يقدمون للعالم نسخة مشوهة عن المفكرين الإسلاميين.
aXA6IDMuMTQ0LjI0OS42MyA= جزيرة ام اند امز