مأساة إنسانية.. أردوغان يحرم امرأة تركية من رضيعتها
تتكشف في تركيا بين الحين والآخر انتهاكات جسيمة يرتكبها نظام أردوغان بشأن حقوق الإنسان والحريات حتى وصلت للأطفال الرضع.
وفي إطار تلك الانتهاكات اعتقلت السلطات التركية رجلا وزوجته بتهمة الانتماء لجماعة الداعية التركي المقيم في واشنطن فتح الله غولن، المتهم من قبل أنقرة بتدبير مسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد صيف العام 2016.
هذا الاعتقال غير الإنساني اضطر الوالدين بسببه لترك رضيعتهما التي تبلغ من العمر 22 شهرًا لدى جدتها لرعايتها.
وبحسب ما ذكره الموقع الإخباري التركي "بولد ميديا"، وتابعته "العين الإخبارية"، الأربعاء، اعتقلت السلطات كلا من طوبى نور جيجك داغ وزوجها أنس جيجك داغ، بزعم الانتماء لجماعة غولن
ولفت المصدر إلى أن الزوجين كانا ضمن 66 شخصا تم اعتقالهم في 3 من ديسمبر/كانون الأول الجاري في إزمير (غرب)، بتهمة مساعدة أقارب المعتقلين المتهمين بالانتماء للجماعة نفسها، وقدموا للمحاكمة، الثلاثاء، حيث صدر قرار باعتقالهم على ذمة التحقيقات، وإيداعهما السجن.
الأم في تصريحات نقلها المصدر، قالت: "كنت في الحجر الصحي، أنا أم مرضعة لابنتي، لا أريد اصطحاب ابنتي الصغيرة إلى السجن بسبب ظروف السجن ووباء كورونا.. بصفتي أما أريد من المسؤولين أن يسمعوا صوتي”.
وتمكث الرضيعة الصغيرة حاليا مع جدها وجدتها.
- حبس أم ورضيعها صاحب الـ25 يوما في تركيا بتهمة "الانقلاب"
لا للتعذيب بالسجون
وعلى صعيد متصل، دشن نشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد التعذيب في السجون التركية، على خلفية انتشار أنباء تفيد بتعذيب طالب مفصول من الكلية الحربية بسبب مزاعم الانتماء لجماعة غولن، في أحد السجون بمدينة إسطنبول.
الطالب الذي تعرض للتعذيب، وتسبب في تدشين الحملة، يبلغ من العمر 19 عامًا، ويدعى محمد علي تاش، وكان قد تعرض للتعذيب على يد الحراس بسجن منطقة "سيليفري" بإسطنبول، حتى فقد الوعي.
وقام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإطلاق وسم معناه بالعربية "هناك تعذيب في سجن سيليفري"؛ لتسليط الضوء على الواقعة.
ولاقى الوسم تفاعلا كبيرا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم نشطاء، وفنانون مثل المطرب المعروف، آتيلا تاش، الذي نشر تغريدة أكد خلالها صحة وجود تعذيب داخل سجن سيليفري، وأنه شاهد ذلك بعينيه عندما كان معتقلا بتهمة الانتماء لغولن.
وقال تاش :"هناك تعذيب داخل سجن سيليفري. فقد اعتدى علىّ أيضا الحراس هناك، وأعتقد أنني كنت سأتعرض للتعذيب لو لم أكن شخصية معروفة للرأي العام.. شهرتي هي التي منعتهم من تعذيبي".
وأكد تاش أن "الحراس في سجن سيليفري لا يعرفون القانون ولا يلتزمون بأي معيار في التعامل مع المتهمين، بغض النظر عن ثبوت التهمة بحقهم أو عدمه قانونيٍّا، ففي السجن المذكور كل شيء مباح، وفي أي لحظة. ذلك المكان أشبه بجهنم".
وكانت المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان في تركيا، كشفت عبر تقارير موثقة سابقة عن انتهاكات حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان، لا سيما بعد مسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد صيف العام 2016.
وفي هذه النقطة صدر تقرير عن وزارة الخارجية الأمريكية، في مارس/آذار الماضي، سلط الضوء على أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، خلال العام 2018.
معدو التقرير أكدوا أن السلطات التركية تورطت في جرائم اختفاء قسري ومحاولات اختطاف، ورصدت اختفاء 28 شخصًا قسريًا.