الوهن يضرب ثلاثي "تركيا -روسيا -إيران" بفعل العقوبات الأمريكية
اقتصادات كل من روسيا وإيران وتركيا تظهر علامات واضحة على الضعف بفعل الضربات الاقتصادية الأمريكية الليلة الماضية.
أظهرت روسيا وإيران وتركيا علامات واضحة على الضعف في اقتصاداتها بفعل الضربات الاقتصادية الأمريكية الليلة الماضية، وبدأ مواطنو تلك الدول يدفعون ثمن المواجهات الأخيرة لحكوماتهم مع واشنطن.
ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن روسيا، التي تترنح بفعل تهديدات العقوبات الجديدة، أعلنت أنها كانت تتطلع لتقويض دور الدولار الأمريكي كمعيار أساسي للتجارة الدولية، مشيرة إلى أنها دعمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر حث الدول على القيام بالأعمال تجارية بعملاتهم الوطنية بدلًا من الدولار، في حين توجه وزير الخارجية الروسي إلى أنقرة من أجل محادثات تستمر على مدار يومين.
- أردوغان يصطاد في "مستنقع العقوبات" تحالفا لدعم الاقتصاد
- الليرة التركية تحصل على لقب أسوأ عملة في العالم
وفي تركيا هبطت الليرة المنهارة بنسبة 11% في مرحلة ما، أمس، لتسجل 7.24 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، فيما حاولت الحكومة التركية أخيرًا اتخاذ إجراء من شأنه تحقيق الاستقرار لوضعها.
أما عن إيران، أمر المرشد الأعلى بإجراءات صارمة على القطاع المالي للبلاد واعتقال 67 مسؤولًا متهمًا بـ"تخريب اقتصادي"، ويقال إنهم تكنوقراط منحازون إلى الحكومة روحاني.
تزايد بشكل ملحوظ تقارب الدول الثلاث إثر العقوبات الأمريكية، متعهدين بمساعدة بعضهم البعض بعد الهجوم الأمريكي السياسي والاقتصادي بشأن قضايا متنوعة مثل سوريا وحقوق الإنسان وقواعد التجارة.
الأسبوع الماضي، وجهت الإدارة الأمريكية ضربة للدول الثلاث، بدأت يوم الثلاثاء، مع أول حزمة من العقوبات التي أمر بها الرئيس ترامب ضد إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015، وأعقبت وزارة الخارجية الأمريكية ذلك بفرض عقوبات على روسيا على خلفية حادث تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في سالزبوري في مارس/آذار الماضي.
أما يوم الجمعة، ومع الهبوط الفعلي لليرة، أعلن ترامب رسوما عقابية جديدة على تركيا بسبب قضية القس الأمريكي المسجون منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2016؛ للاشتباه في كونه عميلًا لحركة كولن.
كما أشارت صحيفة "التايمز" إلى أن الجولة الأولى للعقوبات ضد روسيا ستؤثر بشدة على صناعات الأسلحة والطاقة، وستستهدف الحزمة الثانية المحتملة القطاع المصرفي.
وأوضحت الصحيفة، أن السعر العالمي للنفط والغاز لايزال يقدر ويحصل بالدولار، وروسيا وإيران بصفتهما مصدرين لا يمكنهما تقليل قيمة مصدرهما الأساسي للدخل "النفط مقابل الدولار".
وبالنسبة لتركيا، فلديها ديون كبيرة بالعملات الأجنبية، وانهارت الليرة أكثر من 40% هذا العام، وادعى أردوغان أن "الإرهابيين الاقتصاديين" كانوا يخططون للإضرار بالبلاد.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي نشرت شائعات دفعت لبيع الليرة، لكن المحللين ألقوا باللوم في هذا على رفضه اتخاذ التدابير التقليدية للتصدي للتضخم مثل رفع معدلات الفائدة.
وبالنسبة للتظاهرات التي تجتاح شوارع إيران وتتهم الحكومة بسوء الإدارة الاقتصادية، أوقعت القيادة في المحظور، فمنذ إعلان ترامب للعقوبات، زعمت طهران أن البلاد ستتخلص بسهولة من الضغط الأمريكي بفضل دعم روسيا والصين وحلفاء آخرين.