الإمارات وجهة أكثر جاذبية لإقامة البريطانيين المتقاعدين بعد البريكست
الرعاية الصحية الممتازة والطقس الدافئ وجودة الحياة مميزات تجعل الإمارات وجهة بديلة لتقاعد البريطانيين مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي.
ازدادت جاذبية الإمارات كوجهة لإقامة البريطانيين المتقاعدين بدلا من دول الاتحاد الأوروبي، في ظل الغموض الذي يكتنف خطط انفصال لندن عن التكتل، ومع تزايد المميزات التنافسية التي تقدمها أبوظبي، وفق ما نقلته صحيفة "ذا ناشيونال"، عن مؤسسات استشارات مالية وقانونية.
وعادة ما يسعى البريطانيون المتقاعدون إلى الإقامة في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، بحثا عن الطقس الجيد أو سياسات ضريبية أكثر ملائمة لظروفهم، لكن الأمر لم يعد سهلا بعد أن تسبب تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد إلى جملة من التعقيدات التي قد تعرقل خطط الإقامة على النحو المأمول.
- الإفطار بأقل من دولار.. دبي ثاني أفضل مدن العالم في معقولية أسعار الطعام
- الإمارات توقع مذكرة تفاهم مع "مايكروسوفت" لتسريع التحول الرقمي بأبوظبي
ويعيش نحو 180 ألفا من المتقاعدين البريطانيين في دول الاتحاد الأوروبي، ويختار الكثيرون الإقامة في إسبانيا التي تضم وحدها 70 ألف متقاعد من المملكة المتحدة.
وقبل البريكست، كان للمتقاعدين البريطانيين في الاتحاد الأوروبي الحق في التمتع بالعديد من مزايا التقاعد كأنهم في بلادهم، وتلقي الرعاية الصحية في البلد الذي اختاروه بتمويل من هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، لكن استمرار حالة عدم اليقين بشأن كيفية مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي تركت الكثيرين ممن وصلوا إلى نهاية حياتهم العملية يتساءلون عما إذا كان سيتمكنون فعلا من تنفيذ خطط التقاعد التي يأملون فيها.
وقال كريس بول، الشريك الإداري في شركة "هوكستون كابيتال مانجمنت" التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، إن هناك طفرة في استفسارات المغتربين البريطانيين داخل الإمارات ممن كانوا يعتزمون التقاعد في دول الاتحاد الأوروبي، وأوضح: "كانوا يرغبون في الذهاب إلى إسبانيا أو البرتغال أو قبرص لكن ذلك قد لا يصبح ممكنا بسبب الاضطرابات التي ترافق عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وفي حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، من غير المرجح أن تستمر العديد من الفوائد التي يحصل عليها مواطنو المملكة المتحدة الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي، ورغم أن الحكومة البريطانية أكدت أن مواطنيها الذين يعيشون في أوروبا سيستمرون في الحصول على معاشات التقاعد الحكومية، لكن من غير الواضح ما إذا كانوا سيحصلون على زيادات سنوية، مما يعني أن التضخم سينال من دخولهم عاما بعد آخر.
كذلك، لن يصبح لأي بريطاني أن ينتقل إلى الإقامة في دول الاتحاد الأوروبي بعد البريكست، والحق في الحصول على رعاية صحية مجانية تمولها هيئة الصحة الوطنية.
وبالنسبة لبعض البريطانيين المقيمين في الإمارات، يعد البقاء بعد التقاعد خيارا مطروحا بقوة في ظل تقديمها نوعية حياة مماثلة للموجودة في دول الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الطقس الدافئ، ونظم ضريبية مرنة وملائمة، ما يجعل منها منافسا بديلا لدول مثل البرتغال وقبرص.
المحامي البريطاني المتقاعد جون فيلتون، 78 عامًا، يعيش في دبي مع زوجته الألمانية هاينك، 73 عامًا، وهو مدرس متقاعد منذ عام 2006. ويقول الزوجان اللذان كانا يفكران في التقاعد في فرنسا، إن بريكست جعلهما أكثر التزامًا بالبقاء في الإمارات.
وأوضحا أنه على الرغم من أنهما يدفعان تكلفة الرعاية الصحية في الإمارات، إلا أنها جيدة وقد يتلقيانها مستقبلا داخل المنزل – إذا استدعت الظروف – بأسعار لن يتمكنا من تحملها إذا تقاعدا في بريطانيا.
وتابعا: "إذا فقد المتقاعدون المقيمون في دول الاتحاد الأوروبي ميزة الرعاية الصحية فستصبح الإقامة في دبي فكرة أكثر جاذبية".