الاهتمام ببناء جيل الغد، ورفده بمهارات الحياة، وأدوات المستقبل.. إرث مستمد من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
عوّدنا الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سنوياً على إطلاق مبادرات نوعية تصنع الفرق في حياة الأفراد والمجتمعات، وتحدث حراكاً ثقافيا وتعليميا في وطننا العربي، نذكر منها تحدي القراءة العربي، وتحدي الترجمة، وهذا العام فاجأ سموه الأسرة التربوية في جميع أقطار الوطن العربي بإطلاق مبادرة «مدرسة»؛ أكبر منصة تعليمية على مستوى العالم العربي، تضم 5000 درس تعليمي بالفيديو، تشمل مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، وتوفر مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي.
مدرسة.. مبادرة حضارية تحمل دلالات معرفية مرتبطة بهويتنا، فالمدرسة صنعتها العقول العربية، وترجمت بأيادٍ عربية، ومتوفرة بلغتنا العربية، ومتاحة لجميع العرب كباراً وصغاراً.. تبعث "مدرسة" رسالة مفادها، أن الدول لا تتقدم إلا بلغتها، وحضارتنا لا تبنى إلا بلسان عربي قويم
إن الاهتمام ببناء جيل الغد، ورفده بمهارات الحياة وأدوات المستقبل، إرث مستمد من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتأتي «مدرسة» تتويجاً لإنجازات ونجاحات الدولة المتتالية، وتكريماً للوالد المؤسس في عام زايد.
يعد التعليم إحدى الركائز الأساسية للدول الساعية نحو التقدم والتطور، وهو ضرورة ملحة لرخاء ونهضة الأمم والمجتمعات، فقد جاءت مبادرة «مدرسة» لتلبي هذه الرسالة النبيلة، وتواكب تطلعات المنظومة التعليمية العربية وفق أرقى المواصفات العالمية، وتحفز الطلاب العرب على التعليم الذاتي، ومتابعة دراستهم في المواد العلمية التي تشكل الأساس للتكنولوجيا المتقدمة، وتكسبهم مهارات العصر للحصول على وظائف المستقبل، وتبني اقتصاد المعرفة، وتصنع ثقافة الابتكار، بما يعزز تنافسية طلابنا، ويحرك طاقاتهم الكامنة، وينمي مداركهم الفكرية والثقافية.
تشكل مبادرة «مدرسة» استشرافاً للمستقبل، وتوظيفاً للتقنيات الحديثة في خدمة التعليم بأسلوب عصري وبمنظور فريد يتوافق مع تفكير أجيال المستقبل.
تستثمر «مدرسة» في الطاقات البشرية، وتُعِدُّ جيلاً متسلحاً بالعلوم، متقناً لغة العصر، يقدم إسهامات فكرية تخدم البشرية والحضارة الإنسانية بما يعود بالنفع على رفاهية الإنسان وسعادته.
مدرسة.. مبادرة حضارية تحمل دلالات معرفية مرتبطة بهويتنا، فالمدرسة صنعتها العقول العربية، وترجمت بأيادٍ عربية، ومتوفرة بلغتنا العربية، ومتاحة لجميع العرب كباراً وصغاراً.. تبعث "مدرسة" رسالة مفادها، أن الدول لا تتقدم إلا بلغتها، وحضارتنا لا تبنى إلا بلسان عربي قويم، ورصيد ثقافي ثمين.
فتحت المدرسة أبواب الأمل، ورسمت الطريق أمام المسؤولين عن الشأن التعليمي بوطننا العربي لأخذ زمام المبادرة، والبدء بمراجعة حقيقية وشاملة للمنهجية التعليمية المتبعة في المدارس العربية بهدف تطويرها بما يتماشى مع التحديات والتغيرات المتسارعة في مختلف مناحي الحياة.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة