الإمارات.. المواطنة العالمية في أرض التسامح
الإمارات تركز على ضمان أفضل مستويات المعيشة وجودة الحياة لمواطنيها والمقيمين على أراضها من جنسيات مختلفة.
شكل إعلان أبوظبي حول الأخوة الإنسانية الصادر خلال زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات في فبراير/شباط الماضي، نقلة نوعية في مفهوم التسامح، وعبر الطريق نحو تجسيد مفهوم أوسع يشمل المواطنة في بعدها العالمي.
التسامح هدف تجسده دولة الإمارات، انطلاقا من أرضية التعايش التي توفرها الدولة بضمها أكثر من 200 جنسية تعيش بتناغم واحترام، وتحظى بأسلوب حياة متنوع يترجم القيم التشاركية للمواطنة العالمية القائمة على الأخوة الإنسانية.
أرضية تعايش
المشاركون بجلسات حوار حول "دور الحكومات في تشجيع التسامح والتعايش السلمي والتنوع"، في إطار القمة العالمية للتسامح، المنعقدة في نوفمبر الماضي، أكدوا أن الإمارات تعتبر نموذجا في ترسيخ حقوق المواطنة وحرية الفكر واحترام الآخر.
وثمنوا جهود دولة الإمارات في دعم التسامح والحوار بين الثقافات والأديان والحضارات، في إطار من التعددية الفكرية والثقافية.
وقالت عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة الإماراتية للسعادة وجودة الحياة: "إن دولة الإمارات تعد عالما في دولة، بسبب احتضانها 200 جنسية، تعيش بتناغم واحترام"، مشيرة إلى أن إنشاء وزارة للتسامح جاء ليؤكد قيمة التسامح والحفاظ عليها، وتقريب وجهات النظر.
طرح تدعمه قراءات مختصين وتقارير اتفقت جميعها على الدور الذي لعبته دولة الإمارات في توفير أرضية تعايش مشترك لجنسيات مختلفة، ما يرسخ مفهوم التسامح، ويمهد لتجسيد مفهوم المواطنة العالمية، خصوصا من خلال دعم فلسفة الحوار الدولي، وترسيخ هذه الثقافة قولا وممارسة، من أجل خدمة الإنسانية.
وتركز الإمارات على ضمان أفضل مستويات المعيشة وجودة الحياة لمواطنيها والمقيمين على أراضيها من جنسيات مختلفة، لتتصدر بذلك المركز الأول عربياً، ومركزا متقدما عالميا من إجمالي 189 دولة في تقرير التنمية البشرية العالمي لعام 2018، الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
حوارات المواطنة الشاملة
في حدث شهدته أبوظبي في 2018، انتظمت فعاليات مشروع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الجديد حول "المواطنة الشاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، بالتعاون مع وكالة ويلتون بارك التابعة لوزارة الخارجية والكومونولث البريطانية ومركز كساب للحوكمة الثقافية التابع لمؤسسة أديان اللبنانية.
وفي كلمته بافتتاح الفعاليات، أشاد الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، بنهج دولة الإمارات في ترسيخ مبادئ المواطنة التي تتسم بوضوح الهدف والواقعية في مراعاة خصوصية السياق المحلي، مشيرا إلى إصدارها "قانون مكافحة التمييز والكراهية".
وناقشت حوارات أبوظبي سبل تعزيز المواطنة الشاملة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة في الشرق الأوسط، من أجل الخروج بتصور مؤصل للمواطنة الشاملة، مستمد من النصوص الدينية، ومراع للسياق الحضاري المعاصر.
وحول مقومات المواطنة الشاملة في إعلان مراكش، قال بن بيه: إن المواطنة في الماضي كانت تقوم على العرق أو الدين أو التاريخ المشترك، إلا أنها في العصر الراهن اتخذت منحى تعاقديا في إطار تعددي أو ما يسميه هابرماس بالمواطنة الدستورية، أي شعور الفرد بانتمائه إلى جمـاعة مدنية مؤسسة على عقد مواطنة يساوي بين الجميع، ما يعني أن المواطنة رباط أو رابطة اختيارية معقودة في أفق وطني يحكمه الدستور.
المواطنة العالمية
مصطلح المواطنة العالمية ينتشر في الفضاء التعليمي منذ أكثر من 30 عاما، وتكرّس رسميا إثر نشر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" وثيقة أهداف التنمية المستدامة (2015 -2030).
ويعبر المصطلح عن ثقافة الانفتاح الفكري، والانتماء إلى المجتمع الدولي والإنساني، وتحمُّلِ المسؤوليّة تجاه المصلحة العامّة في مختلف أنحاء العالم، والالتزامِ بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وعموما، يصف المصطلح الإنسان القادر على التفاعل على مستوى عالمي مع أي شخص مهما اختلفت ثقافته وموطنه، في تناغم مع تزايد الوعي حول العولمة وانتقال هوية الإنسان من منظور وطني بحت، إلى مفهوم وطني واسع.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA=
جزيرة ام اند امز