غرفة باشاغا الأمنية.. سلاح إزاحة السراج واختطاف طرابلس
يسعى وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، لتقديم نفسه على أنه زعيم لليبيا، آملا أن يصبح رئيسًا للحكومة المقبلة.
خطوات حثيثة، حسب مراقبين، يخطوها باشاغا لتحقيق أغراضه، ولتمكين ميليشياته من العاصمة الليبية عسكريًا وأمنيًا، كان آخرها الاستعانة بإحدى الشركات الأمنية الشهيرة في لندن، لإنشاء ما يسمى بالغرفة الأمنية العليا.
مشاركة أجنبية
دشن باشاغا، اليوم الاثنين، حفلا لإطلاق "الغرفة الأمنية العليا"، بالتعاون مع شركة "روز بارتنرز" البريطانية، مدعيًا أنه سيحقق أمن ليبيا، لكنه لم يكشف كيف أن هذا المشروع الذي جاء بمشاركة أجنبية سيحقق تلك الغاية.
يتكون مجلس إدارة شركة "روز" من منتسبي وقادة القوات الخاصة البريطانية السابقين، وكذلك وحدة المظليين الثانية والثالثة للجيش البريطاني والشرطة البريطانية اسكتلانديارد.
كما أن مدير وحدة التدريب في الشركة هو آمر قيادة مكافحة الإرهاب البريطانية السابق (2019) في وزارة الداخلية البريطانية.
مشروع غامض
تفاصيل قليلة حول مشروع قال عنه وزير داخلية السراج، إنه سيبني الثقة لدى الشعب في مهنية وأخلاقيات العمل الأمني في ليبيا، إلا أن شركة "روز بارتنزز"، أفصحت بعض المعلومات عن المشروع الغامض، مشيرة إلى أنه يمكن الوزير من ممارسة مهام الحوكمة بالنيابة عن حكومة الوفاق ومحاسبة كافة مكونات الوزارة.
وأكدت أن إنشاء غرف أمنية في المناطق التابعة لوزارة الداخلية، يسهل التواصل بين كافة مكونات الوزارة والعمل في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة.
السيطرة على طرابلس
ورغم أن المعلومات التي أفصحت عنها الشركة البريطانية قليلة، لم توضح طريقة عمل هذه الغرفة، إلا أنها كشفت عن خطة وزير الداخلية في حكومة الوفاق غير الشرعية، للسيطرة على العاصمة الليبية عسكريًا وأمنيًا، عبر إحكام قبضته على كل مفاصل العاصمة.
وبحسب مراقبين، فإن المشروع الأمني، يهدف إلى مراقبة تحركات قادة الميليشيات المسلحة في طرابلس، في إطار حرب تكسير العظام التي بدأت رحاها قبل أشهر بين فايز السراج ووزير داخليته.
وأكد المراقبون، أن الغرفة الأمنية سيستعين بها فتحي باشاغا في عملية "صيد الأفاعي" التي يعتزم القيام بها في غرب ليبيا، وأثارت خلافات مع وزارة الدفاع بحكومة السراج وبعض الميليشيات التابعة لها.
وأشاروا إلى أن باشاغا يحاول السيطرة على تصرفات عناصر الميليشيات المسلحة (من قتل ونهب وترويع للآمنين) التي ضاق المواطنون في غرب ليبيا ذرعًا بها.
خلافات الميليشيات
كان وزير الداخلية فتحي باشاغا، أعلن قبل أيام، عن عملية عسكرية أسماها "صيد الأفاعي"، مشيرًا إلى أنها ستستهدف الجريمة المنظمة ومهربي البشر والوقود وتجار المخدرات، على أن تكون تحت إشراف وزارته وبالتعاون مع المنطقة العسكرية الغربية والمنطقة العسكرية طرابلس.
إلا أن وزارة دفاع السراج تبرأت من العملية وقالت في بيان لاحق، إن "وزارة الدفاع وآمر المنطقة العسكرية الغربية، إضافة لآمر المنطقة العسكرية طرابلس، أكدوا عدم اطلاعهم أو التنسيق المُسبق معهم بخصوص ما يطلق عليه عملية صيد الأفاعي".
وتوشك العاصمة الليبية أن تقع مجددًا فريسة حرب الميليشيات التي تحاول السيطرة عليها، بعد أن باتت الأرتال العسكرية والعربات المسلحة التي حركتها "داخلية الوفاق" من مدينة العجيلات، للإعداد والمشاركة في "صيد الأفاعي"، على أبواب طرابلس.