زعيم المعارضة التركية لأردوغان: ماذا ستجني من سجن الصحفيين والمثقفين؟
رئيس حزب الشعب الجمهوري يقول إن "العاملين في النظام القضائي التركي هم أكثر مَن يلحقون الأضرار بالعدالة، وذلك على عكس ما ينبغي أن يكون".
قال كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعم المعارضة التركية، اليوم الثلاثاء، موجهًا حديثه للرئيس رجب طيب أردوغان "ماذا ستجني من وراء سجن الصحفيين والمثقفين؟".
جاء ذلك في كلمة ألقاها المعارض التركي، خلال اجتماعه بالكتلة النيابية لحزبه في البرلمان، التي جدد فيها هجومه على أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية؛ على خلفية الأوضاع المتردية التي وصلت لها البلاد في كل المجالات لا سيما الاقتصادي منها.
وبحسب وسائل إعلام محلية تطرق كليجدار أوغلو في حديثه أيضًا إلى تأييد محكمة الاستئناف حكم سجن 14 من صحفيي وإداريي صحيفة "جمهورييت" المعارضة، واصفًا الأمر بـ"المخجل".
وتابع قائلًا: هل في الزج بالصحفيين والمثقفين في السجون فائدة تذكر إلا الإضرار بتركيا وقيمتها؟
وأضاف موجهًا كلامه لأردوغان "ماذا ستجني من وراء الزج بالصحفيين والمثقفين في السجون؟"، مضيفًا "لا أحد بعد اليوم يحدثني عن استقلالية القضاء في تركيا، فلا أحد يمكنه أن يقول إن هذا القرار يتفق مع القوانين وحقوق الإنسان".
واستطرد في السياق ذاته، قائلا "هناك صحفيون مسجونون منذ شهور ولم تكتب بعد مذكرات الادّعاء بحقهم، وهناك الكثيرون ممكن يكتبون ليل نهار ويقولون إن الديمقراطية تنزف دمًا عندنا".
وأكد أن "العاملين في النظام القضائي التركي هم أكثر من يلحقون الأضرار بالعدالة، وذلك على عكس ما ينبغي أن يكون".
وبخصوص الأوضاع الاقتصادية المتردية في تركيا أوضح زعيم المعارضة أن "هذا النظام (في إشارة لنظام أردوغان) باع المصانع، واليوم يبيع الطماطم (في إشارة لنقاط بيع الخضراوات التي أقامها الحزب الحاكم لبيعها بأسعار أقل من الحقيقية في محاولة منه لامتصاص غضب الشارع)".
ولفت إلى أن "البطالة لا يمكن التخلص منها بمجرد كلمات تقال هنا وهناك"، مضيفًا "أين وعود النظام الخاصة بالتغلب على مشكلة البطالة؟ وأين وعوده بتشغيل خريجي الجامعات وعندنا مئات آلاف الجامعيين العاطلين عن العمل؟ أين برامجهم الاقتصادية التي يتشدقون بها بين الحين والآخر من كل هذه التطورات؟"
وربط المعارض التركي بين ارتفاع معدلات البطالة وإيواء تركيا لما يقرب من 3.5 مليون سوري على أراضيها، وقال في هذا السياق "البطالة لن تحل ما دامت تجلب ملايين السوريين إلى هذا البلد".
واستطرد "كما لن تحل البطالة إذا منحت مفاتيح خزينة البلاد لصهرك (في إشارة لوزير الخزانة والمالية براءت ألبيرق صهر أردوغان)".
وذكر كذلك أن "أردوغان هو من جعل المزارعين غير منتجين، وبتنا نعتمد في طعامنا وشرابنا على الاستيراد من الخارج، فكيف لكم أن تحلوا مشكلة البطالة بمثل هذه السياسات؟".
وبيّن أن "النظام الحاكم للبلاد منذ 17 عامًا لا يعانون من هذه المشكلات، فأبناؤهم غير عاطلين عن العمل، فلا بطالة في القصر، ولا في محيطه".
وأضاف "فقط أبناء الفقراء في هذا الوطن هم من يعانون ولا يعملون، ورغم هذه عند قدوم كل استحقاق انتخابي يذهبون إلى هؤلاء الفقراء ليطلبوا منهم الدعم والأصوات".
وشدد على أنه "لم تعد هناك دولة اجتماعية في تركيا، لأن الدولة الاجتماعية تعني الوقوف إلى جانب الفقراء"، مشككًا في الأرقام الرسمية التي تصدر بخصوص الدخول السنوية لكل فرد في المجتمع "لأن الفقر يتزايد ولا نرى أثرًا لتلك الأرقام".
وعن سبل حل البطالة، أضاف كليجدار أوغلو قائلا "البطالة تحل بالعقل لا بالحماقة، تحل بالتخطيط لا بالعشوائية، والمفتاح الرئيس في مواجهة البطالة هو الإنتاج في كل القطاعات والمجالات".