خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" أهداف زيارة وفد تركيا العسكري لليبيا
كشف خبراء ليبيون لـ"العين الإخبارية"، عن أهداف زيارة الوفد التركي إلى ليبيا، وأكدوا أنها تأتي ضمن الاستعدادات للهجوم على الهلال النفطي.
وأوضح الخبراء أن تركيا تريد تسريع وتيرة الأحداث في ليبيا وإشعال المنطقة من جديد، مستغلة الفراغ السياسي الدولي قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، لفرض شروطها وتحصين اتفاقياتها غير المشروعة مع حكومة السراج.
ووصل وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، برفقة رئيس الأركان الفريق أول ياشار غولر، وقادة من الجيش ورئيس المخابرات هاكان فيدان الذي يوصف بـ"رجل الظل” للرئيس التركي، السبت، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة غير معلنة تعيد البلد الأفريقي إلى مشاهد الحرب.
مغامرة أردوغانية
الأكاديمي والسياسي الليبي الدكتور أحمد العبود، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة الوفد التركي، "مغامرة أردوغانية" لزيادة السخونة في ليبيا والدفع نحو تسارع الأحداث، قبل تنصيب جو بايدن في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأوضح السياسي الليبي، أن تركيا البلد المنخرط في أزمات المنطقة، منيت بخسائر كبيرة في الملفات الإقليمية وتريد إشعال الجبهة الليبية، متوقعًا مواجهة مقبلة بين المليشيات المسلحة في ليبيا مدفوعة بأوامر تركية، والقوات المسلحة العربية الليبية.
توحيد المليشيات
وأشار إلى أن تركيا تريد إشعال المنطقة من جديد، لعدة أهداف بينها تحصين الاتفاقيات التي وقعتها مع حكومة السراج، وفرض شروطها في الحل السياسي على المجتمع الدولي، إلا أنه أكد أن المغامرات التركية ستقابل بحسم من قبل الجيش الليبي
وحول السيناريوهات التي تشير إلى أن زيارة وزير الدفاع التركي إلى ليبيا تأتي ردًا على تصريحات قائد الجيش الليبي حول تركيا، قال العبود: "لا أعتقد أن الزيارة رد على الكلمة"، مشيرًا إلى أن شحنات الأسلحة تتدفق على مطارات طرابلس وميناء مصراتة منذ أشهر دون توقف، كما أن البوارج التركية تقوم بتدريبات ومناورات حربية في ليبيا، ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن.
وتوعد القائد العام للجيش الليبي في كلمته خلال ذكرى استقلال ليبيا، بطرد المليشيات التركية، قائلا: إنه "لا خيار أمام الأتراك سوى مغادرة ليبيا، سلما أو حربا".
ودعا حفتر إلى "الاستعداد لطرد القوات التركية ومليشياتها من الأراضي الليبية"، قائلا إنه "يجب أن نصوب نيران أسلحتنا نحو تركيا".
سيناريوهان
وتابع الأكاديمي الليبي، أن تركيا تريد توحيد الحالة المليشياوية خلفها، ورأب الصدع بين السراج وباش أغا، وخاصة بعد انشقاق الأخير عن المعسكر التركي، بزيارتيه إلى القاهرة وباريس.
وأكد أن هناك سيناريوهين، تعد لهما أنقرة، أولهما توحيد المليشيات وصراع الأجنحة السياسية لتذهب مباشرة إلى الحرب مع الجيش الليبي، فيما يدور السيناريو الثاني حول دعم طرف (مليشيات مصراتة بقيادة باش أغا، أو مليشيات طرابلس) ضد آخر، مشيرا إلى أن من ستدعمه ستأمره بالذهاب نحو صناعة المغامرة وقتال الجيش الليبي.
المحلل العسكري الليبي سليمان بوعقرب البرعصي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة الوفد التركي إلى ليبيا، لا يراها زيارة لدولة بذاتها، بل هي جولة تفقدية لإحدى الولايات التركية.
نسف الاتفاق العسكري
وأوضح البرعصي أن أردوغان يرى في ليبيا مستعمرة تابعة لإسطنبول، فهو على الأرجح لم يأخذ حتى إذنا مسبقا من حكومة طرابلس، مشيرًا إلى أنه لا يعول كثيرا على المليشيات الليبية، فلديه من المرتزقة والجنود ما يسد حاجته.
وأشار إلى أن "حجم الوفد التركي الذي يضم وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس المخابرات، وقادة الجيش، محاولة لاستعراض العضلات فقط"، مؤكدًا أنهم يحاولون زيادة وزنهم على الأرض في ليبيا، استعدادا للحرب مع الجيش الليبي.
من جانبه، قال ناصف الفرجاني المحلل السياسي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة تأتي في توقيت يشهد تنفيذ أحد بنود الاتفاق العسكري (5+5) وهو بداية تبادل المحتجزين التي بدأت في منطقة الشويرف وهي آخر نقطة تماس بين قوات الجيش الوطني وقوات التابعة للسراج، وبداية ترتيبات تتم في بنغازي بين الطرفين لفتح الطريق الساحلي.
الهجوم على الهلال النفطي
وأوضح أن أردوغان يسعى إلى نسف الاتفاق العسكري للهروب من استحقاق انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة، مؤكدًا أن الزيارة تمثل طمأنة للسراج ولقيادات المليشيات على استمرار الدعم التركي لها.
وأشار إلى أن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر كانت واضحة للمحتل التركي بأن خيار المواجهة أصبح ضروريًا، وسط إصرار تركيا على استمرار البقاء في ليبيا.
وتابع أن هناك رصدا لمعلومات بالتحضير لهجوم يستهدف منطقة الهلال النفطي، لممارسة مزيد من الضغط على أوروبا خاصة والمجتمع الدولي عامة.
تكليفات جديدة
مختار الجدال المحلل السياسي الليبي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة تأتي ردا على كلمة قائد الجيش ومطالبته بخروج الأتراك سلما أو حربا، مشيرًا إلى أن الأتراك استشعروا الخطر فجاء وزير الدفاع للاطلاع على تجهيزات واستعدادات حكومة السراج الموالية لتركيا في مواجهة الجيش الليبي.
وأوضح أن هدف الزيارة يأتي في إطار الاستعداد لاحتلال حقول وموانئ النفط المصدر الوحيد للإيرادات في الاقتصاد الليبي، متوقعا أن تكون زيارة وزير الدفاع التركي لإجراء تكليفات جديدة في قيادات المليشيات وتنظيمها وفقا للمعطيات على الأرض ورأب الصدع فيما بينها.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز