وثائق.. المخابرات التركية تجند نجل شقيق غولن
جندت وكالة الاستخبارات التركية نجل شقيق الداعية التركي المعارض فتح الله غولن، لاستخدامه كمخبر للتجسس على عمه وحركته.
وأوضحت الوثائق الرسمية التي حصل عليها موقع نورديك مونيتور السويدي أن طاووس بن كيسان جولن، نجل شقيق غولن، تم تجنيده من قبل وكالة المخابرات في عام 2016.
وقال طاووس، خلال تحقيقات الشرطة، إنه التقى شخصين عرفا نفسيهما بأنهما من عملاء الاستخبارات، وكانا يلتقيانه مرة كل شهر لتلقي معلومات عن الحركة.
وزعم طاووس أنه تطوع لإطلاع المخابرات التركية بمعلومات عن عمه والحركة ولم يتوقع الحصول على مكافأة، على الرغم من وعد المخابرات له بحصوله على مقابل نقدي إذا قدم معلومات مهمة.
وبحسب الموقع، قرر طاووس الكشف عن صلته بالاستخبارات بعد أن فوجئ بوضعه رهن الاحتجاز لدى قوات الشرطة بمقاطعة صقاريا، وتحديدًا عندما سألته الشرطة عما إذا كان يريد إضافة أي شيء.
وشرح طاووس في التحقيقات، التي نشرت في 34 صفحة، حصل "نورديك مونيتور" على نسخة منها، بالتفصيل كيف ذهب إلى الولايات المتحدة للقاء عمه فتح الله غولن وأقارب آخرين بالعائلة، وقدم تفاصيل عن الاجتماعات الخاصة ومعلومات عن مساعدي غولن للمخابرات.
طاووس، رجل أعمال يبلغ من العمر 44 عامًا، كان يمتلك عددًا من المشروعات التجارية التي أفلس الكثير منها.
وكان يعمل كمدير في شركات مملوكة لوالد زوجته في تركيا والولايات المتحدة، التي تعمل في تجارة اللحوم. لكن مشروعاته تعرضت لهزات قوية عندما واجه منافسة شديدة، واضطر للعودة إلى تركيا في 2013، حيث واصل العمل في العديد من الشركات التي أسسها والد زوجته في مجالات التعدين والطاقة وقطاعات أخرى.
وبعد أن فشل في العديد من المشروعات الصناعية الخاصة تحول إلى جماعة جولن للحصول على فرصة عمل.
ساعدته علاقته بعمه في الحصول على وظيفة في رابطة الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين في أنقرة التابعة لغولن، حيث عمل كمحاسب حتى تم إغلاقها من قبل الحكومة يوليو/تموز 2016 مع آلاف المؤسسات الأخرى، والتي كان من بينها مدارس وجامعات ووسائل إعلام ومؤسسات تابعة لمجموعة غولن.
وفي إفادته قدم طاووس أسماء 20 من أقارب فتح الله غولن وقدم معلومات عنهم.
كما قام بالإبلاغ عن 66 شخصًا ينتمون إلى الحركة، مما دفع المدعي العام إلى بدء تحقيقات جنائية معهم، وإدراج أقوال طاووس كدليل جنائي إضافي ضد بعض الأشخاص الذين يواجهون بالفعل تهمًا منفصلة.
يبدو أن طاووس اعتقد أن التعاون مع وكالة المخابرات يمكن أن ينجيه من حملة القمع غير المسبوقة التي استهدفت حركة جولن في تركيا. لكنه كان مخطئا لأن اجتماعاته مع المخابرات التركية لم تساعده في الهروب من التهم التي رفعها المدعي العام بشأن أدلة مشكوك فيها على الإرهاب. ووجه مكتب المدعي العام في أنقرة لطاووس اتهامات بشأن صلاته بغولن وطلب من المحكمة الحكم عليه بالسجن 22 عامًا وستة أشهر. وفي نهاية المحاكمة الصورية، أدانته المحكمة الجنائية العليا التاسعة والعشرون في أنقرة وحُكم عليه بالسجن 12 عامًا.
تحول والد زوجة طاووس أيضًا إلى مخبر، لكن المحكمة الجنائية العليا الثامنة بغازي عنتاب حكمت عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في يناير/ كانون الثاني 2020، حيث ذكر القضاة أن المعلومات التي أدلى بها لم تكن حقيقة.
ويشكل تسلل وكالة المخابرات التركية إلى حركة غولن مصدر قلق بين أعضاء المجموعة.
وكان فتح الله غولن، زعيم الحركة، قد حذر مرارا من قوى داخل الدولة تحاول تجريم أتباعه.
وفي رسالة مصورة نُشرت على موقعه على الإنترنت سبتمبر/ أيلول 2013، قال إن المؤامرات التي تهدف إلى تصوير الحركة باعتبارها شبكة إجرامية من خلال زرع مواد غير قانونية في المنازل والمؤسسات التابعة للحركة تجري على قدم وساق.