تضيع الكلمات بين السطور، ويعجز اللسان عن وصف قيمة المعلم، فلا شيء يفي المعلم حقه وقدره لا عبارات الثناء ولا المدح
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، عبارة تدلّ على أهمية المعلم ونبل رسالته، فهو مربي الأجيال التي تحمل راية المستقبل، وهو المقاتل في ميادين التربية كالجندي المقاتل في ميادين القتال.
اهتمت الإمارات وقيادتها بالمعلم والتعليم عبر الالتزام بمعايير التميز للتحليق بعيداً بقطاع التعليم، وقد تمت ترجمة ذلك من خلال حرصها على الارتقاء بمكانة المعلمين وتهيئة الظروف المناسبة لهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وإطلاق مبادرات تخصُّ وتستهدف المعلم كـ"منتدى قدوة" الذي اختتمت فعالياته مؤخراً
فلا يمكننا التزود بالعلم من غير المعلم، فهو ربان السفينة ومن يضع حجر الأساس لتطور الشعوب ثقافياً وفكرياً وعلمياً واجتماعياً، ولو وقفنا مع أنفسنا في جلسة تأمل فيما يقدمه المعلم من جهد وعمل، لأدركنا قيمة المعلم في المجتمع وعظمة الدور الذي يقوم به، فهو يرعى ويغذي الطلاب من تجاربه وعلومه، لتحصد المجتمعات هذه الثمرة التي تنتج لنا أجيالاً بينها الوزير والعالِم والمهندس والقاضي، وغيرهم الكثير الذين أصبحوا اليوم نماذج يُشار إليها بالبنان في المجتمع، والفضل يعود دون شك إلى المربي العظيم صاحب الرسالة النبيلة، ألا وهو المعلم.
المعلم هو العَلَم الأكثر لمعاناً في عالم العلم والمعرفة، منير الحياة القاضي على الظلام والجهل حاملاً على كاهله أسمى رسالة هي العلم والتعليم، التي تسهم في بناء الأمجاد وصناعة الحضارة، وهو من حرص على تنمية عقولنا وتهذيب أخلاقنا، فوجب علينا تكريمه، وما احتفال العالم أجمع بيوم المعلم إلا جزء بسيط من التكريم له والاحتفاء به، وهذا أقل ما يمكن لنا تقديمه له.
تضيع الكلمات بين السطور، ويعجز اللسان عن وصف قيمة المعلم، فلا شيء يفي المعلم حقه وقدره لا عبارات الثناء ولا المدح، ولرد الجميل لهذه الشخصية العظيمة علينا أن نقدِّرها ونطبِّق كل ما تعلمناه منها لنفيد المجتمع والبشرية كافة.
إن الدين الإسلامي الحنيف يقدّر العلم والعلماء، كما يحثّنا على طلب العلم وفضل العلماء قال صلى الله عليه وسلم ضمن حديث طويل ( إن العلماء ورثة الأنبياء)، ونستدلُّ من الحديث الشريف أن الدين الإسلامي أعطى المعلم مكانة كبيرة وجعل له فضلاً على الناس .
تعدُّ اليابان من النماذج الرائعة للدول التي تقدّر المعلم، فالمعلم هناك يحظى بمكانة كبيرة ومرموقة وتقدير، فعندما يدخل المعلم إلى الفصل يقف الطلاب مرددين عبارة "يا معلمنا نرجو أن تتفضل علينا وتعلمنا)، هنا رجاء يدلّ على الاحترام وهيبة المعلم، هذا الاحترام يزرعه اليابانيون في أبنائهم منذ نعومة أظافرهم فللمعلم مكانته في المجتمع الياباني، حيث مُنح راتب الوزير وحصانة الدبلوماسي وتقدير الإمبراطور، هكذا يُكرَّم المعلم في اليابان لذلك نرى اليابان في مقدمة الدول.
وهنا، اهتمت دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها بالمعلم والتعليم، بإضفاء معايير التميز للتحليق بعيداً بقطاع التعليم وتُرجِم ذلك من خلال حرصها على دور المعلمين وتهيئة الظروف المناسبة لهم وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وإطلاق مبادرات تخصُّ وتستهدف المعلم كـ"منتدى قدوة" الذي اُختتِمت فعالياته مؤخراً، وهذه رسالة بأن قيادة الإمارات تكنّ كل تقدير واحترام لجميع المعلمين، وأن جهودهم مُقدَّرة وأن الدولة لن تبخل عليهم بأي خطوة تكون سبباً في دفعهم إلى المزيد من الابداع والتميز.
هنا يشرّفني أن أخاطب مربي الأجيال، لأقول له: يامن تقوم بإعداد الأجيال وتربية أمة المستقبل لينهضوا بالحضارة ويحملوا الرسالة، تذكَّر دائماً أنك الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع، وأن ما تحققه الأمم والأوطان بفضل ما قدمته من جهد وعلم.
إن المعلم في عينـي وفي نظـري * نورٌ به يهتدي من كان حيـراناَ
لولا " المعلم " ما كانت حضارتنا * تزداد شأواً وتسمو في الدُنا شانا
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة