مبادرات إنسانية متتالية تربت بها الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، محاولة مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي.
مبادرات ترسل عبرها الإمارات رسائل أمل لتخفف الألم الذي يعتصر قلوب الجميع خلال تلك الفترة، وتبلور في الوقت نفسه حراكا إنسانيا لا يتوقف لدعم فلسطين يقوده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ضمن أحدث تلك المبادرات، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، السبت، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات البلاد.
مبادرة تكشف المتابعة الحثيثة من القيادة الإماراتية لمعاناة أهل القطاع عامة، ومرضى السرطان على نحو خاص، بعد أن زادت الحرب أوجاعهم، ومنع الحصار الأدوية التي كانت تخفف آلامهم.
جاء إطلاق المبادرة الجديدة بالتزامن مع وصول الطائرة الأولى التي تحمل على متنها أولى دفعات مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات الإمارات، التي رافقتها "العين الإخبارية" في رحلتها الإنسانية من العريش المصرية إلى أبوظبي.
وفيما حطت الطائرة الإماراتية على أرض أبوظبي حاملة أطفال فلسطين وذويهم كانت طائرات إماراتية أخرى تقلع باتجاه مطار العريش شمال مصر تمهيدا لنقل مساعدات إغاثية إلى غزة عبر معبر رفح، في إطار مبادرتي "تراحم من أجل غزة" وعملية "الفارس الشهم 3".
وكشفت مها بركات، مساعد وزير الخارجية لشؤون الصحة، إنه في إطار دعم الجهود الإغاثية في قطاع غزة أرسلت دولة الإمارات 51 طائرة تحمل على متنها 1400 طن من المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء بالتنسيق مع المنظمات الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي.
يأتي هذا فيما أعلنت عملية "الفارس الشهم3" إرسال 49 طائرة شحن، في إطار مهمة إنسانية تضع ضمن أولوياتها إنشاء مستشفى ميداني، وإقامة 3 محطات تحلية لتزويد قطاع غزة بالمياه.
4 مبادرات إماراتية إنسانية رئيسية أطلقتها الإمارات منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة السابع من الشهر الماضي، يتفرع من كل منها عشرات المبادرات التي تعبر من خلالها دولة الإمارات وقيادتها وشعبها والمقيمين فيها عن قيم التضامن الأخوة والدعم لأهل غزة.
وبموازاة تلك المبادرات الإنسانية تبذل دولة الإمارات جهوداً دبلوماسية وسياسية لا تتوقف على مدار الساعة، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
تستهدف تلك الجهود التوصل إلى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وضمان وصول مساعدات إنسانية آمنة ومستدامة للقطاع، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، واحترام القانون الدولي الإنساني، والعمل على تحقيق سلام دائم وشامل يفضي إلى حل الدولتين.
"العين الإخبارية" تعيد التذكير بأبرز مبادرات الإمارات الإنسانية لدعم غزة في السطور التالية:
علاج ألف مصاب بالسرطان
ضمن أحدث المبادرات وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، السبت، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
يأتي ذلك تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ في الوقوف إلى جانب الأشقاء، ومد يد العون لهم في مختلف الظروف.
علاج ألف طفل
وجاء إطلاق المبادرة بالتزامن مع وصول الطائرة الأولى، التي تحمل على متنها أولى الدفعات ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
ورافقت "العين الإخبارية" رحلة الإمارات الإنسانية من معبر رفح إلى مطار العريش وصولا لأبوظبي، ورصدت في لقاءات مع ذوي الأطفال، من بينهم الأم الفلسطينية سمية بنت حليمة حجم معاناتهم جراء الحرب.
وأكدت مها بركات، مساعد وزير الخارجية الإماراتي لشؤون الصحة، أن جميع الطواقم الطبية والصحية والمستشفيات في الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال باقي الأطفال وعائلاتهم، وتقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة لعلاجهم وتوفير أفضل الخدمات التخصصية، وفقاً للمعايير الدولية حتى تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وبينت إلى أنه في إطار دعم الجهود الإغاثية في قطاع غزة أرسلت دولة الإمارات 51 طائرة تحمل على متنها 1400 طن من المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء بالتنسيق مع المنظمات الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي.
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، خاصة من الفئات الأكثر ضعفا، وفي مقدمتها الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع (ما يزيد على مليون طفل)، الذي يأتي في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية الراسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
الفارس الشهم 3.. 49طائرة
وفيما بدأ أطفال غزة يتلقون العناية الفائقة في مستشفيات الإمارات تنشط عملية "الفارس الشهم 3" بتنفيذ مشاريع إنسانية كبرى، واحدا تلو الآخر لإغاثة أهل القطاع، حيث بدأت أعمالها باستهداف إنشاء مستشفى ميداني، ثم إقامة 3 محطات تحلية لتزويد قطاع غزة بالمياه.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قد أمر العمليات المشتركة في وزارة الدفاع 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ببدء عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
أيضا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
وأعلنت العملية في اليوم التالي البدء في تسييّر جسر جوي إنساني، أحد أبرز مهامه نقل مستلزمات مستشفى ميداني تعتزم الإمارات إقامته داخل غزة، لدعم القطاع الصحي الذي يعاني جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة.
ومنذ إطلاق الجسر الجوي في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أرسلت دولة الإمارات عبره حتى اليوم الأحد 49 طائرة شحن.
وتفرغ الطائرات حمولتها في مطار العريش في مصر، تمهيداً لنقلها إلى داخل قطاع غزة.
ويضم المستشفى الميداني الإماراتي، الذي تبلغ سعته 150 سريرا، وسيجري تنفيذه على مراحل عدة، أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية والخدمات الطبية المساندة.
وإلى جانب المستشفى الميداني أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، الخميس، اعتزامها إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح داخل قطاع غزة، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني.
وتصل القدرة الإنتاجية لكل محطة إلى 200 ألف جالون يومياً بإجمالي 600 ألف جالون، يستفيد منها 300 ألف شخص يومياً.
وضمن عملية "الفارس الشهم 3" تحركت، اليوم الأحد، قافلة مساعدات إنسانية إماراتية من مدينة العريش المصرية إلى معبر رفح، تمهيدا لدخولها إلى قطاع غزة ليتم توزيعها تحت إشراف إماراتي.
ضمت القافلة (13) شاحنة بإجمالي حجم مساعدات 272.5 طن تتكون من 16 ألفا و800 طرد غذائي بوزن 252 طنا محملة على 10 شاحنات، يستفيد منها 84 ألف شخص إلى جانب 360 خيمة بوزن 20.5 طن محملة على 3 شاحنات.
"تراحم من أجل غزة".. تضامن شعبي
وجنبا إلى جنب مع تلك المبادرات المتتالية، رسم أهل الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعما لإخوانهم في غزة عبر مبادرة "تراحم من أجل غزة".
وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تم إطلاق مبادرة "تراحم من أجل غزة" تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تتواصل حتى اليوم.
ومنذ انطلاقها تسجل المبادرة إنجازات إنسانية متتالية، سواء في عدد المتطوعين أو عدد الحزم الإغاثية التي تم إعدادها.
وجمعت الحملة حتى الآن 1500 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية.
وتواصل الحملة الشعبية "تراحم من أجل غزة" جمع التبرعات وتجهيز المعونات عبر آلاف المتطوعين من المؤسسات الإنسانية الإماراتية، حيث تم تجميع 71000 سلة إغاثية بمشاركة أكثر عن 24000 متطوع، وسوف تستمر في تنظيم عدد من الحملات خلال الفترة القادمة.