فشل مشروع تركي قطري لإشعال فتنة بين العرب والأكراد شرق الفرات
مصادر سورية تؤكد أن تركيا تسعى إلى تشكيل قوات عسكرية موالية لها شرق الفرات بعد فشلها في إقناع أمريكا وروسيا بالسماح لها بدخول المنطقة
فشلت تركيا وقطر في جمع 10 آلاف مقاتل، شرق الفرات لقتال "قوات سوريا الديموقراطية"، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، بعدما تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، رغم دفعهما ملايين الدولارات لم تستطع جمع ألف عنصر فقط.
مصادر سورية واسعة الاطلاع في شرق الفرات أكدت لـ"العين الاخبارية" أن تركيا تسعى إلى تشكيل قوات عسكرية رديفة موالية لها شرق الفرات، بعد فشلها في إقناع الولايات المتحدة وروسيا بالسماح لها بالدخول إلى تلك المنطقة.
- قطر وتركيا.. أردوغان يراهن على الحصان الخاسر
- مكافحة "داعش" في سوريا.. أكذوبة أردوغان تعريها عقدة الأكراد
وقالت المصادر إن هذه القوات كان يفترض أن تكون "مهمتها السيطرة على منطقة شرق الفرات، بعد أن فشل حليفها داعش في البقاء بها، بهدف إحكام السيطرة على الضفة السورية من الحدود واتباعها لأوامر الحكم العثماني الجديد".
إعداد تركي وتمويل قطري
المصادر نفسها كشفت عن أن قطر تولت تمويل المشروع، أما تركيا فتولت الإعداد اللوجستي، وعملت على محاولة ضم مرتزقة مأجورين للقتال شرق الفرات، ضمن تشكيل واسع، كما حاولت عبر الدوحة التأثير على المكونات العربية التي تنبهت إلى خطورة المشروع كون المنطقة ستُضاف إلى مشروع أنقرة الساعي إلى السيطرة على الشمال السوري وشمال شرقها، ما ساهم في إحباط المخطط.
وأظهرت المعلومات التي تحدثت عنها المصادر أن المشروع القطري- التركي، بدأ العمل عليه منذ ثلاثة أشهر، قبل أن يتم إحباطه، على الرغم من محاولات رجال رجب طيب أردوغان المستمرة لتنفيذه.
ليس هذا فحسب؛ بل تزامنت تلك المساعي مع إطلاق "قوات سوريا الديموقراطية" المعركة الأخيرة لإنهاء وجود مسلحيّ داعش في آخر جيوبه بقرية الباغوز، بعد أشهر من معارك دامية التي تعد آخر بقعة جغرافية للتنظيم شرق الفرات.
وبحسب التحالف الدولي الداعم للهجوم ضد الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من "تحرير نحو 99.5% من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش.
حرب كردية - عربية
وفي ظل فشل أردوغان في إنشاء منطقة آمنة، اتجه إلى خيار دراماتيكي، يعيد عقارب الساعة إلى الوراء في المنطقة، ويؤسس لحرب كردية – عربية، تنتهي في نهاية المطاف بالسيطرة على شمال شرق سوريا، أسوة بريفي حلب وإدلب.
ففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن أردوغان أنه سينشئ "منطقة آمنة" شمالي سوريا، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عرض عليه مسألة إقامة تلك المنطقة بعمق 20 ميلا، بما في ذلك موقع على حدود تركيا.
بدوره، كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، عن مخطط للمخابرات التركية يستهدف تشكيل قوات في شرق الفرات من أجل محاربة قوات سوريا الديمقراطية، قائلا إن "الادعاءات التي يطلقونها بزعم نشر الأمان، مفضوحة للغاية، متسائلاً: "أي أمان يقصدونه في وقت تعمل الدوحة وأنقرة على خلق فتنة عربية - كردية، بذريعة قتال قوات سوريا الديمقراطية؟!"
وتساءل عبد الرحمن، في تصريحات تلفزيونية: لماذا لم تدعم قطر قوات لمحاربة تنظيم داعش حين كان يسيطر على نحو 30% من الأراضي السورية في شرق الفرات؟.. ولماذا لم تأتِ القوات التي يعد لها اليوم لمحاربة التنظيم سابقاً وأتت بعد الانتهاء منه؟! هل هي عملية قطرية - تركية عبر تمويل من الدوحة ورعاية تركية لخلق بلبلة في المنطقة؟!، معربًا عن اعتقاده أن أي عملية غير متوافق عليها في المنطقة ستؤدي إلى حرب أهلية لا يحمد عواقبها.
وكانت تركيا قد هددت بشنّ عملية في شرق الفرات، وكذلك في منبج السورية، ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، إحدى فصائل "قوات سوريا الديمقراطية"، إذا لم تسحبها الولايات المتحدة من هناك.
وقرر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لاحقا، تأجيل العملية العسكرية بعد محادثة هاتفية مع ترامب، في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعقبت إعلان واشنطن سحب قواتها من سوريا.
في هذا الوقت، استأنفت "قوات سوريا الديموقراطية" المعركة العسكرية لطرد "داعش" من مناطقها، وقال مدير المركز الإعلامي للفصيل، مصطفى بالي، عبر "تويتر"، إن "قوات سوريا الديمقراطية أحرزت تقدما في المحور الغربي للباغوز، وسيطرت على 41 موقعاً للتنظيم ودمرت تحصيناته، وتم إحباط الهجمات المضادة له فجر أمس الأحد، ويستمر القتال العنيف داخل القرية.
aXA6IDMuMTQ0LjYuMjkg جزيرة ام اند امز