الأسبوع الـ764 لـ"أمهات السبت".. الديمقراطية مفقودة في ظل نظام أردوغان
الفعالية شارك بها عدد من قياديي حزبي الشعوب الديمقراطي الكردي والشعب الجمهوري، أكبر أحزب المعارضة، وعدد من نوابهما في البرلمان.
نظمت "أمهات السبت" في تركيا، السبت، فعاليتها الأسبوعية رقم 764، لسؤال نظام الرئيس رجب طيب أردوغان عن مصير النساء والأبناء الأكراد المفقودين في غياهب المعتقلات.
و"أمهات السبت" هي مجموعة من الأمهات الكرديات اللواتي اعتقل وخطف أبناؤهن على يد السلطات التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
- مظاهرة لـ"أمهات السبت" تطالب أردوغان بالكشف عن المفقودين
- "أمهات السبت" يواصلن استجواب أردوغان حول مصير المفقودين
وقالت مَسيدة أوجاق، شقيقة أحد المعتقلين المفقودين في سجون أردوغان، في بيان صحفي تلته على هامش الفعالية: "يمكننا الحديث عن وجود الديمقراطية في تركيا، إذ استطاع شعبها الحصول على حقوقه، لكن هذا لا يحدث لذلك نحن في وطن بلا ديمقراطية"، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "غزته دوفار" المعارضة.
وتابعت: "وذلك لأن مستوى الديمقراطية في أي بلد يقاس بمدى حصول مواطنيها على حقوقهم كاملة غير منقوصة، فالسمة الرئيسة للديمقراطية هي مبدأ الفصل بين السلطات، وهذا المبدأ لا يمكن أن يتحقق إلا في وجود قضاء مستقل ومحايد، وهو ما نفقده في تركيا حالياً".
وأضافت أوجاق قائلة: "وكون القضاء مستقلاً يضمن لنا سلامة استخدام السلطات التشريعية والرقابية في البلاد. وأكررها لم يعد في تركيا اليوم نظام قضائي مستقل ومحايد، ما نراه اليوم من قضاء هو أداة في يد النظام الحاكم".
واستطردت قائلة: "وكل هذه التطورات جعلت من غير الممكن أن تعمل الدولة في ظل وجود مؤسسات وهيئات ديمقراطية".
هذا وتحدث آخرون ممن لهم مفقودون لا يعرفون مصيرهم، حيث طالبوا نظام أردوغان بالكشف عما صار لهم.
وبدأت الأمهات في تنظيم حركتهن في عام 1995 ليخرجن في احتجاجات دورية أسبوعية كل يوم سبت، في ساحة "غلاطة سراي" وسط مدينة إسطنبول، لمطالبة الحكومة بالكشف عن مصير أبنائهن المعتقلين منذ عشرات السنين، ولم يُعرف مصيرهم ويطالبن الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.
وتقول "أمهات السبت" إنهن استلهمن فكرة تنظيم حركتهن من مايو دي بلازا، أي " أمهات ساحة مايو" في الأرجنتين، اللواتي فقدن أبناءهن في زمن " الديكتاتور" الأرجنتيني خورخيه فيديلا.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة التركية، كان من المفترض أن تجتمع المظاهرة، اليوم، في ميدان "غلاطة سراي" بمدينة إسطنبول، لكن بسبب المنع الأمني، احتشد المتظاهرون في الشارع الذي توجد به "جمعية حقوق الإنسان" بذات المدينة، وسط حصار من قوات الأمن.
وشارك في الفعالية عدد من قياديي حزبي الشعوب الديمقراطي الكردي، والشعب الجمهوري، أكبر أحزب المعارضة، وعدد من نوابهما في البرلمان.
أقارب الضحايا طالبوا هذا الأسبوع بتحقيق العدالة من أجل مصطفى عاصم خير الله أوغلو، الذي قتل عام 1982 عقب اعتقاله، حيث حضرت زوجته آينور خير الله أوغلو، التي قالت خلال الوقفة "منذ 37 عاماً فقدت زوجي بطريقة بشعة، وأنا هنا اليوم للمطالبة بالتحقيق فيما حدث له، ولمؤازرة أخواتي ممن يفقدن أبناءهن وأزواجهن".
يذكر أن المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان في تركيا، كشفت عبر تقارير موثقة عن انتهاكات حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان، لا سيما بعد مسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد صيف عام 2016.
وفي هذه النقطة صدر تقرير عن وزارة الخارجية الأمريكية، في مارس/آذار الماضي، سلط الضوء على أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، خلال عام 2018، معدو التقرير أكدوا أن السلطات التركية تورطت في جرائم اختفاء قسري ومحاولات اختطاف، ورصدت اختفاء 28 شخصاً قسرياً.
حكومة أردوغان شنت منذ يوليو/تموز 2016 حملة موسعة لاختطاف أتباع حركة رجل الدين فتح الله غولن، المتهم الأول بتدبير مسرحية الانقلاب المزعوم، ولاحقت الاستخبارات التركية كل من تشك في انتمائه إلى الحركة، داخل تركيا وخارجها.
الأمم المتحدة أعربت عن انزعاجها بسبب كثرة الشكاوى من وقائع التعذيب في تركيا، وفي 27 فبراير/شباط الماضي، أعرب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بجرائم التعذيب، نيلز ميلزر، عن قلقه البالغ إزاء ما يثار عن التعذيب، وغيره من أشكال سوء المعاملة في أقسام الشرطة التركية.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز