طائرتان تركيتان إلى ليبيا.. شحنات موت تبعثر مسار الحل
طائرات شحن عسكري تركية تقطع الأجواء ذهابًا وإيابًا من وإلى ليبيا؛ في مسعى من أنقرة لإفشال أي محاولة لإرساء الاستقرار في البلد الأفريقي.
موقع "فلايت رادار" المتخصص في رصد حركة الطيران، كشف عن وصول طائرتين عسكريتين تركيتين إلى قاعدة الوطية غربي ليبيا التي تحتلها أنقرة، قادمتين من قاعدة عسكرية قرب العاصمة التركية.
وأكد الموقع أن الطائرة الأولى من طراز إيرباص A400-180 وهي رحلة رقم 17-0080، مشيرًا إلى أن الطائرة الثانية من طراز "TUAF 221" وتحمل رقم 15-0051، ودائما ما تحمل تلك الطائرات شحنات أسلحة.
تدريب المليشيات
وصول الطائرتين التركيتين، يأتي بعد يومين من إعلان وزارة الدفاع التركية، استمرارها في تدريب من أسمتهم بالقوات البحرية الليبية -مليشيات تتبع خفر السواحل- بقاعدة الخمس غربي ليبيا، في انتهاك واضح لقرار وقف إطلاق النار الموقع في جنيف، في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونشرت وزارة الدفاع التركية، حينها صورا لأفراد المليشيات أثناء عملية التدريب على متن الفرقاطتين التركيتين TCG GEDIZZ و TCG GÖKOVA.
وتستمر أنقرة في انتهاكاتها للقرارات الدولية بحظر توريد السلاح إلى ليبيا وتجاوزها لإرادة المجتمع الدولي التي تبلورت في مخرجات مؤتمر برلين، وهي تعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وتسريح ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.
20 ألف مرتزق
ونقلت تركيا حتى الآن أكثر من 20 ألف مرتزق سوري إلى ليبيا إضافة إلى نحو 10 آلاف متطرف من جنسيات أخرى حسبما أعلن رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف عن تظاهر عناصر من المرتزقة السوريين التابعين لفرقة الحمزة في قاعدة عسكرية تركية غربي ليبيا، أوائل الشهر الجاري، احتجاجًا على أوضاعهم وتخفيض مرتباتهم إلى ما يعادل 300 دولار أمريكي، إضافة إلى مطالب قادتهم بدفع 1000 دولار أمريكي مقابل عودتهم إلى سوريا.
وأوضح مدير المرصد السوري، أن تلك التظاهرات والتي وصل صداها إلى وسائل الإعلام، قوبلت بحملة قمع من السلطات التركية لهذه العناصر، التي يقدر عددها بنحو 7 آلاف مرتزق سوري لا يزالون في ليبيا، مشيرًا إلى أنهم وعدوا بالعودة إلى سوريا دون أن يتحقق لهم هذا الوعد.
وأشار إلى أن "أبو عمشة" أو محمد جاسم قائد ما يعرف بـ"السلطان شاه"، يُخرج مجموعات "إرهابية" من سوريا إلى ليبيا مقابل الأموال، مؤكدًا أن الأخير يستغل عمليات تبديل ونقل المرتزقة السوريين من وإلى ليبيا، ويقحم في صفوفهم إرهابيين أوروبيين، من سوريا إلى ليبيا، بحثا عن ملاذ آمن في أوروبا.
قيادات إرهابية
وكشف اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، لـ"العين الإخبارية"، في وقت سابق عن دفع تركيا بقيادات التنظيمات الإرهابية لمهاجمة المناطق المحررة، وترعى اجتماعات أمراء تنظيمي داعش و"الذئاب الرمادية" المصنفتين كمجموعات إرهابية.
ورغم التزام الجيش الليبي بتعهداته الدولية وقرار وقف إطلاق النار المنبثق عن إعلان القاهرة، إلا أن المليشيات الموالية لتركيا والمرتزقة السوريين لا يزالون يحشدون قواتهم للهجوم على تمركزات الجيش الليبي غربي سرت والجفرة.
وحذر الجيش الوطني الليبي مرارا السفن والطائرات من مغبة الاقتراب من الحدود الليبية دون تنسيق مسبق مع الجهات المختصة.