الليرة التركية تقاوم.. هل تصمد أمام تقلبات الدولار وضغط التضخم؟
ارتفعت الليرة التركية عقب إعلان خطة حماية الودائع بالعملة المحلية من تقلبات السوق، والسؤال هل تصمد الليرة أمام تقلبات الدولار والتضخم؟
رغم أن الرئيس التركي لم يكشف في حديثه أمام مجلس الوزراء التركي، عن خطته التي سيحمي من خلالها الودائع بالعملة المحلية من تقلبات السوق، فإنه أكد أمرين من شأنهما قلب موازين السوق تماما والصعود بالليرة المنهارة إلى مستويات قياسية، الأمر الأول هو قرب الإعلان عن استثمارات بمليارات الدولار برأسمال خليجي "على حد تعبير أردوغان"، والأمر الثاني هو تأكيده استمرار سياسة خفض أسعار الفائدة لجذب المزيد من الاستثمارات، رغم تأثير هذه السياسة على قيمة العملة المحلية.
وارتفعت الليرة التركية 7% اليوم الثلاثاء بعد انتعاش تاريخي بنسبة 25% أمس عن انخفاضاتها القياسية، التي وصلت إلى 18.4 ليرة لكل دولار أمس.
وتراجعت العملة ثم ارتفعت في تعاملات مضطربة لتتراوح بين 12.21 ليرة و12.77 ليرة للدولار خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد إغلاقها على 13.15 ليرة للدولار.
وهاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زعيم المعارضة، كمال قليتشدار أوغلو، بسبب انتقاده سياسات الحكومة في إدارة الاقتصاد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان، مساء الإثنين، عقب ترؤسه اجتماعًا لمجلس الوزراء، في العاصمة أنقرة، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "حرييت"، وتابعته "العين الإخبارية".
وقال أردوغان في تصريحاته قاصدًا زعيم المعارضة "دعونا نرى، سيد كمال، ما هي ديوننا في صندوق النقد الدولي عندما وصلنا للسلطة وما هي الآن؟".
وتابع متسائلًا "من أين حصلنا على عبء الديون الذي كان عندما وصلنا للحكم؟ لقد حصلنا عليه منكم. كم كان احتياطي النقد الأجنبي لمصرفنا المركزي؟ لقد كان 27.5 مليار دولار. ولحسن الحظ نحن وصلنا الآن إلى 120 مليارا. وفي فترة رئاستي للوزراء وصلنا إلى 135 مليارا".
وأردف قائلا "نقوم بعمل تعاوني استثماري خليجي وخاصة مع رأس المال الخليجي. تركيا هنا، تركيا لم تنهار. يا جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك هل تناقشون بلا خجل مع السيد كمال الانتخابات المبكرة؟ هذه أحلام، ستنتظرون حتى يونيو (حزيران) 2023 (الموعد الرسمي)".
التضخم لن يسحق "الأتراك"
وارتفع التضخم في تركيا بأكثر من المتوقع إلى 21.31% على أساس سنوي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، ولا يزال التضخم يهدد الليرة التركية، رغم رسائل الرئيس التركي رجب أردوغان لطمأنة الشعب بأنه لا مزيد من تراجع الليرة وأن هناك خطة لمواجهة التضخم العالمي.
وقال أردوغان، الأحد الماضي، إنه خفض التضخم في بلاده، الذي يتجاوز حاليا 21%، إلى 4% من قبل، مضيفا "سينخفض التضخم بأسرع وقت ممكن".
وأكد أنه سيفعل ذلك مرة أخرى عما قريب، في ظل ارتفاع الأسعار بسبب مسعى الرئيس للتيسير النقدي الكبير الذي أدى إلى انهيار الليرة.
وأضاف أن نموذج السياسة الجديد القائم على أسعار الفائدة المنخفضة جزء من "حرب الاستقلال الاقتصادي" التي قال إنها مستمرة بنجاح. ووصف خبراء الاقتصاد هذه السياسة بأنها "طائشة" وتوقعوا أن يرتفع التضخم إلى أكثر من 30 بالمئة العام المقبل.
وكرر أردوغان، خلال لقاء مع شبان أفارقة، وجهة نظره بأن أسعار الفائدة تسبب التضخم، مؤكدا على أنه لن يسمح لأسعار الفائدة "بسحق" المواطنين.
الدولار يعوض خسائره
وعوض الدولار الأمريكي بعض خسائره الليلة الماضية وارتفع اليورو اليوم الثلاثاء مع تحسن الإقبال على المخاطرة جزئيا بعد عمليات بيع في الأسواق العالمية.
وظلت عملات رئيسية في نطاق التداول الجيد على الرغم من أن زيادة حالات الإصابة بالمتحور أوميكرون دفعت دولا إلى إعادة فرض قيود مما أثارت المخاوف فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية المستقبلية في المدى القريب.
وتلقى الإقبال على المخاطرة ضربة يوم الإثنين بعدما قال السيناتور جو مانشين، الديمقراطي المعتدل الذي يعلق عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن الآمال لتمرير مشروع قانون للاستثمار المحلي بقيمة 1.75 تريليون دولار، يوم الأحد إنه لن يدعم مشروع القانون المقترح مما أدى إلى عمليات بيع في الأسواق العالمية.
وانخفض مؤشر الدولار 0.1% إلى 96.42 لكنه ظل مرتفعا عن مستواه المنخفض يوم الاثنين عند 96.33.
وفيما يتعلق بالصورة الأكبر، لا يزال الدولار على مسافة قريبة من أعلى مستوى بلغه في 16 شهرا عند 96.914 الذي سجله الأسبوع الماضي بعدما فتح الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الباب أمام ثلاث زيادات في سعر الفائدة في 2022.
وارتفع الدولار الأسترالي، الذي كان من بين أكثر العملات تضررا بسبب ارتباطه الكبير بالتوقعات المستقبلية للاقتصاد العالمي، اليوم الثلاثاء لينهي انخفاضه على مدى يومين.
وصعد اليورو إلى 1.1293 فيما انخفض الين، الملاذ الآمن، إلى 113.61 أمام الدولار.
وارتفعت العملة المشفرة بتكوين 4% إلى 48.700 دولار بعدما سجلت انخفاضا على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وارتفع مقياس أوسع لتقلبات سوق العملة 6.6% بعدما انخفض لأدنى مستوى له في شهر الأسبوع الماضي.