ما زال الإعلام القطري يرفض الاعتراف بخطئه أو سماع النُصح من الغير، لا زال العديد من رموز هذا الإعلام يخرجون علينا ليخدعوا متابعيهم بأن قطر ونظامها مظلومون وأن هناك من يكيد المؤامرات عليهم حقدا وحسدا
بعد أكثر من 45 يوما من التصريحات المثيرة للجدل التي صدرت عن تميم، الذي تحولّت شخصيته إلى مقالب كرتونية وإلى قضية تبيّن للجميع حجم الخيانة القطرية ودعمها للإرهاب وتآمرها السافر على دول الجوار، لقد أثبتت الوثائق بما لا يدع مجالا للشك إدانة النظام القطري في التآمر ضد أمن واستقرار المنطقة، وتوافقها التام مع إيران والذي كان بمثابة الجسر الذي عبر من خلاله نظام طهران للوصول لأهدافهما معاً، وساندت قطر رفيقتها مادياً ومعنويا في إعلانها حرباً ضروسا على السلام والإنسانية.
لست بصدد الحديث عن إيران أو تركيا فكلاهما يحمل تاريخاً أسوداً ومريضاً مع اختلاف في الأدوار والمُسميّات، ولن أخوض في الحديث عن أدوارهما الجديدة في العبث بأمن الخليج، لكنني أُشفق على الشقيق الذي يدّعي زوراً وبهتاناً أنه يحمل الدم الخليجي والصِبغة الوطنية والحمية العربية، أُشفق على الجار الذي كان يُطفئ عود الثِقاب ليواري سوأته عن الآخرين، أُداري خاطر رفيقة اجتماعات مجلس التعاون التي أدارت النقاش ولملمت الجراح معنا، وتأتي اليوم لتنتقص من قيمة الأشقاء!
ما زال الإعلام القطري يرفض الاعتراف بخطئه أو سماع النُصح من الغير، لا زال العديد من رموز هذا الإعلام يخرجون علينا ليخدعوا متابعيهم بأن قطر ونظامها مظلومون، وأن هناك من يكيد المؤامرات عليهم حقدا وحسدا، وأستغرب حقاً من تجييش الآلة الإعلامية لصالحهم في الكذب بهدف التسريع من خطوات اللهث خلف سراب تبرئة ساحتهم من تهمة دعم الإرهاب وتمويله.
ما زال الإعلام القطري يرفض الاعتراف بخطئه أو سماع النُصح من الغير، لا زال العديد من رموز هذا الإعلام يخرجون علينا ليخدعوا متابعيهم بأن قطر ونظامها مظلومون وأن هناك من يكيد المؤامرات عليهم حقدا وحسدا
هذا التجييش هيّج الغرائز العدوانية لُصنّاع الإرهاب، وهم الذين وظّفوا أكبر الطاقات لإسقاط كل نظام يقف في وجههم من خلال الجيوش الإلكترونية التي سخرتها قطر للرد السافر والبذيء على الآخرين دون وجه حق، في حين أن العالم الواعي مُدرك تماما أن قطر جزء من التطرف، وتُمارسه لإسقاط دور المملكة والإمارات ومصر في حفظهم للأمن الإقليمي والخليجي في المنطقة، ووجود القواعد التركية والإيرانية في قطر وتوافدها دفعات تلو الأخرى ربما يظنها البعض استفزازا سُيثير حفيظة دول المُقاطعة بحجج انعدام الأمن، لكن الواقع أن هذا الانعدام ينحصر وجوده في تلك البقعة التي آثرت الانعزال عن شقيقاتها وانفراد الذئب بها يجعلها لُقمة سائغة له، وربما وجدت قطر أن هذا الوجود العسكري ذريعة لها للتغطية على أخطائها ودعمها في تبرير أنها لم تكن لوحدها.
انفرط العقد يا قطر واكتفيتِ بهم، وستجثين على رُكبتيك تطلبين العفو ولن تجديه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة