ينظر الناس إلى ما أحرزته دولتنا الإمارات العربية المتحدة ويتغزلون بإنجازاتها ولا يعلمون أن وراء هذا الصرح الشامخ عقولا جبارة.
ثروتان إذا اجتمعتا في بلد أمسك زمام التقدم وعمه الرخاء، أما الثروتان فهما العقل والمال، ولا تعمل إحداهما دون الأخرى، وإن عملت فلا بد لها من البحث عن قرينها المحفز والدافع.
وقد منّ الله تعالى على دولة الإمارات بالثروتين، حيث وظفت العقول المال التوظيف الأمثل، وابتكرت فرصاً للنمو والتطور عالجت من خلالها ظروف البيئة وتحدياتها والفاصلة الحضارية التي كانت تفصلها عن العالم المتقدم في الغرب، فتجاوزتها وبنت حضارة متكاملة الأركان في بقعة أقل ما كان يقال عنها إنها صحراوية لا تصلح إلا للرعي والصيد من البحر.
ولم يكن ذلك الإنجاز الكبير بسبب المال وحده، فالكثير من الشعوب لديها ثروات ولا تزال في آخر السلم العالمي تنمية وحضوراً، السر الأقوى والأكثر قوة وتأثيراً هو قوة العقل الإماراتي وثراؤه الفكري والعاطفي والإنساني.
وسائل التعليم لدينا تطورت بسرعة وكذلك المناهج، والدعم الممنوح للتعليم من لدن القيادة الرشيدة ذو نظر بعيد، منطلقاً من ثقته بأن المواطن الإماراتي يستطيع بعقله وذكائه أن يقود عجلة البناء والتقدم، وأن يكون الباني والمخترع والمفكر والمبتكر ورائد الفضاء بجدارة
نعم.. ينظر الناس إلى ما أحرزته دولتنا الإمارات العربية المتحدة، ويتغزلون بإنجازاتها، ولا يعلمون أن وراء هذا الصرح الشامخ عقولاً جبارة وسواعد قوية، وتفكيراً وتدبيراً وتجارب وتعباً وسهراً وعرق جبين.
ملايين السياح يفدون إلى هذه البقعة المضيئة من العالم، ويعلمون لماذا اختاروا بلادنا للتمتع بإجازاتهم، لكنهم قد لا يعلمون أن هنالك عقولاً بنت، ولا تزال تبني للحاضر والمستقبل، برؤى ترى المستقبل وما يحتاج إليه كما ترى الحاضر وما يحتاج إليه، فالعقل الإماراتي المتحضر المثقف الواسع المدى والخيال الخصب يتجلى في قيادتنا الرشيدة الواعية التي أمسكت بزمام الإرادة، وتوكلت على الله ثم على ثقتها بنفسها، وأول قراراتها كان (تمكين المواطن) سكنه، عيشه، صحته، تعليمه، ترفيهه وسعادته ثم مستقبله ومستقبل أبنائه.
وقد وجدت في المواطن ما يسعدها؛ العقل والإرادة والعزيمة والطموح والوفاء.
وتمر السنون وعجلة الحياة تمضي والبناء يرتفع والنجاحات تترى، والطريق إلى المركز الأول صار ممهداً لكل الطاقات والمواهب والقدرات.
وحين احتفلنا قبل أيام باليوم العالمي للمعلم قلت في كلمتي «إن النمو والتطور السريع في دولة الإمارات يلقي على المعلم مسؤوليات إضافية، فدولة الإمارات ليست كباقي الدول تنمو وفق الخطط الخمسية كل خمسة أعوام خطوة، نحن نبني كل يوم وخططنا التنموية سريعة، وتشكل قفزات نوعية، وعلى المعلم أن يحول هذه الاستراتيجيات الكبرى إلى الأجيال».
نعم فوسائل التعليم لدينا تطورت بسرعة وكذلك المناهج، والدعم الممنوح للتعليم من لدن القيادة الرشيدة ذو نظر بعيد، منطلقاً من ثقته بأن المواطن الإماراتي يستطيع بعقله وذكائه أن يقود عجلة البناء والتقدم، وأن يكون الباني والمخترع والمفكر والمبتكر ورائد الفضاء بجدارة.
ولا غرابة فقد أثبت الواقع القدرات الفذة لهذا الشعب وأثبت (عيال زايد) أنهم أهل لهذا البناء وهذا الخير.
إن أي شعب مهما كانت قدراته لا يمكن أن يحقق طموحاته دون قيادة حكيمة ومقتدرة، والأمثلة في واقعنا العربي كثيرة.
فقيادتنا الرشيدة منذ عهد أبينا الشيخ زايد، رحمه الله وعطر ثراه، استخدمت العقل والحكمة، ولم تتخل عن محبتها وعواطفها الإنسانية تجاه شعبها والشعوب الأخرى، وظفت المال بأروع ما يهدف إليه واهبه الكريم جلَّ وعلا، وسارت حثيثة الخطى إلى بناء الدولة العصرية لتفاجئ العالم المتقدم وبقوة بأنها قادرة على أن تبني أبراجاً مثل أبراجه، وشوارع مثل شوارعه، ومدارس مثل مدارسه، ومستشفيات مثل مستشفياته، ولم يعد أي فرق حتى في نوع الخدمات وسرعتها، أجل فعقول قيادتنا الجبارة رسمت خرائط التحول، وبنت على الرمل ما عجز الآخرون عن بنائه على أرض من ذهب، وهذا هو امتياز البطولة على أرض الواقع، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله: «القيادة فكر ودهاء وحكمة وقوة شخصية وتطلع دائم لمعالي الأمور».
وقال سموه: «من حقنا أن نحلم لدولتنا بأن تكون من أفضل دول العالم»، وها هو الحلم تحقق على المستوى العربي، وقريباً يتحقق على المستوى العالمي برجاحة عقل قيادتنا وإرادتها القوية التي لا تعرف السكون ولن ترضى إلا بالموقع الأول.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة