تفاح سبيبة.. الثمار «الذهبية» تنعش خريف أسواق تونس

"عاصمة التفاح"؛ هكذا يطلق على بلدة سبيبة بولاية القصرين في وسط غربي تونس، حيث يتحول خريفها كل عام إلى موسم نابض بالحياة، تنشط فيه الأسواق مع انطلاق جني ثمار التفاح.
وتفاح سبيبة هو تفاح معروف بجودته العالية ومذاقه المميز. وتتميز سبيبة بإنتاج كميات وفيرة من التفاح عالي الجودة، وهو ما يساهم في تعزيز مكانة محافظة القصرين كأول ولاية في إنتاج التفاح على مستوى البلاد.
وفي كل أنحاء المنطقة المحاطة بالجبال، ترى الناس منهمكين في جني التفاح ووضعه في الصناديق أو نقله، أو تخزينه.
وفي الستينيات من القرن الماضي، أقرت الخارطة الفلاحية، التي ضبطتها الدولة، أن سبيبة منطقة لإنتاج التفاح، وذلك إثر بحوث وتحاليل، باعتبار ساعات برودة الطقس بالمنطقة، وتوفر الماء العذب والتربة الغنية. وانطلقت مندوبية الفلاحة بالمنطقة (حكومية) في غراسة نوعين من التفاح؛ ريتشارد وغولدن.
- رُمّان «تستور» التونسية.. فاكهة العملة الصعبة
- زراعة العنب في تونس.. إنتاج يتراجع على وقع التغيرات المناخية
وتنتج سبيبة وحدها 60% من المحصول على مساحة 8 آلاف هكتار ونحو 3 ملايين شجرة. ويوفر القطاع الواعد أكثر من 600 ألف يوم عمل في السنة.
وقال رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية (حكومية) بالقصرين، عمر السعداوي لـ"العين الإخبارية" إن محاصيل التفاح بمحافظة القصرين تقدر بنحو 62 ألف طن، مقابل 50 ألف طن الموسم الماضي.
ووصف السعداوي الموسم الحالي بالطيب من حيث الكمية والجودة بفضل كميات الأمطار الهامة رغم ما تسببت فيه من رطوبة أثرت على تلقيح الأزهار”، موضحا أنّ تحكم المزارعين المداواة ساعد على إنجاح الموسم.
وقال إن الصعوبات التي يواجهها القطاع، تتمثل في تقادم الشبكات السقوية، وتهرم الغراسات ببلدة سبيبة، وقد شرعت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، في إعادة تهيئة المنطقة السقوية.
من جهة أخرى، قال بلقاسم العويديدي صاحب ضيعة تفاح ببلدة سبيبة لـ"العين الإخبارية" إن محاصيل التفاح لهذا الموسم وفيرة داعيا إلى مزيد اهتمام سلطات الإشراف للترويج للإنتاج.
وأكد أن عملية قطاف التفاح تسبقها عدة مراحل، ففي الشتاء نبدأ الحراثة وتزويد الشجرة بالأسمدة العضوية، ثم سقيها، ثم نعيد التسميد، ونرويها كل يوم، وفق نظام التقطير.
وأشار إلى أن لجني التفاح حركة اجتماعية واقتصادية مهمة جداً في الجهة، حيث يوفر موارد رزق كبيرة.