عطلة "طيار الشبح" تعزز فرضية "مسرحية" انقلاب تركيا
السلطات اتهمت طيارا بشن الضربات الجوية فيما كان يقضي عطلة مخطط لها منذ فترة مع والديه وأسرته
ظهرت إلى العلن معلومات جديدة بشأن محاولة الانقلاب، التي أعلنت عنها تركيا عام 2016، عززت الفرضية القائلة إنها "مدبرة" من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان للإطاحة بمعارضيه والتنكيل بهم وإفساح الطريق للإسلاميين ومواليه.
فعندما وقعت محاولة الانقلاب، اتهمت السلطات التركية رائد طيار رأفت كالايجي بأنه شن الضربات الجوية من مروحية شبح طراز "كوبرا" على قصر أردوغان، لكن الجديد أن هذا الشخص كان يقضي عطلة مع أسرته بعيدا عن مقر عمله بمسافة تصل نحو 5 ساعات بالسيارة.
معلومات كشفها موقع "نورديك مونيتور" السويدي الذي ذكر أن مراجعة ملف القضية كشفت أن كالايجي كان يقضي عطلة مخططة منذ وقت طويل في أنقرة حيث يقطن والداه، فيما كان يعمل هو قائد فرقة بالفوج الثالث للقوات الجوية في مدينة إزمير، التي تبعد 5 ساعات بالسيارة عن العاصمة.
- وثائق: أردوغان أحبط تحقيقات بشأن فيلق القدس تورط فيها مسؤولون كبار
- وثائق: تركيا اختطفت مدرسين من مولدوفا وألصقت بهم تهم الإرهاب
وقال "نورديك مونيتور" إن السلطات التركية ضحت بكالايجي الذي يبدو أنه لم يكن له أي دور في عملية استهداف عدة مواقع من المروحية الشبح، التي لم يكشف المحققون عن بياناتها مثل رقم الذيل.
وأضاف الموقع السويدي أنه عندما رفض الطيار المقاتل توقيع إفادة يجرم فيها نفسه بعد أسبوع من التعذيب الوحشي وسوء المعاملة تسببت في خضوعه لعملية جراحية بالمستشفى، لفق المحققون أدلة تكشفت حقيقتها المزيفة لاحقًا عندما طعن الدفاع عليها أثناء المحاكمة.
واعتبر الموقع أن ما كشفت عنه مراجعة القضية عزز وجهة النظر القائلة إن محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو/تموز عام 2016 كانت في الواقع عملية تمويه دبرها أردوغان ورؤساء استخباراته وجيشه لإحكام قبضة الائتلاف الحاكم من الإسلاميين والقوميين على السلطة.
ويسرد الموقع المعلومات التفصيلية، قائلا إنه في نوفمبر/تشرين الثاني وحتى ديسمبر/كانون الأول عام 2015، وضع كالاجي خطة لقضاء فترة عطلة من 11 إلى 30 يوليو/تموز عام 2016، أي قبل 8 أشهر من الأحداث التي شهدتها هذا الشهر، وحتى أنه أخبر رؤسائه بالأمر.
وبالفعل وصل كالاجي وزوجته وأطفاله الثلاثة أنقرة، التي تعيش فيها أسرته وأسرة زوجته، قبل أيام على محاولة الانقلاب، وعندما بدأت الأحداث مساء الجمعة، كان متواجدًا داخل أحد مراكز التسوق.
في صباح اليوم التالي، أخبره قائده مراد باغ الموجودة بالقاعدة في إزمير أن جميع الإجازات تم إلغاؤها وأمره بالعودة فورًا، فأخذ زوجته وأطفاله وعادوا لاستكمال مهامه يوم الأحد 17 يوليو/تموز، وعندما كان على وشك مغادرة مكتبه، كانت الشرطة قد وصلت مكتبه بالقاعدة العسكرية.
عقب ذلك اقتادوه وأخبروه أنهم بحاجة لشهادته ووضعوه داخل السيارة، رغم أن قانون الإجراءات الجنائية يشترط أن تقوم الشرطة العسكرية فقط بالقبض على الضباط في الخدمة الفعلية وليس ضباط الشرطة، إلا أنه تم اقتياده لمركز الشرطة.
ووجهت اتهامات للطيار بقيادة المروحية من طراز "إيه اتش- 1 بي كوبرا" في أنقرة، وإطلاق النار على الناس بعدة مواقع رئيسية مثل مقر الاستخبارات ومركز الشرطة ومقر قيادة القوات الخاصة ومقر هيئة الأركان.
وخلال دفاعه أمام الدائرة الـ17 من المحكمة الجنائية العليا في 13 مارس/آذار عام 2018، كشف كالايجي تناقضات كبيرة في الواقعة وتضارب في الأدلة، التي اتهم الشرطة بالتلاعب فيها من أجل إدانته.
وشكا كالايجي بشأن زيف التقارير الإخبارية التي نقلتها وسائل إعلامية موالية للحكومة، وقال إن عائلته تعرضت للاستهداف، متهمًا المسؤولين بالتسريب العمد لتفاصيل ملف التحقيق، الذي كان مفترض أن يكون سريًا حتى تقديم لائحة الاتهام.
كما فصلت زوجته أوزلام كالايجي، طبيبة بمستشفى حكومي، من وظيفتها بدون أي تحقيق إداري أو قضائي، واحتجزت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، لكن أطلق سراحها على ذمة التحقيق.