إضراب عام يشل قطاع الفوسفات في تونس.. ثروة طبيعية في مهب الريح
تراهن السلطات التونسية على قطاع الفوسفات، وعلى رفع الإنتاج إلى نحو 5 ملايين طن خلال 2024 مقارنة بـ3.2 مليون طن في 2023.
وعلى الرغم من محاولات السلطات في البلاد لإنقاذ هذا القطاع المأزوم، توقف الإنتاج اليوم الأربعاء، بكامل وحدات شركة "فوسفات قفصة" الحكومية والإدارات المركزية للمؤسسة.
ويأتي هذا الإضراب استجابة للإضراب العام الذي دعت إليه الرابطة العامة للمناجم التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمالية) بشأن مطالب مهنية ومادية للعمال بقطاع الفوسفات في تونس.
وشهدت وحدات العمل والإنتاج التابعة لشركة فوسفات قفصة بما في ذلك الإدارات المركزية بالعاصمة والجهوية بقفصة (جنوب غربي) وقابس (جنوب شرقي)، الأربعاء، شللا تاما بسبب إضراب عام عن العمل ينفذه عمال وكوادر الشركة.
وأكّد يحيى الأكحل كاتب عام الفرع الجامعي للمناجم بقفصة (نقابة) أن "الإضراب يأتي على خلفية جملة من المطالب السابقة، وليست جديدة والمتفق عليها وممضاة من جميع الأطراف المتداخلة".
- قفزة بصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا.. 20% ارتفاعا في 2024
- مصر تسدد 38.7 مليار دولار من الديون المستحقة عليها في 2024
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن هذا الإضراب يأتي احتجاجاً على مماطلة الإدارة العامة للشركة لمطالب النقابة المتمثلة في تطبيق القانون الأساسي، وإدماج زيادات الأجور، وصرف المنح الإنتاجية والحصول على القروض الاجتماعية، فضلاً عن توفير المعدات اللازمة".
وأفاد بأن الإضراب وسيلة وليس غاية لقبول مطالب العمال.
من جانبها، عبرت شركة فوسفات قفصة في بيان لها الثلاثاء عن استعدادها لاستئناف التفاوض من أجل إيجاد حلول للإشكاليات المطروحة حفاظا على السلم الاجتماعي بالشركة.
وكان الفوسفات مصدراً للعملة الصعبة التي تضخ في ميزانية تونس، لكن منذ 2011 انخفض الإنتاج وانعكس ذلك سلباً على موارد الدولة.
ويعود سبب التراجع أساساً إلى توقف عمليات استخراج الفوسفات في منطقة الحوض المنجمي؛ بسبب الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بالتشغيل وعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بهذا القطاع.
وكانت تونس إحدى أكبر المنتجين في العالم للفوسفات الذي يُستخدم لتصنيع المخصبات الزراعية (الأسمدة)، وتصدر لقرابة 20 سوقا، ما جعلها تحتل في بعض الفترات المركز الثاني عالمياً، لكن حصتها في السوق هبطت بعد 2011.
وتعد منطقة الحوض بمحافظة "قفصة" جنوب البلاد مصدر إنتاج الفوسفات بتونس، وتتشكل من أربعة مراكز أساسية وهي "المتلوي" و"الرديف" و"أم العرايس" و"المظيلة".
وكان مستوى الإنتاج كبيراً ما قبل فترة 2011، وحتى عام 2010 بلغ الإنتاج 8.2 مليون طن، وهو رقم كبير مقارنة بما يُنتج الآن، إذ بحسب أحدث المعلومات المرتبطة بعام 2022 لا يتجاوز الإنتاج أربعة ملايين طن.
وفي مايو/أيار 2022، استأنفت تونس تصدير الفوسفات لأول مرة منذ 11 عاماً، إلى البرازيل وتركيا وباكستان وإندونيسيا وفرنسا.