إسطنبول.. الصفعة الأكثر إيلاما تطلق خريف أردوغان
حرقة أردوغان اللافتة على الخسارة جعلته يخاطر بإسقاط قناع الديمقراطية الزائفة ويخلع عباءة لم يتخل عنها طوال سنوات.
رغم خسارة حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العاصمة الإدارية للبلاد أنقرة وعددا من المدن الكبرى المهمة الأخرى، خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، فإن هزيمته في إسطنبول بدت أكثر إيلاما.
- "جول" يهنئ المعارضة برئاسة إسطنبول: حان وقت عودة الأمور إلى نصابها
- مؤيدون لأردوغان يعترفون: الفشل الاقتصادي وراء خسارة إسطنبول
حرقة أردوغان اللافتة على الخسارة جعلته يخاطر بإسقاط قناع الديمقراطية الزائفة، ويخلع عباءة لم يتخل عنها طوال سنوات، متجاهلا أصوات الناخبين ومتشبثا باسترجاع المدينة من المعارضة.
شريان الاقتصاد والمجتمع
"إذا تعثرنا فيها، فقدنا قدرتنا في جميع أنحاء البلاد".. هكذا حذر أردوغان، أملا في تشجيع أنصاره على حسم معركة الانتخابات المحلية في إسطنبول.
تحذير ترجم مخاوف سرعان ما تجسدت على أرض الواقع، لتنتزع المعارضة حكم إسطنبول، الأهم في تركيا، وشريان الاقتصاد فيها، والرمز التاريخي والمجتمعي النابض بالذاكرة التركية المشتركة.
إسطنبول أو عاصمة العثمانيين لم تحلق منفردة نحو المعارضة، بل رافقتها العاصمة الإدارية أنقرة وإزمير وأنطاليا درة السياحة التركية، ما يعني أن أردوغان خسر بذلك قوة دفع مهمة سبق أن منحته انطلاقة سياسية قبل 25 عاما.
وبهزيمته في إسطنبول، وجد أردوغان نفسه أمام أسوأ الخيارات، فإما أن يقبل بنتيجة الصندوق ومعها الهزيمة المذلة مع كل ما تحمله من تداعيات مباشرة وغير مباشرة، وإما أن يطعن في النتيجة، ويطلب إعادة الفرز، وهذا ما حدث وفيه فضح لديكتاتوريته، و"كارت" آخر يحرق به أردوغان ما تبقى له في عيون الأتراك.
بين نارين
صحيفة "واشنطن إكزامينر" رأت أن خسارة إسطنبول حشرت أردوغان في مفترق طرق، وهذا من بين أسباب حرقة الرئيس التركي، لإدراكه المسبق بتداعيات هزيمة حزبه بمدينة نشأته.
فالضربة وضعته بين نار القبول أو توخي نهج أكثر استبدادا، وفي الخيارين مخاطر مرتفعة للغاية، فضياع إسطنبول يعني الكثير بالنسبة إلى أردوغان، فهو دليل على أن سكان المدينة التي احتضنت انطلاقته السياسية، وترأسها لسنوات، لفظته، وقالت له "لا"، أي أنها صفعته بشكل مهين.
فإن قبل، فقد يخدمه ذلك بعض الشيء في عيون العالم الذي يراقب بصمت وخوف تفاقم ديكتاتورية الرئيس التركي، لكن حتى هذا الخيار، تقول الصحيفة، لا يبدو مستساغا بالنسبة لأردوغان الذي يعتبر أي نوع من الإذعان ضعفا، وإن كان ضمن المسار الديمقراطي.
وإن لم يقبل، فيخشى أردوغان أن يؤدي ذلك إلى إطلاق العنان للطاقة الكاملة لمنتقديه، ليقينه من أن السماح بثغرة صغيرة لمعارضة حقيقية سيدفع الناس للهجوم عليه بأقصى قوة لتوسيع قطر تلك الثغرة، وهذا ما فعله حتى جاءت لجنة الانتخابات وأعلنت بشكل رسمي خسارته للمدينة لصالح مرشح المعارضة.
وعلى إثر ذلك تسلم أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض الفائز برئاسة بلدية مدينة إسطنبول التركية، المنصب رسميا، الأربعاء الماضي، بعد 17 يوما على إجراء الانتخابات المحلية بالبلاد والمراوغات المستمرة من أردوغان.
ووفق المضابط النهائية فإن أكرم إمام أوغلو حصل على 4 ملايين و169 ألفًا و765 صوتًا، بفارق يقدر بـ13 ألفًا و729 صوتًا عن منافسه مرشح الحزب الحاكم بن علي يلدريم الذي حصل على 4 ملايين، و156 ألفًا و36 صوتًا.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز